تأمين العملية الامتحانية وتوفير الأجواء الهادئة للطلاب
طلاب المرحلة الأساسية والثانوية لـ”الثورة”: الأسئلة جاءت سهلة ضمن مقررات المنهج ما عدا مادتي الانجليزي والنصوص
> بالرغم من حرارة الجو والظروف الاستثنائية وتصعيد العدوان على الحديدة
> اختفاء ظاهرة التجمهر أمام المراكز الامتحانية من قبل المواطنين وأولياء أمور الطلاب التي كانت سائدة خلال الأعوام السابقة
الثورة / أحمد كنفاني
حرصا من الدولة ووزارة التربية والتعليم وقيادة السلطة المحلية بمحافظة الحديدة على توفير جميع الظروف اللازمة لمتابعة التحصيل الدراسي في جميع مراحلها كافة يواصل طلاب وطالبات شهادتي المرحلتين الأساسية والثانوية امتحاناتهم في المراكز المحددة لهم داخل مدينة الحديدة ومديرياتها المختلفة والتي بدأت يومي السبت – الأحد 15و16 يونيو الجاري في عموم مديريات المحافظة .
وأكد الطلاب على هامش انقضاء الاسبوع الأول من الامتحانات في المحافظة على إصرارهم على أداء الامتحانات ومتابعة تحصيلهم الدراسي مهما كان حجم الظروف والتحديات و تصعيد العدوان على المحافظة وأعربوا عن شكرهم لجميع الجهات المعنية التي ساهمت في تأمين جميع الظروف المناسبة للتقدم للامتحانات .
وكانت قيادة السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم في المحافظة قد اتخذت مع الجهات المعنية العديد من الإجراءات اللازمة لتأمين امتحانات 24 ألفاً و 398 طالباً وطالبة في المرحلة الأساسية موزعين على 325 مركزا امتحانيا و 18 ألفاً و171 طالبا وطالبة في المرحلة الثانوية موزعين 89 مركزا امتحانيا في عموم مديريات المحافظة :
وأثناء زيارتنا لعدد من المراكز لنستطلع سير العملية الامتحانية وإن كانت هناك أية صعوبات أو إشكاليات رافقتها التقينا بداية مدير مكتب التربية والتعليم – رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات بالحديدة عمر محمد بحر والذي أكد لنا في تصريح لـ”الثورة” أن الطلاب يؤدون امتحاناتهم في أجواء امتحانية مناسبة بعد تأمين مستلزمات العملية الامتحانية للطلاب من قاعات ومراقبين ورفد المراكز الامتحانية بخدمة التيار الكهربائي وغيرها واشار إلى ان الأسبوع الأول من أداء الامتحانات مر بسلام دون اي مشاكل تذكر ولفت إلى أهمية تحمل رؤساء المراكز الامتحانية مسؤولياتهم كاملاً في تهيئة الأجواء الإيجابية امام الطلاب لأداء امتحاناتهم على أكمل وجه من خلال معالجة وحل كافة الإشكاليات الطارئة التي تحصل بالمراكز في حينه او الرفع إلى اللجنة الفرعية ومنع الطلاب من ادخال الهواتف إلى المراكز ومنع التجمعات داخل او خارج المراكز والاستعانة باللجان الامنية المكلفة بحماية المراكز الامتحانية في حل بعض الاشكاليات التي تستدعي تدخل اللجنة الامنية مشددا على رؤساء المراكز الامتحانية الإشرافية رفع تقارير يومية متكاملة إلى اللجنة الفرعية تحتوي على كل ما حصل في المراكز من سلبيات وايجابيات واشكاليات واخطاء حتى يتم الوقوف أمامها وحل الإشكاليات والاستفادة من السلبيات وتلافيها في الأيام القادمة مؤكدا على أهمية احتواء النازحين في اللجان الامتحانية وحل أي إشكالية تواجههم.
¶ بدوره قال نائب مدير مكتب التربية – نائب رئيس اللجنة الفرعية للإمتحانات صادق الحاتمي :
ان الامتحانات في الأيام السابقة سارت بشكل جيد جدا ولم تكن هناك منغصات ولكن أقول صاحبت الامتحانات وتحديدا في اليوم الأول بعض الإرباكات البسيطة والتي لم تؤثر والحمدلله لأننا تلافيناها بالتعاون مع اللجنة الفرعية للامتحانات والجهات الأمنية ولفت إلى اختفاء ظاهرة التجمهر أمام المراكز الامتحانية من قبل المواطنين وأولياء أمور الطلاب التي كانت سائدة خلال الاعوام السابقة .
