ترامب يتبرأ من ابن سلمان
أحمد يحيى الديلمي
التنصل من فاتورة إعادة إعمار سوريا ، والقاء المهمة على عاتق السعودية ، لتتحمل حصتها وحصة أمريكا في برنامج إعادة إعمار سوريا ، شبه البعض الموقف المغرق في الابتزاز والانتهاء بموقف ابليس يوم الحشر عندما يجيب على معاتبة البشر الذين أغواهم وشدهم إلى طريق الضلال فيرد بوقاحة وصلافة (إني بريء منك إني اخاف الله رب العالمين ).
اورد القرآن الكريم العتاب والرد بصيغة المفرد للتأكيد على أن كل انسان في اليوم الموعود سيكون مسؤولا عن نفسه ليتحمل نتائج كل فعل اقترفه مخالفا لتعاليم الشرع القويم ،لأن المسؤولية والحساب والعقاب ستكون فردية وفق ما اشار اليه القرآن الكريم في قوله تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) وهنا تكمن عظمة العدل الإلهي عندما يجازى كل انسان على عمله ، أي أن الوزر تعود تبعاته على الشخص الذي اقترفه ولا تطال المسؤولية أي شخص آخر حتى أقرب الناس إليه ، وفي هذا دلالة واضحة على سمو عدل الخالق سبحانه وتعالى ، وبشاعة عدل البشر .
استنادا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب مع علمه المسبق بمسؤولية بن سلمان المباشرة عن كل الاخطاء والجرائم المغرقة في البشاعة في اليمن أو سوريا أو العراق أو ليبيا كذلك جرائم الإخفاء القسري التي طالت عدداً كبيراً من المواطنين السعوديين وآخرها جريمة العُهر غير المسبوقة في التاريخ الانساني بما اشتملت عليه من بشاعة وأساليب حقيرة عند التنفيذ او مرحلة إخفاء الجثة وكان ضحيتها الصحفي السعودي المعروف (جمال خاشقجي) مع ذلك سيحاول ترامب باستماتة الدفاع عن ابن سلمان وعدم إلصاق التهم به حتى عندما أعلن البراءة منه حّمل الوزر السعودية كبلد فقال إن السعودية ستدفع حصتها وحصة أمريكا في مشروع إعادة إعمار سوريا ، وهي مقدمة لإعلان البراءة من الرجل خاصة ان التصريح جاء عقب إعلان انسحاب القوات الامريكية من سوريا ، الخطوة اعتبرها البعض ضربة سددها ترامب إلى محمد بن سلمان ، والنظام السعودي بشكل عام خاصة أن ترامب أعقب قرار الانسحاب بان حمل القوى المتواجدة في سوريا مسؤولية متابعة التصدي لقوى الارهاب وهذه القوى معروفة تشمل إيران إلى جانب تركيا وروسيا التي التقى وزراء خارجيتها مؤخراً في تركيا وقرروا التحرك الجماعي للقضاء على ما تبقى من جماعات الإرهاب ، والتنسيق مع الحكومة السورية وبالتالي ندرك تماماً أمواج الدعاية لوسائل الإعلام السعودية والمأجورة التي ظلت لعقود تتهم ايران برعاية ودعم الإرهاب ، وإذا بسيد البيت الابيض يقلب الأمور رأساً على عقب ويقر بالدور الإيراني في مكافحة الإرهاب ، واخيراً يختم سيناريو البراءة بالتنصل من أعباء إعادة الإعمار في سوريا ،ويحمل السعودية كامل المسؤولية ، ويفصح عن ذلك على رؤوس الأشهاد كأساس لإبعاد امريكا عن ورطة ما حل بسوريا من خراب ودمار وقتل وتشريد ، وتحميل السعودية كامل المسؤولية وإلزامها بدفع كلفة إعادة الإعمار .
ملامح المشهد واضحة تكشف عن الورطة التي وقعت فيها السعودية وبقية الدول العربية التي سارت في فلكها ، لأنها بادرت إلى المجاهرة بالفاحشة ومنها إعلان التقارب مع دول الكيان الصهيوني بما مثله الموقف من تخاذل مخز وامتهان للكرامة .
قريبا سيعلن ترامب التخلي عن السعودية في عدوانها على اليمن بعد استنفاد ما تبقى في ضرع البقرة من لبن ، قال مواطن سعودي في تغريدة له عبر الفيسبوك : الإشكالية أن نظامنا لم يتعظ من كل هذه المواقف ولا يزال سادراً في الغي ينتظر أن أمريكا ستعينه ليفرض وصايته على العرب والمسلمين لذلك يستهين بالثمن الباهظ الذي يدفعه من ثروة الشعب طالما أنه سيصل إلى هذه الغاية .
وأنا اقول الموت استر من هذا الهوس والجنون فالمثل يقول ( لا تبك على من مات إبك على من خف عقله ) والله من وراء القصد..