أكدت أن واشنطن تفتح الباب أمام كل الشرور في العالم
الصين تحذر من “جحيم” في الشرق الأوسط جراء التصعيد بين واشنطن وطهران
حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، العالم أمس الثلاثاء من فتح “أبواب الجحيم” في الشرق الأوسط، داعيا إيران لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأضاف الوزير الصيني، في تصريحات أدلى بها في بكين بعد لقائه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم: إن على الولايات المتحدة ألا تستخدم “الضغط المبالغ فيه” عند تسوية الأمور مع إيران.
وقال للصحفيين: إن الصين “قلقة جدا بالقطع” إزاء الوضع في الخليج ومع إيران، ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر وتجنب الاشتباك.
وتابع وانغ قائلا: “ندعو كل الأطراف إلى مواصلة الاحتكام للعقل والتحلي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي تصرفات تصعيدية تثير توترات إقليمية وعدم فتح أبواب الجحيم”، داعيا الأمريكيين إلى “تغيير أساليب الضغط المبالغ فيها التي يتبعونها”.
وقال “لا أساس في القانون الدولي لأي سلوك أحادي الجانب. فذلك لن يحل المشكلة بل سيثير أزمة أكبر”.
وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران هو السبيل الناجع الوحيد لحل القضية النووية، وحث إيران على التحلي بالحكمة.
وقال “نتفهم أن الأطراف المعنية ربما تكون لديها مخاوف مختلفة، لكن ينبغي قبل أي شيء تنفيذ الاتفاق النووي الشامل على النحو الصحيح.. ونأمل في أن تتوخى إيران الحذر عند صنع القرار وألا تتخلى ببساطة عن هذا الاتفاق”.
إلى ذلك حذّرت بكين، من أن إعلان واشنطن نشر 1000 جندي في الشرق الأوسط من شأنه فتح الباب أمام كل الشرور في العالم.
وقال وزير الخارجية الصينى وانج يى: إن بكين تدعو كل الأطراف لضبط النفس وتهدئة التوتر في منطقة الخليج الفارسي، غداة هجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، قد قررت يوم الاثنين، إرسال حوالي 1000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، باتريك شاناهان، في بيان، إنه “استجابة لطلب من القيادة المركزية الأمريكية( CENTCOM) سمحت لنحو 1000 جندي إضافي لأغراض دفاعية للتعامل مع التهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط”.
وذكر أن “أمريكا لا تسعى للصراع مع إيران، يجري العمل اليوم لضمان سلامة أفرادنا العاملين في جميع أنحاء المنطقة وحماية مصالحنا الوطنية، سوف نستمر في مراقبة الموقف بجدية وإجراء تعديلات على مستويات القوة حسب الضرورة في ضوء تقارير الاستخبارات والتهديدات الموثوقة”.
إلى ذلك، اقترح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، في الذكرى 40 لتطبيع العلاقات بين واشنطن وبكين على البلدين، إقامة شراكة في القارة الإفريقية.
وحذر كارتر من مخاطر الانزلاق إلى “حرب باردة جديدة” مع الصين، داعيا الجانبين إلى أن يجعلا من التنمية الإفريقية قضية مشتركة بين الجانبين.
وأعرب كارتر، الذي تم التطبيع مع الصين في عهده مع الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ، عن مخاوف من إمكانية أن تتصاعد “في هذه اللحظة الحساسة، التصورات والحسابات الخاطئة والفشل في اتباع قواعد محددة بعناية للتعاون في مناطق مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي إلى صراع عسكري، ما سيتسبب في كارثة في جميع أنحاء العالم”.
ورأى الرئيس الأمريكي الأسبق في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” أن “أسهل طريق” للتعاون بين بلاده والصين يمر عبر القارة الإفريقية، لافتا إلى أن البلدين على الرغم من انخراطهما بشكل تعاوني في بعض الأحيان لمكافحة الأمراض وتشييد بنى تحتية وحفظ السلام، إلا أن كل دولة تتهم الأخرى بالاستغلال الاقتصادي والتلاعب السياسي.
وأكد كارتر أنه “من خلال العمل مع الأفارقة، سيساعد هذا الأمر أيضا الولايات المتحدة والصين في التغلب على انعدام الثقة وإعادة بناء هذه العلاقة الحيوية”.
وكانت الولايات المتحدة قد صعدت من تحذيراتها للدول النامية من المساعدات التي تقدمها الصين، متهمة بكين بأنها تغري هذه الدول بمشروعات تجعل منها مصائد للديون.
كما يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يمكن وصفه بحرب تجارية شرسة ضد الصين، من خلال زيادات كبرى في التعرفة الجمركية، إضافة إلى العقوبات الموجهة لخنق شركة “هاواوي” الصينية العملاقة.