الجوع كافر .. ولكن الخيانة أشد كفراً
عبدالفتاح علي البنوس
الجوع كافر فعلاً ، وقد أخبرنا الإمام علي عليه السلام في أثر له بأنه لو كان الفقر رجلاً لقتله سلام الله عليه ، ونحن وفي الظروف البالغة التعقيد والأوضاع العصيبة ..التي يمر بها الوطن ، والتداعيات الكارثية التي خلفها العدوان والحصار ،والممارسات التعسفية والقرارات الجائرة التي قامت بها حكومة الفنادق الهادفة إلى التضييق على أبناء الشعب في معيشتهم وخنقهم من خلال قطع المرتبات وافتعال الأزمات الاقتصادية من خلال طباعة العملة المحلية دون غطاء وتقييد حركة التجارة عبر ميناء الحديدة بهدف خلق أزمات تموينية خانقة والتسبب في مضاعفة معاناة المواطنين وإدخالهم في حالة حيص بيص يضربون أخماساً في أسداسٍ وهم يلهثون في سبيل تلبية الحاجيات الأساسية لهم .
معاناة وفاقة أوصلت السواد الأعظم من اليمنيين إلى أدنى مستويات الفقر ، ولكن ورغم كل ذلك ظل الشعب اليمني صامداً ثابتاً متماسكاً عصياً على كافة المؤامرات والمخططات والممارسات القمعية والتعسفية الإذلالية ، لم يخضع ولم يركع ، ولم يأبه للمغريات التي قدمت والإغراءات التي منحها العدو السعودي والإماراتي مقابل الانخراط في صفوف العملاء والمرتزقة والخونة الذين أعلنوا تأييدهم للعدوان وتخندقهم في صفه وقتالهم تحت رايته ، حيث ظل الشعب متحلياً بأعلى درجات الوعي ، والصبر والتحمل رغم الصعاب والمعاناة غير المسبوقة ، لأنهم أصحاب قضية يناضلون من أجلها ، ويصبرون ويثبتون من أجل الانتصار لها .
ومهما بلغت المعاناة فلا يوجد هنالك من مبرر للعمالة والخيانة والارتزاق على الإطلاق ، فالوطن هو أغلى وأسمى من كل ما سواه ، لذا فمن باعوا شعبهم وخانوا وطنهم والتحقوا بجبهة العدوان هم محط سخط واستهجان واحتقار كل شرفاء وأحرار هذا الوطن المعطاء لأنهم حادوا عن الطريق السليم والمنهج القويم وتحولوا إلى أدوات رخيصة بيد المحتل الغازي الباغي السعودي والإماراتي وتجردوا من كل القيم والأخلاق والمبادئ ورضوا لأنفسهم السقوط المهين في وحل العمالة والخيانة والارتزاق ، فهم مدعاة للخزي والعار والفضيحة والذل والمهانة والاحتقار ، من قتل منهم مات ميتة جاهلية ، ومن دفن منهم دفن في الشعاب والصحارى ، والكثير منهم تنهش جثثهم الكلاب الضالة ووحوش البراري والبعض منها تظل مرمية في الشعاب والجبال والصحارى والأودية حتى تتحول إلى هياكل عظمية ، ومن عاش منهم يظل مشرداً عن بيته وأهله ، يعيش عيشة الذل والمهانة بعد أن كان عزيزاً مكرماً .
بالمختصر المفيد.. مهما بلغ بنا الجوع والفقر ، ومهما ضاقت بنا السبل فإننا لن نرتمي في أحضان قوى العدوان ولن نسلّم بولاية ترامب وسلمان ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد آل نهيان مهما كان الثمن .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .