مائدة رمضان في محافظة صعدة

رشا محمد
في صعده يستقبل الجميع شهر رمضان بكل حب وروح إيمانية خالصة، تبدأ مراسيم شهر رمضان الكريم من قبل الشهر، فتزدحم الاسواق بالمتسوقين وتلاحظ حركة الشوارع أكثر مما كانت عليه في السابق هذا من يبحث عن الدقيق وذاك من يبحث عن السمن وكل في ما تشتهيه نفسه الزكية لتناولها في رمضان، الأعمال تكثر والأيدي العاملة تعمل بشكل أكثر في رمضان لأنه تكثر البسطات على جنبات الشوارع الرئيسة والفرعية وكذا على الأرصفة في الأماكن العامة.
وهذا إن دل على شيء فإنه من وجهة نظري يدل على الخير الذي يهبه رب العالمين للمسلمين.
إن عرف الناس بأن غداً رمضان على سبيل المثال هنا في المحافظة يقومون بإحراق التواير – الكفرات ) إطارات السيارات بعد صلاة العصر لكي يعرف الناس أن غداً هو شهر رمضان ذلكم اليوم يكون شعار المواطنين فيه ( يا نفس ما تشتي ) يعني يا نفس ماذا تريدي فتناولي ما تشتهيه من أكل من كل شيء أي انه سيكون هناك صيام لامجال للأكل فيه بعد ذلك سوى الإفطار أو السحور.
المهم
الشباب يجتمعون في المساء، فمنهم من يشتر القات ومنهم من يقوم بجمع المال من الشباب وشراء ذبيحة أو الكثير من الدجاج وعمل عشاء يكون مشهود له طوال العام وإقامة الموائد الرمضانية التي تراعي العلاقات الاجتماعية وتكون أبرز المأكولات ( المضغوط والحنيذ ) عشوة بشكل عام فيما النساء في البيوت يحضرن ما يخص هذا الشهر الكريم حيث تقوم بطحن ما نسميه نحن ( بالشنين ) أي عصير الزبيب لأنه يعتبر مشروباً اساسياً بالنسبة للصائم فهو يمنع العطش طوال اليوم وتسهر مع أولادها فارحة بهذا الشهر الكريم كما أن الأولاد الصغار يبدأون بالخروج الى الشوارع في الليل لمباشرة ألعاب رمضان التي يلعبونها في الليل مع بعض مثل ( خب خبا – حبس وامان – وكفار ومسلمين – ويز ياويز – كرة اليد – العودي – الكوفية الخضراء – مكشوف) .
وبعد أن يتعبوا من اللعب يذهبون إلى المسجد يغتسلون ويقرأون القرآن الكريم إلى وقت السحور بعدها يذهبون إلى المنازل عندما يكون الأذان الأول قد أذن في الناس ليقوموا للسحور نصحي أسرنا ويصحون ويقومون بعمل السحور وبعد ذلك يعودون إلى النوم ويتسحر الجميع ويخرجون لصلاة الفجر وبعد ذلك يعودن إلى النوم الى وقت أذان الظهر فيقوم الجميع يصلون صلاة الظهر وبعدها كل يروح الى عمله منهم من يذهب إلى التسوق وشراء الخضروات والفواكه فيما النساء تقوم بالإعداد والتحضير لطعام الافطار المتنوع ذي النكهة الخاصة.
بعدها إلى صلاة العصر والذهاب إلى الجبال إلى قبل أذان المغرب وفيه نلتقي بالأصحاب والأصدقاء نتمشى مع بعض وبعدها نأتي الى الإفطار طبعاً الإفطار متعدد ومتنوع فهناك من يأكل السلتة وهناك من يأكل الشفوت.
خيرات الأرض في صعدة:
خيراتُ محافظة صعدة تُهدِي الـيَـمَـن أطيبَ ثمارِها رغم المأساة إلَّا أن عجلة الانتاج الزراعي التي استهدفت بمختلف أَنْـوَاع الأسلحة المحرّمة دولياً من قبل العُـدْوَان السعودي الأَمريكي خلال أعوام العُـدْوَان الخمسة.
فرغم الظلم الكبير والحقد الأسود الذي أفرغه العدو عبر طائراته وأسلحته المتطورة والمحرّمة إلَّا أن النشاط الزراعي لأبناء محافظة صعدة لا يزال حاضراُ بقوة ولم تقتل القنابل العنقودية التي ألقاها العدو على مزارع صعدة حيوية وخصوبة تلك المزارع ، فصعدةُ التي كانت إحْـدَى سلال الـيَـمَـن الغذائية لا تزال رغم كُلّ ما حدث لها من تدمير ممنهج واستهداف وحشي، ولن تستطيع أية محافظة أَن تكون بديلاً لصعدة في عطاء أرضها وجودة منتجاتها التي لا تزالُ تشكل رقماً صعباً في الأَسْوَاق الـيَـمَـنية لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأَحْــوَال.
الحديثُ ليس عن الطماطم وحسب وإنما عطاء أَرض صعدة وأوديتها الفسيحة يشمل الجبوب بأَنْـوَاعها والفواكه والخضار والتفاح والرمان والبرتقال والحبحب والبُن الحيداني والخيار وغيرها من المنتجات العالية الجودة.
أما زراعة العنب بمختلف أَنْـوَاعه أشهرُه النوع الأسود، بالإضَافَـة إلَى المشمش، والخوخ، وتتركز زراعته في سحار. كما تعد رازح من أشهر مديريات محافظة صعدة، حيث يزرع فيها الموز الرازحي الذي لا يوجد له نظير في الجزيرة العربية ومن أشهر الأدوية لزراعته وادي سجر قابل العمري بكيل ووادي دهوان النظير ووادي بينا وبني ربيعة وأيضاً وادي المغاوير، وعلى الرغم من أَن إنتاجَ صعدة من الفواكه يحتل المرتبة الأوْلَى إلَّا أَن زراعة الخضروات توسّعت بشكل كبير، وباتت صعدة تصدر إلَى المحافظات الجزر والخيار والطماطم والبطاط والبسباس والكوسا والفاصوليا والبصل.
تشير الأرقام إلَى حجم العطاء وسخاء الأَرْض والإنْسَـان، حيث تؤكد الإحصائيات أن (75) ألف هكتار من إجْمَالي مساحة محافظة صعدة أَرض صالحة للزراعة في مختلف المديريات خَاصَّـةً في الوديان الشهيرة مثل (وادي العيدين – ورحبان – وبني معاذ بمديرية سحار – وآل أبو جبارة – وآل سالم – ووادي العقيق بمنطقة وايلة – وجبال رازح – ومنبه – وشداء) وغيرها من الوديان والمناطق الجبلية والسهلية في مديريات محافظة صعدة.