“الفضيحة الكبرى” قصة “حشمت علوي” والأيادي الصهيونية والسعودية الخفية؟

 

أعرب موقع “اينترست” الإخباري في تقرير نشره قبل عدة أيام، أن المدعو “حشمت علوي” المعروف بصفته كناشط في مجال حقوق الإنسان في إيران ليس سوى شخصية وهمية لا وجود لها، حيث عُرف هذا الناشط كمحلل إقليمي وداعٍ للحرب وفرض العقوبات على إيران، ولقد تمكّن موقع “اينترست” من توضيح حقيقة هذا الحساب الوهمي، وتبيّن عدم وجود شخص حقيقي خلفه، بل إنه اكتشف بأن من يدير ذلك الحساب هم زمرة المنافقين المعروفين بـ”مجاهدي خلق” المناهضين لإيران والمقيمين في ألبانيا.
وحول هذا السياق، أوضحت العديد من المصادر الإخبارية بأن المدعو “حشمت علوي” نشر خلال السنوات القليلة الماضية على موقع فوربس أكثر من 60 مقالاً مليئاً بالعداء للشعب الإيراني، كما نشر في مواقع أخرى مثل ديلي والعربية وفدراليست، مقالات هجومية معادية لإيران.
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن المدعو “حشمت علوي” نشر خلال السنوات القليلة الماضية على موقع فوربس أكثر من 60 مقالاً مليئاً بالعداء للشعب الإيراني، كما نشر في مواقع أخرى مثل ديلي والعربية وفدراليست، مقالات هجومية معادية لإيران ،ولكن قبل عدة أيام كشف موقع “اينترست” الإخباري في تقرير نشره، أن المدعو “حشمت علوي” المعروف بصفته كناشط في مجال حقوق الإنسان في إيران ليس سوى شخصية وهمية لا وجود لها.
وحول هذا السياق، كتب “مرتضى حسين” مقالاً نشره موقع “اينترسبت” الأمريكي تحت عنوان “ناشط إيراني كتب عشرات المقالات لوسائل إعلام يمينية، لكن هل هو حقيقي؟”، حيث كشف الكاتب عن شبهات متعلّقة بـ”حشمت علوي”، بعد اعتماد مقالاته لتبرير الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي ،حيث سعى الرئيس “دونالد ترامب” للتخلّي عنه بعد أن وقّعه سلفه “باراك أوباما” عام 2015م، فبحث عن سبل لكسب صحافة تشكك بالاتفاق نفسه.
وفي السياق نفسه، يضيف الكاتب “مرتضى حسين”، إن “علوي” كاتب وهمي، غير موجود في الحقيقة، وبأن هذه الشخصية تمثّل عملية دعائية تديرها منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، وهو ما استخدمته الإدارة الأمريكية لمصلحتها على ما يبدو.
وفي سياق آخر، أعرب “حسن حيراني”، وهو منشق رفيع المستوى عن منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة، بأن “علوي” شخصية يحرّكها ويديرها فريق موجود في ألبانيا ينتمي أفراده للجناح السياسي لمجاهدي خلق، مضيفاً :إن هؤلاء يكتبون بحسب توجيهات قادتهم ويستخدمون هذا الاسم لنشر مقالات في وسائل الإعلام ورسائل عبر الإنترنت، مؤكداً بالقول: إن “علوي” لم يكن أبداً شخصاً حقيقياً.
ولفت “حيراني” بأنه هو من ساعد في وقت سابق في تنسيق العمليات عبر الانترنت لمصلحة “مجاهدي خلق”، وهو من قام بتعيين أفراد لكتابة مقالات وتغريدات باللغة الإنكليزية باسم “حشمت علوي”، وقد أرسل صور هؤلاء وأسماءهم إلى ” إينترسبت”، واصفاً إياهم بالأصدقاء المقربين وبالشركاء في العمل.
إن شهادة “حيراني” هذه أكدت عليها “سارة زاهري”، الباحثة في اللغة الفارسية المتخصصة بشؤون منظمة “مجاهدي خلق”، ولديها مصادر عدة بين مسؤولي الأمن السيبراني في الحكومة الإيرانية، حيث لفتت “زاهري” إلى أن حساب “علوي” معروف داخل إيران على أنه حساب جماعي، يديره فريق من أعضاء “مجاهدي خلق”، وبأنه لشخص وهمي.
ويعرّف “علوي” نفسه على موقع “فوربس” أنه ناشط إيراني لديه شغف بالمساواة في الحقوق، وقد نشر العديد من المقالات حول إيران خلال السنوات القليلة الماضية في كل من “ذا هيل”، و”ذا دايلي كالر”، و”ذا فيديراليست” وموقع العربية بنسخته الإنكليزية.
يقول “علي حسين نجاد”، المترجم الخاص لـ”رجوي” زعيم جماعة “مجاهدي خلق” الإرهابية والذي انشق قبل عدة سنوات عن هذه الجماعة: “إنه طبقاً للوثائق التي قمت بترجمتها، كان نصيب جماعة مجاهدي خلق الإرهابية في اليوم الواحد حوالي 500 برميل من النفط العراقي، لكن في عام 2000م، بناءً على طلب من الزعيم “رجوي”، تم الاتفاق على زيادة هذه الحصة إلى مئة ألف برميل يومياً، حيث تم استثمار هذه المبالغ الضخمة في البنوك والشركات الأوروبية”.
يذكر أنه تم تصنيف هذه الجماعة في عام 1997م وفي عهد الرئيس “بيل كلينتون” ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بسبب تورّطها بأعمال إرهابية.
وفي عام 2000م اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة عندما أدرج المنظمة ضمن المنظمات الإرهابية التي تحظر نشاطاتها داخل الدول الأوروبية.
ولكن في ديسمبر 2011م بعد ممارسة الكيان الصهيوني والحكومة السعودية الكثير من الضغوطات على أعلى محكمة بالاتحاد الأوروبي، قررت هذه الأخيرة في نهاية المطاف إصدار قرار يرفع منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة من قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، وفي سبتمبر 2012 رفعت وزارة الخارجية الأمريكية اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية وهذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن “تل أبيب” و(الرياض) قدّمتا الكثير من المساعدات اللوجستية والمالية لجماعة “مجاهدي خلق” الإرهابية.
في خريف عام 2018م، نشرت قناة الجزيرة الإخبارية تقريراً عن قيام جماعة “مجاهدي خلق” المناهضة للحكومة الإيرانية، بحملة واسعة لاستخدام الشبكات الاجتماعية لنشر الكثير من الأكاذيب والاتهامات الباطلة ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية، وحول هذا السياق، قال “حسن حيراني”: إن هناك 1500 عضو في هذه الجماعة الإرهابية يديرون آلاف الحسابات الوهمية لنشر الكثير من التقارير الكاذبة تماشياً مع مصالح بعض الدول الغربية ولاسيما أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية.
يُعدّ “حشمت علوي” جزءاً صغيراً من التنظيم الأكبر لمنظمة “مجاهدي خلق” الإرهابية، التي تتلقّى الكثير من المساعدات من المخابرات الصهيونية والسعودية وكانت إحدى المهام الرئيسة لمجموعة “حشمت علوي”، تتمثّل في استكمال ملف الأسلحة النووية ضد إيران، والتي تلاها إجراءات قامت بها أمريكا عام 2002م لمصلحة الصهاينة والسعودية، وفي أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في بروكسل في عام 2016م، أعلن “حشمت علاوي” في مقالة نُشرت في المجلة الكندية “فراي برس”، إن إيران كانت سعيدة بحدوث تلك الهجمات، وذلك لأن الإرهابيين ينتقمون من أوروبا التي طالما وقفت ضد إيران في العديد من المحافل الدولية.
لقد أثارت الفضيحة المتمثّلة في الكشف عن أن “حشمت علوي” ما هو إلا شخصية وهمية وأداة في أيدي جماعة “مجاهدي خلق” الإرهابية، الكثير من التساؤلات حول مصداقية مطالبات الرئيس الأمريكي “ترامب”، ولكن بالنظر إلى الاستثمار طويل الأجل للموساد والسعوديين وتنسيق وكالة الاستخبارات المركزية وبعض الأشخاص في البيت الأبيض مع منظمة “مجاهدي خلق” الارهابية، يمكن القول بأنهم سيواصلون نشر الكثير من التقارير والأخبار الكاذبة حول إيران.

قد يعجبك ايضا