الثورة نت /..
يراهن اليمنيون كثيرا◌ٍ على إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها المحدد في فبراير المقبل¡ على
اعتبار أن هذا الاستحقاق سينقل اليمن إلى مرحلة جديدة¡ مرحلة تزداد فيها الحاجة إلى التفكير بما هو
أبعد من الانتخابات¡ أي بالتحديات التي تواجه البلد من جهة ودوره في المحافظة على الاستقرار الداخلي
والإقليمي¡ إضافة إلى إدراكهم أن بلدهم الفقير ذا الموارد المحدودة¡ يواجه مشاكل كثيرة مرتبطة بالتنمية
والتعليم والفساد والنمو السكøاني العشوائي الذي يقضي على جهود التنمية¡ ما يستوجب وضع استراتيجية
تنموية عاجلة لإنقاد اليمن.
تختلف الانتخابات الرئاسية اليمنية المبكرة عما سبقها من انتخابات¡ من ناحية واحدة على الأقلø. تتمثøل
هذه الناحية في أن هناك شعورا◌ٍ حقيقيا◌ٍ بوجود منافسة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة¡ وأن هذه
المنافسة تعكس إلى حدø كبير هامش الحرية والديمقراطية في البلد الذي يزداد يوميا◌ٍ بفعل الممارسة
خصوصا◌ٍ. فأي تغيير في اليمن يؤثر على مستوى العلاقات الخارجية له¡ ومستوى الأمن والسلام في
المنطقة¡ وعلى طبيعة الثقافة المحلية السائدة.
فليس من مصلحة المجتمع أن يأتي نظام رجعي متخلف¡ أو متطرف في سلوكياته وقيمه وعقائده¡ كما
ليس من مصلحة المجتمع الدولي أن يقود اليمن نظام غير مؤهل بخبراته السياسية وتجاربه في الحكم¡
وغير معد نفسيا◌ٍ للتعاطي مع المفاهيم العصرية للدولة وارتباطاتها الخارجية¡ وبرامج الاقتصاد المفتوح¡
والحوار الحضاري¡ وغيرها من السياسات التي أصبحت عنوان الحياة العصرية للشعوب.
ومن هنا يمكن القول إن المجتمع الدولي يحرص على بقاء الدولة اليمنية متوازنة على صعيد ساحتيها
الداخلية والخارجية¡ لأن الإقليم اليمني لا يحتمل المزيد من البؤر الساخنة المماثلة لتلك الموجودة على
الجانب الإفريقي المواجه لليمن.
وبكل تأكيد فإن هذا لا يعني بالضرورة رغبة في التغيير من عدمه¡ بقدر ما يمثل تطلعات دولية لمستقبل
الساحة اليمنية.. لذلك اجتهدت دول مختلفة في العالم لمساعدة اليمن في تطوير بناها الاقتصادية¡ وتنمية
ديمقراطيتها¡ وتعزيز خبرات بعض مؤسساتها في مواجهة المشاكل التي تعترضها¡ فضلا◌ٍ عن تنمية
مواردها.. وتلك بمجملها تؤكد أن ما يحتاجه اليمن هو تطوير قدرات قائمة¡ وتنمية تجارب نافذة¡ أكثر
من إعادة الأمور إلى قاعدة الصفر والبدء من جديد.