الثورة نت | وكالات..
أعلنت روسيا عن عقدها اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لتشكيل مجموعة عمل من أجب تقليص حصة “الدولار” في ميزان المدفوعات بينهما، والانتقال إلى “الروبل” و”اليورو”.
وقال الناطق الرسمي بوزارة المالية الروسية أندريه لافروف إن بلاده اتفقت على ذلك مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة ماروش شيفوفيتش، حسبما أوردت وسائل إعلام روسية.
وأضاف لافروف أن الجانبين “شددا على أهمية استخدام العملات الوطنية في تجارة الطاقة بهدف تقليل المخاطر، التي قد يتعرض لها قطاعا الأعمال في روسيا والاتحاد الأوروبي”.
وحسب بيانات المركزي الروسي، فإن حصة التعاملات بـ”الروبل”، في تجارة روسيا مع الاتحاد الأوروبي تبلغ 8.3% فقط، فيما تشكل حصة “اليورو” 34.3%، أما الحصة الأكبر فتعود لـ”الدولار” بـ54%.
ويرجع ذلك بشكل أساسي كون إمدادات النفط والغاز يتم احتسابها بالدولار.
وفي 7 حزيران/يونيو الجاري، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “الدولار” بات أداة في يد الولايات المتحدة للضغط على دول العالم.
وفي 12 أغسطس/آب 2018، قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف إن “الدولار” أصبح أداة غير موثوق بها في تعاملات التجارة الدولية، موضحا أن بلاده تفكر في استخدام العملات الوطنية في معاملاتها الخارجية بدلا من “الدولار”.
وفي 2018، بلغت صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي نحو 205 مليارات دولار، والواردات 89.27 مليار دولار، وفق بيانات رسمية.
ونمت حصة الاتحاد الأوروبي في إجمالي حجم التجارة الخارجية الروسية على أساس سنوي من 42.1% إلى 42.7% في 2018.
فيما بدأت كل من الصين وروسيا اتخاذ إجراءات اقتصادية قوية لمواجهة الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب، فيما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية، ورسوم على واردات البلدين إلى الولايات المتحدة.
أهم إجراءات الصين وروسيا الأخيرة هى إعلانهما استخدام عملة البلدين المحلية في المعاملات التجارية المشتركة بهدف تعزيز استقرار الخدمات البنكية لعمليات الاستيراد والتصدير في ظروف بقاء المخاطر في الأسواق الدولية، حسب ما أكد بيان البلدين.
وتعتبر هذه ضربة قوية لهيمنة الدولار على التعاملات التجارية الدولية منذ عشرات السنوات، وهو ما كانت ومازالت تستغله الإدارة الأمريكية في حروبها التجارية وعقوباتها الاقتصادية ضد الدول المختلفة، وكان يعطيها ميزة كبيرة في حروبها الاقتصادية، حيث كانت عملات الدول المستهدفة دائما ما تنهار أمام الدولار في ظل أي عقوبات أمريكية، وهو ما حدث في بلدان كثيرة آخرها فينزويلا وتركيا وإيران.
لكن ذلك يحدث ببطء مع الدول ذات الاقتصاد القوى والكبير مثل الصين وروسيا، كما أن قوة اقتصادها تسمح لهمها باتخاذ إجراءات مضادة قوية مثل ما فعلته الصين وروسيا بشأن التعامل بالعملات المحلية، وهو ما سيزيد من مقاومة عملتهما المالية لهيمنة الدولار ويسهل التعاملات بينهما، في ظل سيطرة الدولار على النظام المالي العالمي.
وتسعى الصين أيضا من خلال هذا الإجراء إلى توجيه رسالة مباشرة لأمريكا بأنها قادرة على الدخول فى حرب تجارية مقابل أمريكا، مستغلة فى ذلك حجم اقتصادها الكبير عالميا، وانضمام عملتها المحلية اليوان، إلى سلة العملات المعتمدة عالميا، من قبل المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى أن الصين هى أكبر مستورد للنفط فى العالم بنحو 8.4 مليون برميل يوميا في 2017، مقابل 7.9 مليون برميل يوميا لأمريكا.