يوم القدس العالمي.. يؤلم الصهيونية ويؤلم عملاءها
محمد عبد المؤمن الشامي
بعد أربعة أشهر من قيام الجمهورية الإسلامية وفي شهر أغسطس 1979م أعلن الإمام الخميني عن (يوم القدس العالمي) وتم تحديد الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس دعما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم، كانت هذه هي البداية قبل 40 عاماً تخصيص آخر جمعة في رمضان من كُلّ عام، مناسبة خَاصَّـة دولية عالمية متجدّدة لتذكير العالم والقوى الفاعلة فيه بحقيقة المأساة الفلسطينية والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتجويع وتهجير وحرمان وحصار وقمع وتشريد من قبل الصهيونية أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وفي ظل صمت المجتمع الدولي.
إنّ الاحتفال باليوم العالمي للقدس يجعل العالم العربي والإسلامي يرتبطون بالقدس وبالمسجد الأقصى، الذي هو مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو معلم مقدس من مقدسات هذه الأمة ويبيّن مدى أهمية الحفاظ على تلك المقدسات الإسلامية لدى جميع المسلمين في أنحاء العالم، كما يعكس خروج العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم في يوم القدس العالمي، هو حقيقة توحدهم في وجه الدول الاستكبارية التي تقودها أمريكا وإسرائيل وأدواتهما العربية والصهيونية في العالم، والتذكير بأن خروجهم هو لنصرة القدس القبلة الأولى للمسلمين ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ، وأن القدس قضية المسلمين جميعا وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ,وتحريرها واجب على كل مسلم من أجل نصرة الشعوب المستضعفة في الأرض، وتزايدت أهمية إحياء اليوم العالمي للقدس وتزايدت الحاجة الملحة للعالم العربي والإسلامي اليها مع المستجدات والمتطورات المتلاحقة لمواجهة السعي الحثيث من قبل أمريكا وإسرائيل وأدواتها العربية لتمرير وتسويق صفقة القرن التي تدعو الفلسطينيين والعرب والمسلمين الى نسيان القدس ولابعاد الأمة الإسلامية عن الاهتمام بقضيتها المركزية المتمثلة في قضية الأقصى والمقدسات والدولة الفلسطينية شعباً وأرضاً.
ففي هذا اليوم نرى في كل عام وفي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالمياً للقدس من خلال إحياء هذا اليوم من قبل عشرات المدن في انحاء العالم لاحتضان المسيرات وإقامة المظاهرات المناهضة للدول الاستكبارية التي تقودها أمريكا وإسرائيل وأدواتهما العربية والصهيونية في العالم، ولذلك فإن خروج العالم العربي والإسلامي في يوم القدس العالمي هذا العام يؤلم الصهيونية ويؤلم عملاءها وحلفاءها الذين يرون في إسرائيل حليفاً، كما أن الخروج أيضا هو لإيصال الرسالة الموحدة الرافضة لصفقة القرن التي تدعو الفلسطينيين والعرب والمسلمين الى نسيان القدس.