النظافة سلوك يومي
محمد صالح حاتم
لما للنظافة من أهمية ودور في حياتنا، فقد حثنا ديننا الإسلامي على النظافة والحفاظ عليها، وأمرنا بعدم رمي القمامة والاوساخ في الطرقات والاماكن العامة، ونظرا ًلما تمثله هذه الاوساخ من خطورة على الصحة وما تنقله من أمراض وأوبئة تهدد حياتنا جميعا ًفالكل مستهدف الغني والفقير والكبير والصغير والتخلص منها مسؤولية جماعية ،،والحفاظ على النظافة والتوعية بأهميتها مسؤولية جماعية تبدأ من الاسرة والمدرسة والجامع والجامعة والحكومة والتاجر وكل شخص يعيش في الحي والمدينة مسؤول عن المحافظة على نظافة الشارع، فالدولة مسؤولة عن توفير صناديق خاصة لوضع القمامة ومخلفات المنازل والمحلات ،وكذا توفير وسائل نقل تحملها الى اماكن خاصة وبعيدة عن المدينة تجمع فيها القمامة بحيث يستفاد منها، من خلال تدويرها وتحويلها الى مواد ذات فائدة ونفع ،كما تعمل باقي دول العالم، فبدلا ًمن ان القمامة والنفايات كانت تمثل خطراً وكارثة بيئية وتمثل عبئاً اقتصادياً على الدولة وترصد لها المبالغ الطائلة للتخلص منها اصبحت هذه المخلفات والنفايات تعود بالنفع والفائدة على الدولة والمجتمع، من خلال تدويرها وتحويلها الى مواد صلبة وذات فائدة وتدر على الدولة مبالغ مالية كبيرة، فعلينا الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال وهذا ليس عيباً، بل العيب ان تظل القمامة والمخلفات خطراً وكارثة تهدد البيئة والمجتمع، وان تبقى واحدة من المشكلات العامة التي نخصص لها يوما ًفي العام نعد له العدة ونرصد له المبالغ ونهتم بها خلال هذا اليوم ونتفاعل معها حكومة ومجتمعا ونخبا ثقافية ونكتب عنها وعن اهمية هذا اليوم وعن المخاطر التي تهدد حياتنا هذه المخلفات ومن ثم تعود شوارعنا كما كانت مكدسة بالقمامة والاوساخ، وبما أننا في بداية العام الميلادي الجديد 2019م والذي اعلنت أمانة العاصمة صنعاء اعتبار يوم 1/1من كل عام يوم النظافة والتفاعل المجتمعي مع هذه الحملة الوطنية، وهذه الحملة كانت قد بدأت وتأسست في عهد هلال اليمن الشهيد عبدالقادر علي هلال – أمين العاصمة الأسبق -رحمه الله- قبل سبع سنوات واتخاذ تاريخ 12/12يوماً مجتمعيا ًللتوعية بأهمية النظافة وهنا من حقنا ان نتساءل هل هنالك فرق بين تاريخ 12/12أو 1/1 إذا كان الهدف هو نفسه والغاية هي نفسها وهي التوعية بأهمية النظافة والمشاركة المجتمعية فيها والوصول الى عاصمة نظيفة والظهور بمظهر راقٍ وحضاري .
وفي الأخير نشكر السواعد السمراء من احفاد بلال التي تبذل كل جهودها في التخلص من القمامة والاوساخ التي تهدد حياتنا، وندعو الدولة والجهات المختصة إلى الاهتمام بعمال النظافة وان تكون لهم مرتبات تليق بالعمل الذي يقومون به، وبدلات شهرية وتأمين صحي نظرا ًللخطورة الصحية التي تهدد حياتهم .