القطاع الزراعي في مواجهة تحديات العدوان
محمد عبدالمؤمن الشامي
يعتبر القطاع الزراعي من القطاعات المهمة في أي من بلدان العالم، ويلعب دوراً هاماً في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للدول وبخاصة النامية منها لتوفير الأمن الغذائي، وهو المحرك لبقية القطاعات الخدمية الأخرى. وبالبحث عن حال القطاع الزراعي في بلادنا قبل العدوان وحتى اليوم نجد أنه تعرض الى حملة تدمير مُمَنهجة ومدروسة من النخبة السياسية والحكومات المتعاقبة التي تعاونت مع القوى الإقليمية لإبقاء اليمن في حالة فشل، وإبقاء الحال على ما هو عليه، مما أثَّر بشكل كبير على القطاع الزراعي والظروف الاجتماعية والاقتصادية العامة في البلاد؛ إضافة إلى استمرار العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني منذ عام 2015م استهداف هذا القطاع ومُؤَسّساته في إطار مخطط عدواني بهدف تجويع الشعب اليمني، بطريقة ممنهجة ومقصودة الهدف منها تركيع اليمن قيادة وشعباً.
يقول السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في ملزمة ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني: أيها الإخوة أن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها، وهي ما تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي الزراعة أساسه، وليس الاستيراد. أصبح شرطاً، أصبح أساساً، أصبح ضرورياً الاهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به.. هل تصح الصلاة بدون طهارة؟ إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي. إذا كانت الصلاة لا بد لها من طهور بالماء أو بالتراب، فلا بد للإسلام، ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن تهدد، وتهدد من قبل من؟ تهدد من قبل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم. لا بد لها من الاهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجياتها الضرورية..
من المؤسف اليوم جداً أن لا تستفيد شيئاً من الإمكانات الهائلة الموجودة في بلادنا، بينما تجد الأمم الأخرى تستغل كل الثروات والموارد التي عندها، رغم أن بلدنا يملك ثروات وموارد مهمة يمكن أن تنقل اقتصاده إلى اقتصاد قوي، اقتصاد حقيقي لتحقيق الأمن الغذائي، ويتجه نحو الاكتفاء الذاتي الآمن من السلع الزراعية، لكننا مع الأسف الشديد لا نستثمرها الاستثمار المناسب، ولا نستفيد منها في عمارة بلادنا، لذلك نحن اليوم أمام تحدٍ للنهوض بالتنمية الاقتصادية والنهوض بالقطاع الزراعي، وجعل بلادنا في مقدمة الدول الزراعية، والاعتماد على الإمكانات الذاتية في الإنتاج الزراعي، وهذا لن يتحقق إلا بالتعاون بين الحكومة وكافة المعنيين بالاستثمار الزراعي من القطاعين الحكومي والخاص وتشجيع المزارعين على الدخول والاستثمار في القطاع الزراعي.