من سبأ للأزهر الشّريف
أشواق مهدي دومان
أتوجّه بما يثقلني من حيرة وتساؤل حين لا أستغرب إلّا من صمت الأزهر الشّريف ، هذا الصّمت المخزي والتّواطؤ المريب تجاه قضايا الأمّة ،
وقد صار معلوما أن هيئة علماء الوهّابيّة مشغولون في فتاوى تحليل افتتاح كنائس ومعابد لليهود والنّصارى والهندوس في السّعوديّة وشقيقتها الإمارات ، وكذلك مشغولون بقضايا تحليل زواج المثليين والجنس الثّالث ، ومشغولون بتحليل الفواحش على الشّواطئ ، وتحليل الخمور والقمار والمراقص في جدّة وقرب مكّة والمدينة وكذا مشغولون بفتاوى تطهير الصّراصير التي دنّست الحرم المكّي بعد غناء ( ماجدة الرّومي ) ومن على شاكلتها بقرب مسجد نبي الأمّة المحمّدية ، ونحن لا نأخذ كمسلمين ( عامّة ) ويمنيين ( خاصّة ) على خاطرنا من أيّ تكفيري وهّابي يفتي فإن كان شيخا فلحمه مسموم ، وإن كان عربيدا حاكما فيجوز له الزّنا على الهواء مباشرة ، ولو كان مرتزقا جنجويديّا فله اغتصاب الأعراض في عدن والجنوب ، ولو كان إماراتيا فله اغتصاب الرّجال في سجونه وتدريب كلاب على ذلك ، ولو كان إعلاميّا مرتزقا فله النّيل من شخوص آل بيت النّبوّة ، والتّحريض على رجال اللّه المدافعين عن الأرض والعرض ، ولو كان رئيسا شرعيّا ( كما يدعون : أمينة عفّاش ) فله راتب ووزرائه وحاشيته يصل إلى نحو ثمانين مليونا شهريّا للواحد منهم بينما الجوع يفتك باليمنيين نتيجة تآمرهم ؛ وذلك مقابل بيع سقطرة وكلّ اليمن ، ولو كان صعتريّا فقد أفتى بقتل 29 مليون يمنيّ والإبقاء على المليون الذين يعيشون ممسحي أحذية للعدوان في فنادقه وشققه ، ولو كان زندانيّا فقد اخترع ولده مصلا لعلاج سرطان الدّم وهو الشّبل من الأسد الذي اخترع سابقا علاجا لقتل أحرار الجنوب بفتوى تحلّل الحرب على جنوب اليمن في 1994م؛ بمبرّر أنّ الاشتراكي كافر وجب قتله ، فحوربوا وهُمّشوا ، وفُعِل بأبناء ( صعدة ) أشدّ وأنكى في حروب ست ، لا واحدة ولا اثنتين حيث خاف عفّاش ( آنذاك ) من زعل السّفير الأمريكي الذي ضغط عليه بوجوب وضرورة حرب صعدة ، وغدر بالشّهيد القائد هو وجنرالات الوهابيّة ( فرع اليمن ) فقال : عليّ ضغوطات من أمريكا فحارب وطنه في صعدة في 2004م، فقد جاء شبل الزّنداني الذي اخترع لقاحاً لعلاج الإيدز الذي ينشرونه في اليمن شمالا وجنوبا عبر ضحايا شبكات الدّعارة وقد كان هذا هو مشروعهم منذ القدم الذي رأيناه في طالبات كليّة الطّب اللاتي كان يستدرجهن دكتور التّشريح السّوداني ( محمّد آدم ) فيغتصبهن ثم يقتلهنّ ويأخذ أعضاءهن لصالح موساد ولوبيا تتاجر بالبشر وأعضائهم، ثمّ يخرج القتلة من هذه الجرائم ، ويتنقّلون بحريّة ودون محاكمات ويمضون بلا تصريح ولا جهد ولا رقابة بل بتسهيل حكومات ما قبل 2014م ، وتغطّس قضيّة البنات الطبيبات في ماء يشبه الذي غُطّس فيه جمال خاشقجي ، وكلّ ذلك والأزهر وعلماؤه نائمون ،
واليوم عدوان كوني على يمن رسول اللّه ، يمن همدان الإمام علي ومعاذ بن جبل ، يمن حسّان بن ثابت وعمّار وغيرهم،
– نقتل يا – أزهرنا الشريف – فتتعامى عن أشلائنا !!
– نُذبح نُسحل نُنحر نُدفن أحياء يا أزهرنا فلا تحرّك ساكنا !!
– تغتصب بنات ونساء اليمن ورجال الجنوب فتستغشي ثيابك – يا أزهرنا الشّريف – وتجعل أصابعك في آذانك حتّى لا تسمع أنين ثكلانا وصرخات وجعنا ودمعات قروحنا !!
فهل كنّا إلّا منكم وهل نحن إلّا مثلكم بشر من طينتكم نتألم ونشعر حين نقتل في حين أراد لنا اللّه الحياة وتهدم بيوتنا ونُعامل كما يعامل بنو إسرائيل ذلك الشّعب والوطن المنسيّ والغائب عنكم المسمّى فلسطين ( لو مازلتم تذكرون اسمه ) ، والذي يرضح تحت ذلّ الاحتلال 70 عاما ، ولم تفتوا بتحريك الجيوش لتحريره بل ومصيبتكم اليوم أعظم فقد بيع وسُلّم للصّهاينة ولم تنبسوا ببنت شفه !!
يا- أزهرنا – هل تدركون خطورة مواقفكم المتحجّرة تجاه قضايا الإسلام ؟!
هل تدركون ثقل المسؤولية التي ستعجزون عن الرّدّ يوم الحساب وستتلعثم ألسنتكم أمام اللّه حين يسألكم عن وطن أنصار رسوله ( اليمن) ووطن الأنبياء فلسطين ؟!
هل تجعلون عمائمكم زينة أم تضليلا أم استعلاء أم مظهرا أجوفاً ؟!
هل تخافون فرعونكم أكثر من خوفكم من اللّه وأنتم الأعرف ( بغزير علمكم) كيف سيعاقب اللّه كلّ متنصّل عن مسؤولياته ؟!
يا- أزهرنا – : إن لم تنتصروا لقضايا الإسلام اليوم فالإسلام ومحمّد بن عبد اللّه وابنته الزّهراء التي سمّيتم بها ستبرأ منكم ، حين لم ترتقوا لمستوى اسمها وقد ذاد بنوها عن حياض الإسلام وكان فلذاتها شرارة ورموز ثورة عالمية قائمة ضدّ الظّالمين إلى يوم الدّين !!
يا – أزهرنا – : إن لم تنطقوا اليوم وتصرخوا بوجه الباطل فلا حاجة للحقّ بكم ، ولا فائدة من عمائمكم ، وعلى ذكر العمائم فعمامة السّيّد العربيّ المؤمن الحرّ : حسن نصر اللّه بعمائمكم كلّها فهو العربي المسلم الوحيد الذي قهر جيش إسرائيل ولازال يقهرها ، ولهذا فعمامته يعمل لها ألف حساب بينما عمائمكم لن تجيركم من عذاب يوم عظيم وقد تعاميتم عن الحقّ وصمتّم عن نصرة المظلومين ، هذا والسّلام على من اهتدى.