“يد تحمي ويد تبني” بين الشّهيد الصّمّاد وخلفه المشّاط
أشواق مهدي دومان
مشروع الشّهيد الرّئيس صالح الصّماد هو مشروع نصر وقوّة ومنعة وعزّة..
هو معادلة يتم فيها إيجاد وتحقيق توازن بين كفّين كلاهما تدعم وتحمي وتحصّن ظهر الأخرى ؛ فمشروعه مشروع مقاوم مقاتل متحدٍ فاليد التي تحميني تؤمن لي جوّا فيه حيّز من الحريّة للابتكار واكتشاف امكاناتي وطاقاتي ودراستها بنواحي قوّتها وضعفها ففي شعوري بأنّي في مأمن من المحتل الغازي المعتدي يخلق في نفسي طمأنينة أن أعمل في حيّز آمن آخذا في حسباني عنصر الوقت الذي لابد أن أوظفّه في غير تباطؤ فالمعركة قاتلة والمعركة فاصلة، وهذا يخلق أيضا في ّروح التّحدي وتنظيم فكري، وتخطيطي، يوجّه خطواتي صوب الهدف المراد تحقيقه؛ فاليد التي تبني ستبني وتخترع وتبتكر ما يزيد في قوّة الرّدع ومنظومة الدّفاع التي بنتها وصنعتها اليد التي تبني ، وستوظّفها اليد التي تحمي حسب حاجتها وخطّتها وتخصصها لو اعتبرنا اليد البانية مخترعة أسلحة لمواجهة الغازي المحتل ،وحتى لو كانت اليد البانية ستصنع غير السّلاح فستصنّع المادة الغذائية وتبتكر الدّواء وتعالج الأرض لزرع الشجرة التي تولد ثمرا وتؤتي أكلا يضمن شِبع جيل ، وأمة، وشعب، وتجعله يكتفي ذاتيا وربما يرقى من حالة الاكتفاء إلى التصدير للخارج ومن التصدير، سأتحوّل من الاكتفاء الذّاتي إلى الأمن ،و سأبني وطني فخزينة ستمتلئ ؛ أسدد بها ديوني وأبني كلّ ما انهار بفعل العدوان ؛ وأنتصر في حرب الاقتصاد النّاعمة فيلتف حولي الشّعب وقد شغّلت آلاف الأيدي العاطلة ، وملأتُ فراغا كان يُوظّف ضدّي كوطن ينساق فيه المُغرر بهم إلى الارتزاق ، فمن أجل الأموال المدنسة يلتحقون بصفوف الغزاة ويصبحون مطيّة للمحتل، وبالتالي أقضي على الارتزاق وأقطع من يستغل تلك الفئة باحتوائي لهم، وتقديم البديل وهنا أنتصر في حرب ناعمة كان هدفها تجنيد واستغلال عطل الشباب في محاربة وطنهم ومن يدافعون عنهم ،و أنتصر في حرب ناعمة هي التضليل فالمجتمع وواقعه يقول لهم : نحن معكم للبناء جوعكم جوعنا ، فأيديكم على أيدينا للتخلص من الفاقة ، وأنتصر على العملاء والفتنة وأهلها فأهل بلادي عرفوني داعما لهم، شاعرا بهم عاملا معهم يدا بيد ، وكل ذلك كان بيد بانية لم تبنِ لو لم توجد لها اليد التي حمتها من الخلف، ووفّرت لها الجوّالمناسب للعمل المثمر
نعم سيّدي الشّهيد الرّئيس / صالح الصّماد كنت بمشروعك الذي حملته في شعار: ” يد تبني ويد تحمي” كنتَ ترى يمنا مستقلا حرّا عزيزا غير مرتهن لأيّ دولة، وغير مستعبد من غيره ..
كنت تسعى حثيثا لضرب العدوان ضربة قاصمة تحمي فيها وطنك وتبنيه بعد أن أحاطته يدان وكفّان تكمل إحداهما الأخرى بل ولا تكتمل إحداهما إلا بتوأمها ؛ وحقيقة مأثورة :” اليد الواحدة ما تصفق” ..
فالحامية تحتاج لدعم البنّاءة التي ستوفر لها الطاقة التي ستعينها على الثبات والصمود والتحدي والدفاع إلى ماشاء الله، والبانية ( كما سبق ) لن تنتج لولا حمايتها من قبل اليد التي تحمي..
و للبناء والحماية يأتي قرار رئيسنا الخلف لرئيسنا السّلف وكلاهما خير من خير فهما خريجان من نفس المدرسة المجاهدة الواعدة بكلّ نصر ..
للحماية والبناء فكر وعقل يخطط وهو على علم ودراية وتخصص وبقرار الرّئيس / مهدي المشّاط الشّجاع بتعيين أعضاء مجلس الشّورى امتداد وبداية تنفيذ مشروع الشّهيد الرّئيس الصّماد (عليه السّلام) ، وبقرار الرّئيس / المشّاط تعود ثقافة العدل ؛ فالعدل لو لم يشهد عليه عليّة القوم ويأتمرون به ما كان اسمه عدلا..
و لأنّ المشّاط من مدرسة القرآن فقد بدأ مسيرة رئاسته بتوليه وتمثّله أمر الله ( جلّ وعلا ) : ” وشاورهم في الأمر ” ..و ” أمرهم شورى بينهم “؛ ليؤكد نهج رئاسته ويخرس كلّ لسان كان يحرّض على رجال المسيرة القرآنيّة بأنّهم المتقوقعون حول ذواتهم ؛ بينما هم دولة قائمة على قيم ومبادئ وتعاليم القرآن .
وماكانت ثقافتهم حزبية، ولا ولاءاتهم مناطقية، ولا انطلاقاتهم فرديّة، ولا حكومتهم إقصائية: المشّاط كان موفّقا بأول قراراته في تعيين من هم أهل للشّورى ، كما نحسبهم ونتمناهم عند حسن ظن وثقة السّيد الرّئيس : مهدي المشّاط.
و بهذا القرار يكون قد وضع حجر الأساس لمجتمع دولة تقوم بالشّورى غير مستأثر فيها بالحكم لمكوّن واحد، بل المستشارون هم من جميع الكتل الفكرية والسياسيّة ، وبهذا الزخم يرى مشروع الشّهيد الرئيس/ الصّمّاد طريقه للنّور ؛ فقرار شوروي يلمّ شعث الفرقاء فيه حول طاولة واحدة ووضع جميع الأيادي للحماية والبناء، فـ ( يد تبني ،و يد تحمي )، والله الموفق ، ويد الله فوق أيديهم.