شذا الرياحين في الشهيد القائد حسين بدر الدين
إبراهيم الحمادي
بين ثغور جبال مران وبساتين الإيمان بجرف سلمان، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه حفر اسمه في ذاكرة كل يمني وكل مسلم مؤمن حر وشريف في هذه الأرض، قبل أن يلمع نجمه قائداً علماً لمسيرة القرآن في الثمانينيات والتسعينيات، لما مثله من رمزية إيمانية عظيمة في تاريخ الأمة، حليف القرآن الذي رسم مشروع إيماني تتمسك به الأمة بمبادئ وقيم الإسلام على رحاب القرأن ومدرسة آل البيت عليهم منا أزكى السلام، وذلك بعد استشعاره للمسؤولية تجاه أمته ودينه، فقد أصبح الشهيد القائد مدرسة بمحاضراته تستلهم منها الأمة عظمتها ومجدها وهويتها الدينية وعظمتها وتاريخها بين الأمم، لما كان يحمله الشهيد القائد من عظمة الفكر القرآني الذي يناقش ما تمر به الأمة من معاناة ومآس أراد أعداء الله أن يجعلوها في ذل وهوان وسلخها عن ثقافتها، ولكن الشهيد القائد رضوان الله عليه كان منتبهاً لهذه المخططات الساعية لسلخ ثقافة وهوية أمة الإسلام أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فوضع المعالجات اللازمة ورسم طريق المسيرة للأمة والذي إن تمسكت بها كان لها عزها ومجدها وقوتها، وإن انحرفت كان الضياع والخسران، فقد قال في إحدى محاضراته( نحنُ إذا ما انطلقنا من الأساس وعنوان ثقافتنا أن نتثقفَ بالقُــرْآن الكريم سنجدُ القُــرْآنَ الكريمَ هو هكذا، عندما نتعلمه ونتبعه يزكينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحنا القوة، يمنحنا كُلّ القيم، كُلّ القيم التي لما ضاعت، ضاعت الأُمَّــة بضياعها، كما هو حاصلٌ الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جداً لنا، ونتمنى أن نكونَ بمستوى أن نثقفَ الآخرين بالقُــرْآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القُرْآن الكريم).
هذا القائد، بجهاده وتضحياته، وجهاد وتضحيات إخوانه وكل الشهداء استطاعوا أن يعيدوا مجد هذه الأمة بعد أن كانت فريسة سهلة لأعدائها لينالوا منها، فبعد أن كان السهم الذي يزول به أعداء الله، والربيع الذي تتفتح به القلوب بالرجوع إلى الله، فقد تساقطت شتاءً عليه المؤامرات ومخططات أمريكا وإسرائيل وأذيالهم بعد أن علموا بمشروعه القرآني النقي الخالص، فشنوا الحروب الظالمة محاولة منهم لإسكات صوت القرآن، حتى أخذ على نفسه بأن يمزج بدمه تراب اليمن كما امتزجت رمال كربلاء بدماء سيد الشهداء، حيث كان تواقاً للشهادة، وحققها الله له بعد أن أسس مسيرة القرآن وأكمل رسم مشروع أمة أرادها أن تكون أمة القرآن تستلهم دروسها ومحطاتها من القرآن ومدرسة آل البيت عليهم السلام، وقد أثمر دمه الطاهر ثورة إيمانية ومسيرة قرآنية في أرقى الأمم الكونية، بمشروعه القرآني استطاع تأسيس قواعد قوية تضع لها قوى الاستكبار العالمي الحسبان، والكفن كان راية النصر، تلفه وتجوب به غمار الحصاد، ليبلغ الأمد البعيد حيث المدى وجنة الخلد بعد المدى.