عواجي و( العواجة) السعودية

 

عبدالفتاح علي البنوس

وصل الأسير السعودي لدى الجيش واللجان الشعبية الجندي موسى عواجي إلى عاصمة تحالف العدوان الرياض على متن طائرة تابعة للصليب الأحمر بناء على مكرمة ومبادرة إنسانية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي تقديرا لحالته الصحية الحرجة بعد تعنت ورفض السلطات السعودية تنفيذ عملية تبادل للأسرى مقابل الإفراج عنه وحرصا على حياته التي يتهددها خطر المرض الذي يفتك به ، وكان المفترض أن ينقل عواجي فور وصوله للسعودية إلى أقرب مستشفى لإخضاعه للعلاج ، أو أن تتم له إجراءات نقله مع أفراد من أسرته للعلاج في الخارج ، ولكن ما حصل أن السلطات السعودية فور وصول عواجي أخضعته للتحقيق والاستجواب وكأنه ارتكب جرما خطيرا بوقوعه في الأسر أثناء قيامه بالقتال في جبهات الحدود ضمن الجيش السعودي قبل أن ينسحبوا ويعتمدوا على المرتزقة والجيوش المستأجرة للقتال بالنيابة عنهم .
أسير مضى على أسره قرابة العامين والنصف ، أفرج عنه مراعاة لحالته الصحية الصعبة لاعتبارات إنسانية صرفة ، حيث كان من المفترض بالسلطات السعودية أن تقله إلى أسرته للسلام عليهم ، ومن ثم تنقله للعلاج بصورة مباشرة ومستعجلة ، لا أن تخضعه للتحقيق والمساءلة ، مصادر سعودية تحدثت عن فبركات وتلفيقات سعودية يجري التحضير لها وإعدادها من قبل مطابخ الإعلام السعودي تستهدف الأسير السعودي موسى عواجي ، والذي طلب منه الإدلاء بتصريحات وأخبار كاذبة عن فترة إقامته في الأسر لدى الجيش واللجان الشعبية ، والحديث عن تعرضه للتعذيب والقمع والمعاملة السيئة من قبل الجيش واللجان ، واستغلال حالته الصحية المنهكة والمتدهورة للحديث عن ممارسات قمعية وإذلالية تحاكي ما عليه حال المعاملة داخل معتقلات السعودية والإمارات في محاولة من السلطات السعودية التشويش على عظمة الموقف الإنساني والمبادرة الأخلاقية المسؤولة لقائد الثورة تجاه الأسير عواجي والتغطية أيضا على السلبية والحماقة والسقوط الأخلاقي التي ظهر بها النظام السعودي تجاه قضية عواجي ورفضه عقد صفقة تبادل للأسرى مقابل الإفراج عنه .
كذب وتدليس ودجل وتلبيس واستغلال وتوظيف لا أخلاقي قذر لمعاناة أسير لم تكترث دولته ونظامه لحالته الصحية والخطر الذي يتهدد حياته ، هكذا تعودنا من بني سعود ومن تحالف معهم منذ بداية العدوان وحتى اليوم ، كذب وتضليل وتزييف ، وسنشاهد عواجي على الأخبارية السعودية والعربية والحدث وهو يحكي الأكاذيب التي تم تلقينه إياها من قبل السلطات السعودية ، رغم أن السعودية نفسها تعرف جيدا أخلاق الجيش واللجان الشعبية وطريقة تعاملهم مع الأسرى ، وعواجي نفسه قد تحدث عن ذلك بنفسه وهو في طريقه لمغادرة مطار صنعاء الدولي ، ولن تحصد السعودية من وراء ذلك غير المزيد من اللعنات .
بالمختصر المفيد، من لا يمتلكون ذرة إنسانية، ومن تجردوا من القيم والأخلاق والمبادئ، من الطبيعي عندهم الكذب والتلفيق والمتاجرة بكل شيء ، حتى بأوجاع ومعاناة أسير مفرج عنه لدواع إنسانية ، وإجباره على الإساءة لمن عاملوه بإحسان وأكرموه وأطلقوا سراحه تقديرا لحالته الصحية ، هذا هو ديدنهم ، وهذه هي أخلاقهم ، وهذا هو تعبير عملي عن العجز والفشل والهزيمة ، وتأكيد على العواجة السعودية التي لن تتوقف إلا بعد نضوب نفطها وجفاف ضروعها وكسر قرونها وتهاوي وسقوط مملكة العصابة السعودية الحاكمة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا