نقلق جميعا لصحة المناضل «مقبل» لأنه رمز حقيقي ليمنيتنا ولتوحد مشاعرنا الوطنية
محمد محمد المقالح
إذا كان من المرض من درس في هذه الحياة فهو أنك تتعرف على مكانتك بين الناس وتتبين قبل مماتك بأن الله لايضيع أجر من أحسن عملا وأن كل ما تعمله من خير لليمنيين وكل ما تضحي به من أجل اليمن لايمكن إلاّ أن ينعكس حبا ومكانة في قلوب اليمنيين ووجدانهم في أصعب الظروف وفي كل ساحات الوطن بلا استثناء.
هذا ما لاحظته من اهتمام ومتابعة من قبل كل من سمع عن الوعكة الصحية التي أصابت الاستاذ المناضل علي صالح عباد مقبل وذهبت به الى مستشفى الثورة وهو الآن بعين العناية الالهية يتماثل للشفاء ربنا يشافيه ويعطيه الصحة والعافية .
عشرات الاتصالات تصلني وعشرات المنشورات أقرأها في مواقع التواصل ومئات الزيارات إلى مستشفى الثورة جميعها تسأل عن صحة «مقبل» وكلها تتلهف لو أن بإمكانها أو بيدها شيء قد يخفف عنه المرض وكلها توكد مكانة هذا الرجل وحب الناس له شمالا وجنوبا وفي الداخل والخارج وشبابا وكهولا ونساء ورجالا حتى كأن اليمن قد توحدت اليوم في «مقبل» وهي مقسمة بالحرب وبالعدوان والحصار وبمشاريع الكراهية والثارات الفعلية والمفتعلة والقادم معظمها من الخارج لتبدو وكأنها كلها من الداخل !
لكن مقبل المناضل من أجل الاستقلال والوحدة والذي ضحى بوقته وجهده وكاد يفقد حياته مرات عديدة من أجل العدالة والكرامة لكل اليمنيين أكد اليوم وفي وعكته الصحية بالذات حقيقة أخرى أكبر من كل ما يضخ اليوم في وعينا هي حقيقتنا نحن كيمنيين في هذا الجيل وفي هذه اللحظة الصعبة بل القاسية من تاريخنا فهل نحاول من خلال الرمز مقبل التعويض عما نمارسه من كراهية ضد بعضنا عبر المبالغة في حب من يمثلنا جميعا ومن نجد انفسنا فيه وفي ما مثله ويمثله وناضل من أجله ؟
أم أنه تعبير عن حقيقة أننا موحدون فعلا في الوجدان وفي المشاعر وفي الآلام والطموحات وفي ما نود أن يكون عليه قادتنا وشعبنا وأن الحروب الأنانية والعدوانية هي من تغطي على هذه الحقائق الكبرى ولو إلى حين وما تلبث أن تأتي لحظات الحزن والفرح والألم والمجد لتعبر عن مشاعر اليمنيين الحقيقية بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم فيعبرون عنها دون وجل ودون أن يغضب منهم أحد من أطراف الصراع الأناني أو العدواني .
نعم هذه هي حقيقتنا الكبرى كيمنيين موحدة في حب المناضل مقبل بما حمله من رمزية لكل المناضلين الحقيقيين الذين لم يخونوا نضالهم أو يكسروا وجدانهم الوطني في لحظة ضعف أو هزيمة .
ولهذا نقلق جميعا على صحة مقبل كرمز وهي ذات مشاعر الحزن المشتركة لليمنيين لو حدث بعدن مصيبة أو بصنعاء أو باي مدينة يمنية لا سمح الله وهي ذاتها أيضا مشاعر الفرح المشتركة لو انتصر فريق كرة القدم اليمني أو تفوق طالب أو طالبة في الطب أو في التقنية الدقيقة في إحدى جامعات العالم حيث لا ننظر لحظة الحزن المشترك والقلق المشترك والفرح المشترك من أين هو هذا ولا ما هو مذهبه أو حزبه أو لونه فقط نفتخر به كيمني ونتوق لأن تتقدم اليمن وتزدهر وتتصالح به وبأمثاله.
يبقى أن أقول بأن هذه المكانة وهالة المجد العظيمة التي يتمتع بها المناضل الكبير والشخصية الوطنية اليمنية علي صالح عباد «مقبل» في نفوس اليمنيين على طول وعرض اليمن تدعونا جميعا لكي ندعو له مرة أخرى بالشفاء وأن ندعو لليمن بالسلام ولليمنيين بالأخوة والمحبة سائلين الله أن يمن على مقبل بالصحة والعافية وأن يظل مقبل وتاريخه النضالي ونزاهته وطهارة يده ولسانه عنوانا نعود فيه إلى ذواتنا وهويتنا وطموحاتنا في مثل هذه اللحظات الصعبة من تاريخنا وتاريخ المنطقة.