إعادة الانتشار خطوة سياسية ناجحة نحو السلام !
نايف حيدان
لو رجعنا إلى عام 2015م وتحديدا 26 مارس عند بداية شن العدوان على اليمن ولأننا ننشد السلام ولا نية لنا كشعب يمني للحرب أو للاعتداء على أي دولة وبالذات دول الجوار وليس في حساباتنا أو مخططاتنا صنع خصومات وعداوة مع أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى غربية ، حيث لم يأت الرد على العدوان الذي استهدف المطارات والمعسكرات والمؤسسات الحكومية وحتى منازل المواطنين والأسواق والطرقات ورغم كل هذا الاستهداف الوحشي الإرهابي لم يأت الرد إلا بعد مرور 40 يوما ونحن ملتزمون بضبط النفس ومؤملين بأن حماقات الأسرة السعودية الحاكمة ستتوقف إلا أن الاستمرار في ارتكاب الجرائم وتعمد إهانة الشعب اليمني ولد الرد وتوجهت الضربات الموجعة لمواقع ومعسكرات العدو السعودي في أراضيه واستطعنا فضح وإهانة جيش العدو وإسقاط هيبة ترسانته الكرتونية التي حاولت أسرة آل سعود صنعها باستهداف اليمن ومع مرور سنوات من المواجهة والحرب المباشرة مع جيوش العدو ومرتزقته بالداخل شاهد العالم كيف أستطاع اليمني صنع انتصارات وصمود إسطوري وليس هذا فقط بل واجه الحصار بالتصنيع العسكري والتزود بالسلاح والذخيرة لجانب ما يصنع بأسلحة العدو الذي يتركها فارا بجلده ..
ومع سير المعارك في مختلف الجبهات كان ولازال التوجه الرسمي لليمن هو للسلام وأعلن قائد الثورة السيد / عبدالملك الحوثي مرارا انه متى ما توقف العدو عن استهداف اليمن ستتوقف العمليات العسكرية حتى إن كثيراً من الجبهات وبالذات في ما وراء الحدود توقفت في كثير من محطات المحادثات كإثبات لحسن النية للتوجه للسلام وحقن دماء المسلمين ..
واليوم وبعد جلسات محادثات وآخرها إستوكهولوم قدم اليمن تنازلات كبيرة لأجل إحلال السلام ولم يقابل كل هذا إلا بالتنصل والتهرب والسعي نحو محاولة التركيع ولي الذراع ومحاولة تحقيق ما عجز العدو عن تحقيقه بالحرب ليحققه تحت حجة السلام والإنسانية ونظرا لمرور وقت طويل ولم يتحقق أي بند من بنود اتفاق السويد اضطر اليمن لإعلان مبادرة من جانب واحد لإعادة الانتشار في الموانئ الثلاثة بمحافظة الحديدة وبدأ بالتطبيق الفعلي على أرض الواقع وبإشراف أممي لتتحول الكرة لملعب العدو والأمم المتحدة بطريقة تعاطيهم مع هذه المبادرة الجريئة والشجاعة ليثبتوا هل فعلا هم جادون لإيقاف الحرب وإيقاف نزيف الدم أو مجرد تضييع وقت للرهان على استنزاف القوة اليمنية وتثوير الشارع لمزيد من سفك الدماء ..
برأيي إن هذه الخطوة التي بدأتها القيادة بالحديدة خطوة مدروسة وبعناية لفضح العدو ومعه الأمم المتحدة وتعتبر انتصارا سياسياً يضاف لانتصارات رجال الرجال في مختلف الميادين والجبهات .