? وأشار نائب مدير مكتب التربية – نائب رئيس اللجنة الفرعية للإمتحانات علي الطبيشي إلى أن طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية وعائلاتهم في محافظة الحديدة خلال هذا الشهر، يعيشون قلقاً وتوتراً، بسبب امتحانات شهادة التعليم الأساسي والثانوي، مصحوبة بتأثير ظروف العدوان والحصار وتصعيده على المحافظة وحلول موسم الإمتحانات في فصل الصيف والذي معه ترتفع درجة الحرارة بشكل لا يطاق وعادة ما ترافق الإمتحانات ظروف نفسية لدى الطلاب، تبدأ بالقلق والخشية من طبيعة الاختبار ونوعية الأسئلة، ولا تنتهي عند حرارة الجو والعطش وانقطاع الكهرباء، والخوف من حالات الغبن التي يشكو منها بعض الطلبة، معتقدين أنهم لا يحصلون على درجات تناسب جوابهم على أسئلة الاختبار وبعضها قد تكون غير واقعية، أي أنها تتأتي كنتيجة للضغط النفسي الذي يتعرض له الطالب بسبب رهبة الامتحان، وما يرافقها من ظروف مختلفة ولا نعرف كم هي درجة المبالغة في هذا القول، لكن تبقى هناك رهبة وخشية واضحة من أداء الامتحان، بسبب تعلق مستقبل الطالب بالدرجة التي يحصل عليها، إضافة إلى مشاكل قد تنتج عن الأسئلة ومستوى صعوبتها وغموضها بالنسبة للطلاب، وقد يبالغ بعض الطلبة من الشكوى في هذا الأمر، أي أنهم يشتكون من صعوبة الأسئلة أو غموضها، أو أنها جاءت من خارج المنهج ، في حين يرى بعض المعلمين أن الطالب بطبيعته يشكو من المدرس ومن الأسئلة ليلقي بمسؤولية فشله على غيره .
¶وخلال زيارتنا للمركز الامتحاني بمدرسة الشهيد الخادم غالب مديرية الحوك التقينا بالطالب محمد صادق محسن من طلاب المرحلة الأساسية والذي تحدث الينا بالقول :
المشكلة الأكبر التي واجهتها هي حالة التشنج والتوتر التي رافقتني قبل بدء الإمتحانات، فأنا أشعر أن حياتي كلها تتوقف على درجة المعدل الذي سأحصل عليه في هذه السنة، ومع أن الأهل، الأسرة، الأب والأم يقدمون لي كل ما أحتاج من دعم معنوي ومادي، إلا أنني لا أزال أشعر بالتوتر والخوف أحيانا، لكنني حين أدخل في أجواء القراءة الجادة، يذوب التوتر وأنسى الكثير من القلق، خصوصا حين ألمس ذلك الاهتمام الكبير من أبي وأمي وأخوتي حين أرى اهتمامهم بي، حتى أصواتهم تكون قليلة ويسعون لراحتي واطمئناني، هذا الجو الأسري الجيد يساعدني كثيرا في أداء الدراسة الجيدة، ويدخل الاطمئنان والسكينة على نفسي وشعوري وتفكيري، ولكن في بعض الأحيان تحاصرني أفكار عن طبيعة الأسئلة هل هي صعبة أم سهلة ، مثل هذه الأفكار تشتت تركيزي في فهم الدروس، لذا أنصح زملائي الطلبة أن يفكروا بالتركيز على فهم المواد الدراسية أكثر من تركيزهم على المشكلات التي تزيد وتضاعف من توترهم وقلقهم وربما فشلهم أيضا.
