أولمبياد الألعاب الشعبية

 

حسن الوريث

بالتأكيد أن معظم الألعاب الرياضية التي تمارس الآن كانت مجرد ألعاب شعبية خضعت للتطوير والتحسين وأدخلت عليها تعديلات وتحسينات، وأصبح لديها قوانينها الخاصة وانتشرت لتصبح ألعاباً عالمية تنظم لها البطولات عبر اتحادات محلية وقارية ودولية، وتحظى بمتابعة واسعة ولها جمهورها وعشاقها، فيما هي كانت قبل ذلك مجرد ألعاب شعبية بسيطة تمارس بشكل محدود.
ومما لاشك فيه أننا في اليمن لدينا الكثير من الألعاب الشعبية التي لا توجد في أي بلد آخر سواء تلك التي تخص كل محافظة على حدة أو تلك المشهورة التي تمارس على مستوى البلاد بشكل عام، وكل لعبة لها قوانينها غير المكتوبة لكنها متعارف عليها وتمارس وفقا لذلك، حيث أن المجتمع اليمني كغيره من المجتمعات يمتلك هذه الألعاب الشعبية التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن وتعد أحد أهم عناصر التراث الشعبي وجزءاً مهما من الذاكرة الشعبية، كما تعتبر وسيلة تربوية تؤدي إلى تنمية شخصية الفرد وتؤثر في سلوكه مع الآخرين ويتعلم منها التعاون واحترام حقوق الآخرين واحترام القوانين والقواعد والالتزام بها، وكذا الاعتماد على النفس والثقة بها واكتشاف القدرات والمهارات والمواهب التي يمتلكها النشء والشباب.
ومن هنا يمكن أن نعمل في اتجاهين الأول: إحياء هذه الألعاب التراثية وتشجيعها للحفاظ على التراث اليمني وتعريف الناس بها، والجانب الثاني: العمل على تطوير البعض منها بما يتواكب مع روح العصر وربما تكون ألعاباً رياضية عالمية مثلها مثل الكثير من الألعاب التي تطورت من ألعاب شعبية بسيطة إلى ألعاب عالمية.
بالطبع ربما تكون الخطوة الأولى في ذلك هي إنشاء اتحاد للألعاب الشعبية يعمل على تجميع وتسجيل كل تلك الألعاب وتوثيقها ووضع قوانينها الخاصة بكل منها، ومن ثم الانطلاق إلى المرحلة الثانية المتمثلة في إقامة بطولات محلية على مستوى المحافظات وبطولات وطنية، وتأتي بعد ذلك بقية المراحل التي يمكن أن يحددها الاتحاد العام للألعاب الشعبية.
هل يمكن أن تعمل وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارات الثقافة والإعلام والسياحة على دراسة هذه الفكرة والعمل على تنفيذها وإخراج المشروع إلى حيز النور ليكون البداية لإقامة اولمبياد محلي للألعاب الشعبية، حيث يتم اختيار محافظة كل عام تتولى تنظيم هذا الأولمبياد المحلي بعد وضع قوانين خاصة له عبر لجان فنية متخصصة، ومما لاشك فيه أنه ومن خلال التنفيذ العملي لأنشطة الاتحاد ستخضع هذه الألعاب للتطوير والتحسين، ويمكن أن يكون هناك لعبة شعبية يمنية أو أكثر تتطور وتصبح لعبة رياضية عالمية تمارس في كل بلدان العالم، وسيذكر العالم أن هذه الألعاب أصلها يمني وبالتأكيد سيدخل صاحب قرار إنشاء الاتحاد اليمني العام للألعاب الشعبية التاريخ، كما سجل من قبل أصحاب المبادرات التي بدأت محلية وصغيرة لكنها صارت محلية وكبيرة وعالمية، فهل يمكن أن نسمع قريبا بهذا الاتحاد؟
علي شاهر يا وزارة الشباب..
المصور القدير علي شاهر من الإعلاميين القدامى الذين خدموا الشباب والرياضة وقدموا عصارة جهدهم، وكان له بصمات واضحة في العمل الإعلامي الرياضي لا تخفى على أحد، وهو الآن يعاني من مرض وبحاجة إلى عملية جراحية لإنقاذ حياته ومازال يتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن العلاج وتكاليف العملية ربما دون جدوى .. والسؤال المطروح: هل سيجد الفنان المبدع علي شاهر من ينقذ حياته؟ أم أننا سننتظر إلى أن نكلف قطاع الإعلام بإعداد بيان نعي يعدد فيه مناقب المذكور وصفاته ودوره الكبير في خدمة الحركة الرياضية والشبابية، إلى آخر ذلك من العبارات .. أتمنى أن نهتم بكوادرنا في حياتهم وليس بعد مماتهم!!

قد يعجبك ايضا