وجهة نظر.. تساؤلات مشروعة حول جائزة الدولة للشباب

 

حسن الوريث

كانت جائزة الدولة للشباب تمثل نافذة ضوء في نفق الرياضة والشباب المعتم والذي زاد عتمة بعد انقطاعها وغيابها, والأكيد أن غياب الجائزة ليس ضربة لطموحات الشباب فقط لكنه أيضا دفن لهذه الطموحات كما أنه يدخل في باب عدم الإدراك منا لأهمية هذه النافذة في دعم ورعاية المبدعين وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم ودور الشباب في بناء الأوطان.
قد يتساءل البعض عن سبب هذا الكلام رغم أن الجهات الرسمية لم تعلن إلغاء الجائزة, لكن الحقيقة أن الفتور الكبير في عمل مجلس أمناء الجائزة وربما انقطاع الكثير من التمويل لها من قبل صندوق رعاية النشء والشباب يجعلنا نتساءل عن سبب ذلك ونضع ألف علامة استفهام حول ما يجري وذلك من باب الحرص على استمرار الجائزة ليس إلا وتطوير آليات عملها وفي اعتقادي أن مهمة المسؤولين على الجائزة سواء مجلس الأمناء أو وزارة الشباب والرياضة أو الصندوق الذي يتولى مهمة تمويل ورعاية الجائزة والفائزين بها مهمتهم كبيرة ليس في استمرارها بل وفي تطويرها لتشمل مجالات أكثر وأهم ومناطق أوسع حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد من الشباب للمشاركة فيها ولا تقتصر على نفس المجالات ونفس المناطق وهذا يتطلب رفع موازنة الجائزة والبحث عن موارد أخرى وأفكار جديدة وليس إلغاءها تحت أي مبرر سواء ماديا أو غيره.
مما لاشك فيه أن هناك قصورا كبيرا شاب عمل الجائزة خلال الفترات الماضية ما أفقدها جزءا كبيرا من دورها لكني لست هنا في محل نقد الجائزة لأن موضوع نقد الأداء ليس له علاقة بموضوع أهميتها فمن ناحية الأهمية تعتبر خطوة جيدة لتشجيع المبدعين من الشباب والأخذ بيدهم إلى الأمام وتوفير مناخات الإبداع لهم حتى لا يضيعوا ويتوهوا في زحمة الحياة لكنني أتساءل عن سبب غيابها وعندما أيضا ننتقد الأداء فإن ذلك لا يعني أننا ضدها بل أن ذلك من أجل تطويرها لتحقق أهدافها وعندما نقول أن الجائزة لا يجب أن تظل مجرد شهادة تمنح للفائز ومبلغ مالي بسيط ظل يتناقص إلى أن غاب واختفى لكن يجب أن تشمل آليات تضمن استمرار التواصل مع الشباب المبدعين عن طريق مراكز علمية وثقافية وأدبية تحتضنهم وتدعم أعمالهم الإبداعية كما في الكثير من البلدان المتقدمة التي تحتضن الشباب والمبدعين عبر تلك المراكز وإشراكهم في مختلف الأنشطة والفعاليات لتبادل التجارب والخبرات والمعارف فمهمة مجلس أمناء الجائزة بعد الفوز أكبر من مهمتهم قبله, لأن الشاب يحتاج إلى دعمه لاحقاً وعندما نتحدث عن ذلك فهذه هي الحقيقة التي نلمسها ويؤكدها الواقع وإلا فأين ذهب كل أولئك الشباب الذين فازوا بالجائزة؟ وماذا يعملون؟ ومن احتضنهم؟ وزارة الشباب والرياضة أم وزارة الثقافة أم اتحاد الأدباء أم …. أم …؟ فالتكريم ليس لمجرد التكريم بل من أجل تنمية قيم الإبداع وتحويل العلم إلى ثقافة والثقافة إلى إبداع.
بالتأكيد أن كل شاب يمني يتمنى أن يسجل اسمه في سجلات الفائزين بهذه الجائزة لتكون دافعاً له في بداية حياته العملية ولتشكل له نقطة متميزة في سجل سيرته الذاتية التي يتطلع إلى أن تكون مليئة بالإنجازات ومن الجيد أن تكون جائزة الدولة للشباب هي رقم واحد في هذا السجل ولكنهم أيضا بحاجة إلى تواصل الدعم والرعاية والاهتمام وليس فقط من يفوز بالجائزة بل أيضا المشاركون فيها يجب أن نهتم بهم ونرعاهم ونضع الآليات الكفيلة بذلك والبحث عن سبل أخرى لدعم الجائزة والشباب المبدعين وعدم الاقتصار على الصندوق والبحث عن موارد جديدة .
فهل يمكن أن تجد هذه التساؤلات والمقترحات طريقها للدراسة؟ وهل يمكن أن نرى الجائزة وقد صارت نموذجاً بين الجوائز التي تقدم للشباب؟ وهل يمكن أن نشاهد الجائزة وقد أصبحت دولية وفتحت أبوابها ومجالاتها للشباب من مختلف بلدان العالم؟ أم أننا سنسمع خلال الأيام القليلة القادمة بيان نعي لجائزة كانت في يوم من الأيام نافذة أمل للشباب اليمني وتم إغلاقها؟ حينها سنقول لا عزاء للشباب اليمني.

قد يعجبك ايضا