الحديدة والأسطوانة المشروخة لقوى التحالف
محمد أحمد المؤيد
ما إن انتهت مشاورات أستوكهولم في منتصف الشهر الماضي بتلك المخرجات الأكثر من خجولة , والتي نعتبرها خطوة شبه جريئة في المسار الصحيح لعملية السلام المشرف , الذي رغم أنها لم تلب تطلعات وآمال هذا الشعب العظيم بعظم صموده واستبساله وتضحياته , وذلك بكونها لم تصل إلى حل كامل وشامل به تنتهي الحرب ودواعيها المدمرة على كل شبر من أرض اليمن الحبيب , والتي بانتهائها نضمن سلامة الجميع (بحول الله وقوته ومشيئته) , إلا أننا لم نفقد الأمل في الجولة القادمة التي راح المبعوث الأممي يهيئ لها , وذلك من خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى صنعاء – في اليومين الماضيين – وما قام به من مناقشات مع المسؤولين في صنعاء وتحسس ما سيتم مناقشته خلال الجولة القادمة للمشاورات (إن شاء الله) , التي نتمنى أن تكون ملبية لتطلعات الشعب اليمني برمته عبر سلام مشرف كامل وشامل يرفع رؤوس الجميع ًإلى عنان السماء.
فرغم الأمل الذي لازلنا نحمله وندعوا إليه في تصفية النفوس وفتح مسار للسلام المشرف , فإنه بالمقابل ليحزننا بل ونستنكر وجود خروقات واستغلال من قبل تحالف العدوان (السعوأمريكي) في مدينة الحديدة , والذين جعلوا قضية وقف الأعمال القتالية في الحديدة وضواحيها موضوع غبنهم الذي لا ينتهي في غريمهم (الحوثي حد تعبيرهم) , فصاروا وقنواتهم ووسائلهم الإعلامية وأبواقهم المفضوحة كأسطوانة مشروخة تردد تنازلهم المجحف من أجل مواطني الحديدة والوضع الإنساني وبأنهم أهل السلام وأهل العهود في حين أن الواقع ينشد قصيدة ” الكذب المعسبل ” عبر تلك الشطحات التي تنسفها خروقاتهم وقاذفاتهم على المدنيين في المدينة وبأساليبهم (المتذربة / الباحثة عن مشكلة من لا مشكلة) , والتي بمجرد أن أعلن ومن خلال الموافقة من مجلس الأمن على ما صارت إليه مشاورات في أستوكهولم وذلك بوقف الاقتتال فيها , وإذا بهم يطلقون العواء والنواح والبكاء على تدخل الأمم المتحدة وإلا كانوا سيسحقون الحوثي الذي لم يسحقوه في أربع سنوات !!!!؟ بل وإذا بهم يحشدون عبر ميناء المخاء جميع أنواع السلاح والمعدات والمرتزقة وتحشيدهم إلى الساحل الغربي , وكأنهم لقوا ضالتهم وبذا فهم يكيدون ويمكرون. علهم لا يخرجون من المنطقة التي وصلوا بشق الأنفس إليها , أو لربما أنهم كانوا خائفين وقلقين من أنصار الله والجيش واللجان الشعبية إلى الحد الذين هم جديون ومستبسلون في عدم التفريط في الذي عنده سنحت لهم فرصة لوقف الاقتتال ( وهذا مضحك فعلا لأن من يريد السلام لا يمن ويأذي ويمارس أعظم من ما كان يمارس أيام الحرب والاقتتال ), لذا فهم خائفين من أي تراجع في الساحل الغربي , كونهم عرفوا أن أنصار الله رجال لا يستهان بهم وبالكاد حققوا شيئاً حفظ لهم ماء الوجه أمام العالم , وهو مقارنة بحشدهم وترسانتهم ونفقاتهم التي لاطائل ولا نظير لها في تاريخ الحروب , كونها مواجهة خجولة ورديئة منهم لرجال الله من الجيش واللجان الشعبية من أنصار الله الذي رغم تواضعهم لكنهم مليئون بالإيمان والصبر والجلد الذي جعل منهم حجر عثرة أمام المستكبرين والظالمين من تحالف الشر (السعوأمريكي).
إذا أردنا أن نفهم ضعف العدو فعلينا أن ننظر إلى ردود أفعاله بعد الاتفاق مع الرجال , فإن نظرنا منهم خروقات وتفاهات كما حصل من تحشيد وتجهيز في الساحل الغربي يعبر عن ضعف وعدم ثقة أكثر من أنه يعبر عن قوة وبسالة , التي فعلا ً تبدو القوة على النقيض تماما ًمع من يوجه مرتزقته للعدوان على (مرخة) وأهلها , وما شكلته من سقوط أخلاقي وديني جعل من العدوان (السعوأمريكي) يبدو قزماً وجباناً بين الخلائق وذلك بعملتهم هذه , التي يحسبونها نوعاً من الانتقام والتمثيل بقوات الحوثي ورجاله , وكأنهم بصنيعهم المشين هذا وضحوا تلك العنصرية والخبث والفئوية والعرقية , التي يحملونها ويريدون بثها بين الناس بغية وضع شرخ في المجتمع اليمني المحافظ , الذي لن تؤثر فيه مثل هذه الأعمال الساقطة والمشينة بل ستزيد من يقظته ولحمته وتشبثه بعروبته وطنيته وقوميته ودينه الإسلامي الحنيف , وما العملية النوعية التي قامت بها القوة الصاروخية اليمنية التي نالت من المرتزقة في معسكر العند أثناء أدائهم عرض عسكري مرجف أمام قيادتهم العميلة لتحالف العدوان على اليمن إلا رسالة تحمل في طيتها الكثير والكثير بإمكانية الرد على أي انتهاكات قد تطال المواطنين اليمنيين بظلم من العدوان وهي رسالة لمن يحاولون الالتفاف وعدم الجدية في طريق الاتفاق المفضي إلا السلام المشرف لاغيره..” وحسبنا الله ونعم الوكيل.