عودة باتريك ثم غريفث ؟ ؟
فهمي اليوسفي
بلا شك عودة باتريك من الخارج بعد جولته إلى السعودية .
بعد فضح مواقفه المنحازة لصالح القوى الموالية لدول التحالف العدوانية .
بعد أن بدأت التسريبات والتكهنات توضح أن هذا المراقب سيتم تغييره واستبداله بآخر من طراز دنماركي جديد.
لكن تظل مواقفه منذ أن بدأ عمله بمحافظة الحديدة مواقف بعيدة عن اتفاقات السويد وليست حيادية بل حائزة على الجودة الاحتيالية كما هو واضح بتجيير مواقفه لصالح قوى العدوان إن لم تكن خارطة الطريق التي يعمل على ضوئها أتت معلبة من مطابخ الرياض بحيث يكون دوره التنفيذ بغطاء أممي.
لم يدرك باتريك أن ليس كل مرة تسلم الجرة لكونها مواقف انحيازية فأصبحت مكشوفة مهما سوقت القوى التي انحاز لها بتقديم ترجمة ومبررات مشوهة عبر وسائل الإعلام لكنها تظل شاهدة عيان أنه ليس حياديا بكل المقاييس وفي مجمل تلك المواقف أهدافه المبطنة نحو الالتفاف على القوى المضادة للعدوان من خلال تمرير حزمة من المشاريع الخداعية أو الاحتيالية إن جاز التعبير بعد أن عجزت عن تحقيقها دول التحالف بالمكنة العسكرية طيلة السنوات المنصرمة منها السيطرة على الحديدة والتي لم يبق أمامها غير الخداع الباتريكي من خلال عمله بالنافذة الأممية .
لو نظرنا إلى نتائج مواقف باتريك منذ الشروع بمهامه الأممية ذات الطابع الرقابي سنجد ريحتها كريهة بل ولدت الزكام ومن ضمنها تمكنه وضع الخطة الأولى للخداع منها، إخراج اللجان الشعبية من هذه المحافظة والحفاظ على تواجد القوى العدوانية في مواقعها مع إغفال خروقاتها المستمرة في تقاريره المرفوعة الي مجلس الأمن بغض النظر عن ترويج العدوانيين مبررات وهمية لتراجعها عن تنفيذ النقاط الأولى المدرجة بتفاهمات السويد و تسويق تلك الأكاذيب من قبلهم عبر وسائل الإعلام على الرغم أن هذه المواقف لباتريك تعد خارجة عن ما ورد بتفاهمات ستوكهولم وتتعارض مع شرف وأمانة المهنة الأممية.
لهذه الأسباب انزعجت القوى المضادة للعدوان من تلك المواقف ومن حقها أن تنزعج الأمر الذي جعلها تفضح لعبته القذرة وتطلع الرأي العام عليها..
عودة باتريك لصنعاء مرة أخرى ربما بعد أن استلم برنامجاً حلزونياً من مطبخ الرياض ليكون خارطة طريق جديدة للخلف الجديد الدنماركي إن تم استبداله أو له في حال استمر والذي على ضوئه بدأ الكثير يسمع تسريبات إعلامية تشيع أن الهيئات الأممية عازمة على تغيير باتريك واستبداله بآخر مع تمديد ما تيسر لهذا الباتريك حتى مطلع شهر فبراير باعتبار المسرحية تتطلب ذلك..
إذاً
عودة باتريك هذه الأيام ماذا تعني؟
هل سيواصل العمل في الحديدة؟
أم ماذا؟ وكيف؟
صحيح أن الإعلام الدولي يروج لتغيير هذا المراقب وان عودته فقط لترتيب أوراق مرتبطة بعمله بالحديدة على أساس تسليمها للخلف لكن من المحتمل عودته هي عودة لاستمرارية المغالطة أو ربما تكون عودة انتقامية ضد القوى المناهضة للعدوان تقاس ملامحها من خلال إقدام قوى العدوان استغلال الفرصة باستهداف مطاحن البحر الأحمر قبل وصوله صنعاء بيوم واحد والتي تعد جريمة كبرى تعمق الكارثة والأزمة الإنسانية ليكون المبرر أن ما حدث قبل عودة هذا المراقب.
لكن تظل زيارته للرياض ومن ثم عودته لصنعاء تضع العديد من علامات الاستفهام ولها أهداف عميقة؟
أهداف العودة..
يظل الغموض قائما ويتطلب الغوص بعمق لمعرفة مغزى العودة منها من المحتمل.
… استمرارية الإغفال والصمت عن مجمل الخروقات التي أقدمت ولازالت تقدم عليها قوى العدوان .
…. تمييع قضية وتراجع القوى الموالية لتحالف من تنفيذ تفاهمات ستوكهولم.
… إتاحة الفرصة لهذه القوى العدوانية ارتكاب مزيدا من الجرائم التي تعمق الكارثة الإنسانية واستمرارية تعطيل ميناء الحديدة .
…. استلام خطة جديدة ربما طبخت بالرياض يحاول وضعها لأي مراقب خلفا له تكفل سير المراقب الجديد بعدم العودة للنقاش حول النقاط التي تراجعت عن تنفيذها قوى العدوان والخوض في لعبة خدعة جديدة ..
… حجب الحقائق على مشاركة قوى الإرهاب مع دول التحالف والأطراف المساندة للعدوان من الداخل..
على هذا الأساس عودة باتريك من المحتمل لن تغير في الأمر شيئاً بل هي عودة سلبية طالما مواقفه سلبية كما أوضحت سلفا …
وصول غريفيث إلى صنعاء
كما أن وصول المبعوث الأممي غريفيث إلى صنعاء يومنا هذا بعد جولة للعديد من البلدان تحتاج إلى ترجمة أعمق طالما وعاد باتريك قبل يومين بعد أن كان الكثير يتوقعون وصول مراقب جديد كبديل لباتريك.
من هذا المنطلق يستدعي الأمر بالنسبة للقوى المناهضة للعدوان عدم تقديم أي تنازلات جديدة أو الخوض في أي برنامج متعلق بما هو جار بالحديدة حتى ولو حاول غريفيث وضع حقن تخدير إلا بعد إلزام قوى العدوان بتنفيذ كافة النقاط التي تراجعت عنها وإيقاف خروقاتها المستمرة وفتح الميناء لاستقبال كافة المساعدات الإنسانية لأن ذلك يكفل تنفيذ تفاهمات السويد نصا وحرفا دون عوائق قوى العدوان .