قوى الاحتلال وتقرير لجنة العقوبات
عبدالفتاح علي البنوس
مهما حاول المرتزقة في حكومة الفنادق تلميع أنفسهم وادعاء الشرعية ولعب دور الحكومة الوطنية ، فإنهم سرعان ما يكتشفوا على حقيقتهم ويتضح حالهم ، بأنهم عبارة عن قطيع من المرتزقة الخونة العملاء الذين باعوا أنفسهم ووطنهم من أجل المال السعودي المدنس ، وأنهم مجرد أدوات رخيصة بيد المحتل السعودي والإماراتي ، كل طرف منهما ضم إليه مجاميع من الخونة يقدم لهم الدعم المادي ويزودهم بالسلاح ويطلب منهم تنفيذ أجندته ومشاريعه الخاصة ، وكلاهما السعودي والإماراتي أحقر من بعض ، ولكن الأكثر حقارة منهما هم من تجندوا معهما وباعوا الوطن والشعب من أجلهما ، وتحولوا إلى بيادق بأيديهما ، لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها بشأن الأوضاع في اليمن اتهمت كلا من السعوديين والإماراتيين بالعمل على تفتيت وتمزيق اليمن وتبني الخيارات الانفصالية والشطرية ، مشيرا إلى أن الشرعية المزعومة أصبحت أكثر هشاشة وضعفا وعجزا وفشلا من ذي قبل ، وهو ما يعني أنها غير مؤهلة لإدارة حتى روضة للأطفال ، وهو التقييم الذي يتماشى وينسجم مع تقييم ورؤية القوى الوطنية تجاه الشرعية الزائفة التي لا تمتلك أبسط مقومات النظام الشرعي أو الحكومة الشرعية .
وتضمن التقرير إشارات إلى أن انشطة الجماعات التابعة للاحتلال الاماراتي التي تعرف بقوات النخبة الشبوانية والحضرمية وقوات الحزام الأمني الممولة من الخزينة الإماراتية باتت اليوم أكثر قوة من حكومة الفنادق التابعة للدنبوع هادي ، حيث لا تجد هذه الجماعات أي حرج في رفع أعلام الانفصال وتبني الفعاليات التي ترسخ هذا التوجه والذي تدعمه وتسانده الإمارات عن بعد ، وتطرق التقرير إلى الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوى الاحتلال الإماراتي ومرتزقتهم في حق المعتقلين من أبناء الجنوب الذين يتعرضون لصنوف المهانة والإذلال والتعسف وهو الأمر الذي استدعى مطالبة التقرير الأممي بإدراج هذه الانتهاكات ضمن عقوبات الأمم المتحدة وهو ما يشكل صفعة جديدة لقوى العدوان ، من قبل لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة والتي سبق وأن وجهت انتقادات واتهامات صريحة لقوى العدوان ومرتزقتهم بارتكاب جرائم حرب في حق الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء في اليمن ، والعمل على إعاقة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية ، وكذا القيام باستهداف طواقم الإسعاف والإخلاء الطبي في انتهاك صريح للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة ، والعجيب أن يظل الصمت هو سيد الموقف لدى الشارع الجنوبي تجاه هذه الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوى العدوان وقطيع المرتزقة في حق المعتقلين من أبناء الجنوب دون إبداء أي مواقف مناهضة ومنددة بذلك ؟!!!
بالمختصر المفيد، التقرير الأممي الصادر عن لجنة العقوبات وعلى الرغم من الإيجابيات التي تمثلها مضامينه ، إلا أنه يظل مجرد حبر على ورق لا نلمس له أي فاعلية أو أثر على أرض الواقع ، وخصوصا في ظل السطوة الأمريكية على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة الهيئات والمنظمات التابعة لها ، فالتقرير السابق تبخر في الهواء ، وهكذا حال التقرير الجديد ، فلا جديد غير الانحياز لقوى الاحتلال والغزو والعدوان والارتزاق والتماهي مع مطالبهم وتبني مشاريعهم ومقترحاتهم تحت يافطة الأمم المتحدة ، وهو ما يحتم على أبطال الجيش واللجان الشعبية التحلي باليقظة والجهوزية العالية وعدم الاكتراث بتخرصات وخزعبلات الأمم المتحدة ومشاريعها وقراراتها التسويفية المبطنة بالغدر والمكر والتحايل .
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .