بعدما تبين أن التطبيع مع “كيان الاحتلال الإسرائيلي” كان الهدف الأول لمؤتمر “السلام والأمن في الشرق الأوسط” في العاصمة البولندية وارسو، ظهر جلياً حجم التباهي الإسرائيلي بتسابق دول عربية نحو هذا التطبيع.
ويعلم المراقبون أن البداية كانت عن الجدل الذي أثاره أمس الأول جلوس وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إلى جوار رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتليه ليلة أمس الأول تسريبات مقاطع فيديو لكل من وزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني خالد بن أحمد؛ إذ أعلن الأول “حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”، فيما رأى الثاني أن “مواجهة تهديد إيران أهم من القضية الفلسطينية”.
في مقاطع فيديو قام مكتب نتنياهو رسمياً بنشرها على قناة اليوتيوب الرسمية ليعود ويحذفها بعد وقت قليل، وردا على سؤال من مدير إحدى الجلسات بشأن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا ضد ما أسماه “قوات إيران وحزب الله”، أجاب وزير خارجية الإمارات: “لدى كل دولة الحق في الدفاع عن نفسها حين تتحداها دولة أخرى”.
كما نشر فيديو للوزير البحريني وهو يقول في وارسو، إن إقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده وإسرائيل “ستحدث عندما يحين وقتها”، مشيرا إلى أن مواجهة ما وصفه بـ”التهديد الإيراني”، يعد “أخطر وأهم” من القضية الفلسطينية في الوقت الحالي.
وسبق أن أعلن وزير خارجية البحرين ذاته، في 10 مايو 2018، عبر حسابه الموثق بـ “تويتر”، دعم بلاده ما سماه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، عقب استهداف تل أبيب- على حد زعمها “- عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا”، وذلك وسط ترحيب إسرائيلي بالتغريدة.
ولم يعد غريبا تصريح نتنياهو في حديث سابق للصحافيين: “إننا نصنع التاريخ من خلال مؤتمر وارسو، الذي يشكل نقطة تحول بمشاركة ستين ممثلاً عن دول غربية ووزراء خارجية دول عربية بارزة”.