من رفوف الذاكرة: على أعتاب العام الخامس من العدوان (5)
أحمد يحيى الديلمي
* فرية إيران
كانت وما زالت إيران هي الشماعة التي جعلتها كل من أمريكا وبريطانيا ودولة الكيان الصهيوني مبرراً لشرعنة العدوان والمشاركة المباشرة من قبل امريكا وبريطانيا في هذا العدوان الهمجي الشرس وهي الأسطوانة ذاتها التي طالما رددها هادي في فترة العامين التي اعقبت الانتخابات الرئاسية ، حيث كان يردد ” عيران ” لم يتمكن من التلفظ بالاسم ، وفق تلك المسرحية، حيث بلغت الاتهامات المعززة ببيانات من جهات رسمية 12حادثة أشارت إلى إلقاء القبض على خلايا تخريبية تابعة لإيران أو الامساك بقطع بحرية تحمل أسلحة إيرانية موجهة الى الحوثيين بحسب البيانات اليمنية التي كانت تلقى صداً واسعاً وتحظى بتغطية ممنهجة من إعلام الغرب والخليج فما الذي حدث ؟
لاذ هادي بالفرار قبل أن يتمكن من تقديم دليل مادي واحد يثبت وجود متهمين يحملون الجنسية الإيرانية بالمقابل ” اقتلبت اللقية سود ” كما يقال في المثل ، فيما يخص المركب الذي تم الإعلان عن الإمساك به وإيقافه في عرض البحر فقد اتضح أنه يحمل كميات سود (فحم )مع ذلك لم يؤثر انكشاف هذه الفرية على المعتدين ومازالت غرفة العمليات المشتركة لما يسمى بتحالف دول العدوان التي يديرها مستشارون أمريكيون على درجة عالية من الخبرة والتقنية تمارس فبركة وتلفيق الأخبار الزائفة تتصل بالدور المزعوم لإيران مع أن الرئيس الشهيد المرحوم صالح الصماد فند مثل هذه الأكاذيب وتحدى الاعلام المأجور بتقديم دليل مادي ملموس إلا أن أي شيء من هذا القبيل لم يحدث لان الخطاب في الاساس جزء هام من الخطة الاستراتيجية الشاملة للعدوان الهمجي السافر على اليمن .
واليوم بعد انقضاء أربعة أعوام من العدوان بلياليه وأيامه ورغم أن الدول المعتدية تفرض حصاراً جائراً على اليمن وتتحكم في منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية إلا أن فرية الدعم والمشاركة الإيرانية لا تزال على نفس المنوال من قبل المعتدين ، كان آخرها تصريحات مسؤولين أمريكيين بما فيهم الرئيس الأمريكي نفسه ، مع أن هذه الفرية تبخرت في الواقع ولم تتمكن قوى التحالف من عرض سفينة ولا قطعة سلاح واحدة ولم تعثر على جندي إيراني واحد في جبهات القتال ، لو حدث أي شيء من هذا القبيل لكان الضجيج بلغ عنان السماء ولأقامت الدنيا ولم تقعد، للأسف كلما نسمعه جعجعة وأخبار كاذبة ملفقة تعلن فيها امريكا العثور على سفينة ايرانية محملة بالسلاح الإيراني متجهة إلى اليمن ثم يموت الخبر وتتصحر المعلومة ولم يعد المتابع يسمع أي تفاصيل عنها .
وفي هذا دلالة واضحة على حالة إفلاس كبير لدى المعتدين وأنهم يتعمدون تسويق أخبار الإفك التي تحشر إيران في هذا الأمر بهدف تحقيق مآرب وغايات اخرى ، منها إلباس ما يجري الثوب المذهبي لتأجيج الصراع الطائفي واعتبار ما يجري صراعاً سنياً شيعياً بقصد تخويف أبناء المحافظات ذات الانتماء الشافعي والصوفي، إذ كان لهذه الدعايات الزائفة والملفقة تأثير بالغ في المحافظات الجنوبية والشرقية وقادت إلى تداعيات خطيرة مهدت لاحتلالها المباشر من قبل السعودية والإمارات ، وامتدت نفس المخاوف الى المواطن في دول الخليج والغرب بفعل الترويج المتقن لمثل هذه الأخبار معززة بتصريحات مسؤولين كبار في أمريكا والغرب كما سمع العالم تصريح الرئيس الامريكي ترامب الذي قال فيه: لن نسمح بوجود جماعات موالية لإيران جنوب السعودية ، هذا المستوى من الكذب والزيف اقتضى إتباع الأسلوب المتميز للشهيد الصماد حيث قلت لأحد الزملاء في مصر تعالوا جميعاً إلى اليمن فتشوا في كل شبر من الأرض وأدخلوا إلى كل منزل إذا وجدتم ايرانيا واحداً فدمه مهدور من قبلنا باستثناء القائم بالأعمال وموظفي السفارة ، هذا الأمر لا يعني أننا نتبرم أو نستحي من وجود إيران لكنها الحقيقة إيران لا وجود لها إلا في أذهان وقنوات إعلام المعتدين والمسؤولين الأمريكيين ضمن سياسية لي الذراع وتعميق المخاوف من البعبع الإيراني وكأنهم يستنكرون علينا موقف وسائل الإعلام الإيرانية ودورها الايجابي في نقل الحقيقة كما هي ماثلة في الواقع ويريدون أن يغرد العرب والمسلمون بما يغردون به ويسوقون الدعايات الكاذبة كما يحلو لهم خدمة لأهم غاية تخص الكيان الصهيوني وخدمة أهدافه التوسعية بأموال عربية وإسلامية ،وهذه هي أهم دوافع العدوان على اليمن وفي النهاية نتساءل: أين الشرعية التي يتباكون عليها في المناطق التي يسمونها محررة ؟! لماذا لا يسمحون لهادي وزمرته والحكومة المزعومة بالتواجد في هذه المناطق؟! ها هم يمارسون كل أنواع الفحش والتعذيب والسحل والتنكيل بأبناء هذه المناطق تحت غطاء الشرعية!! إنها شرعية زائفة حقاً ولا وجود لها إلا في ذهن ترامب وابن سلمان وابن زايد .. اللهم احفظنا واحفظ بلادنا من مكر هؤلاء وبغيهم وظلمهم إنك على ما تشاء قدير ..
والله من وراء القصد ..
وإلى البقية في الحلقة القادمة