¶ وأشار الطالب عباس أحمد صالح سالم من طلاب الثانوية العامة القسم العلمي والذي قابلناه في المركز الإمتحاني مدرسة عمر بن عبدالعزيز إلى هناك مشكلة يعاني منها الطالب كلما قارب موعد الإمتحان، إنها مشكلة الثقة بالنفس، صحيح هناك مشكلات كثيرة قد تصدر من هنا أو هناك، بعضها يتعلق بالقلق، وبعضها بسبب الأسئلة وغموضها، وبعضها بسبب عدم توفير الأجواء المناسبة للقراءة والاستعداد للامتحان، هذه كلها تؤثر فعلا على أداء الامتحان، ولكن أنا حين أفكر جيدا في هذا الأمر، أجد أننا كطلاب نسعى في كثير من الإحيان إلى إيجاد الأعذار لأنفسنا مقدما، أي أننا نبحث عن التبريرات قبل بدء الامتحان حتى إذا فشلنا أو حصلنا على درجة ضعيفة، سوف نجد العذر أمام أنفسنا وأمام أهلنا والآخرين كالأقارب والأصدقاء، ولكن أرى من المهم أن أثق بنفسي أولا، وأسعى بكل ما أستطيع إلى فهم المادة المطلوبة، ولا أضيّع الوقت فيما لا يفيد، ففي الامتحان يكرم المرء أو يهان ويجب التعامل مع الوقت المتاح بجدية عالية، ولا بأس أن أنظّم وقتي وأعطي النسبة الأكبر للقراءة والاستعداد للامتحان بشكل ممتاز .
¶ فيما اوضح الطالب ابراهيم محسن داوود فقيرة ثانوي أن اسئلة المواد التي تم امتحانها كانت من صلب المقررات الدراسية ولم يكن فيها أي صعوبة تذكر ما عدا النصوص ومادة الانجليزي .
¶ووافقته الرأي الطالبة صديقة محمد مخضري أساسي وان الأسئلة المواد جاءت سهلة ضمن مقررات المهنج ولفتت إلى عدم كفاية مساحة الحل في ورقة الاسئلة ذاتها .
واكدت الطالبات نور عبد الرحيم قاسم وميساء طارق النجار وريتال احمد المروني في المرحلة الثانوية بالمركز الامتحاني بمدرسة خولة بنت الأزور أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الطالب هي من اكثر الأسباب التي تقف وراء تدني علامات الطلاب في الامتحان النهائي وانتشار الغش ، فهي تؤثر كثيرا على أداء الطالب، ولكن قد تكون عند بعض الطلاب دافعا للتفوق وتحقيق مراكز متقدمة، وقد تكون نفسية أيضا، فهناك طلاب لا يعوزهم شيء، من حيث الملبس والمأكل والترفيه، لكنهم يفشلون في الحصول على علامات التفوق، ويعزون ذلك إلى الوضع النفسي الرديء، والمشاكل العائلية التي تنعكس على الطلبة بصورة غير مباشرة، ومن الأسباب أيضا قد يكون المعلم او المشرف مساهما في خلق المصاعب أمام الطلبة، بسبب أسلوبه في التعامل معهم، أو في أسلوبه التقليدي في الشرح ، فهذا الأسلوب يجعل الطالب يشعر بالملل، فلا ينتبه للدروس ولا يستوعبها، والنتيجة سوف يتحملها الطالب وليس المعلم، مع أن مسؤولية المعلم أن يطور أسلوب تقديمه في الشرح .
¶ من جانبه يرى المعلم التربوي عباس أحمد يحيى ان المسؤولية مشتركة ويتحملها الطالب واسرته والمدرسة وعليهم يقع ضرورة التعاون والتقليل من الأخطاء، وأشار إلى أهمية أن تتوافر للطلبة أثناء أداء الامتحان كل الأجواء التي تساعدهم على الثقة والاستقرار والطمأنينة كي يؤدي الطالب امتحانه في ظروف طبيعية ومناسبة، وكذلك تخفيف الضغط والتوتر عليه، وأكد أهمية أن يراعي ويضع موجهو المواد الدراسية الأسئلة بما يتلاءم مع الظروف النفسية التي ترافق الطالب أثناء الامتحان، وفي نفس الوقت يطلب من الطلبة أن يتحملوا مسؤوليتهم كرجال للحاضر والمستقبل، وأن لا يتهربوا من هذه المسؤولية من خلال إلقاء تبعاتها على الأهل أو على الأستاذ والمدرسة والوزارة .