مرضى الفشل الكلوي الأشد معاناة في اليمن
الثورة / محمد شرف الروحاني
عيون يائسة تنتظر الموت في أي لحظة ، مأساة حقيقية ومعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأمل هؤلاء المرضى وبقاؤهم في الحياة مرهون بفك الحصار الجائر الذي تفرضه قوى العدوان ووصول الأدوية والمحاليل والمرشحات الطبية إلى مراكز الكلى الحكومية والخاصة ، أمراض الفشل الكلوي الأكثر معاناة في اليمن ، زيارة واحدة لمركز الغسيل الكلوي في المستشفى العسكري تكفي لمعرفة حجم المأساة التي ترتسم على العيون معبرة عن الآلام كبيرة يحملها هؤلاء وكل يوم تزايد معاناة هؤلاء وكل يوم يموت العديد من هؤلاء نتيجة لنقص المحاليل والأدوية والمرشحات ، أنهم يدفعون ثمن هذه الحرب الظالمة في ظل غياب المنظمات العالمية العاملة في المجال الإنساني وضمير العالم والإنسانية .
انعدام الأدوية والمحاليل
الدكتور صادق علي الجبري نائب المدير للشؤون الطبية في المستشفى العسكري بصنعاء يقول: الوضع الصحي سيئ ويزداد سوءا نتيجة لاستمرار العدوان والحصار على البلد نحن نحاول إيجاد المعالجات والحلول وتوفير بعض الأدوية للمرضى لكن المرضى كثر وخصوصا مرضى الفشل الكلوي الذين هم الأشد تضررا لأنهم يحتاجون إلى عناية مستمرة كما يحتاج قسم الغسيل الكلوي إلى محاليل ومرشحات وأدوية لا يستطيع المستشفى توفيرها ،نستطيع القول إن مرضى الكلى مقدمون على كارثة إنسانية ، كنا نجري الكثير من عمليات زرع الكلى للمرضى اليوم توقفت هذه العمليات.
وفي نفس السياق يتحدث الدكتور صالح غليس مشرف قسم الكلى في المستشفى العسكري ويقول: نحن اليوم نعمل بالإمكانيات المتوفرة لدينا مراكز الكلى والغسيل الكلوي متضررة كثيرا ولكن المتضرر الأكثر هم المرضى داخل قسم الكلى في المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء.
حاولنا التواصل بالمنظمات الدولية لكن لا توجد استجابة إلى اليوم ولا تفاعل معنا المرضى كثر والمحاليل والمرشحات والنقاط شحيحة ، اليوم نعمل بربع ما كنا نعمل به قبل العدوان ، المرضى الذين كنا نغسل لهم بمعدل أربع غسلات صرنا نغسل لهم بمعدل غسلة واحدة في الأسبوع
ويضيف الدكتور صالح غليس: المعضلة الأساسية هي توافر الأدوية التي كنا نصرفها بالمجان للمرضى اليوم انعدمت ولا يستطيع المريض الحصول عليها إلا من الصيدليات الخارجية وبأسعار خيالية.
أسعار خيالية
مرضى الفشل الكلوي لهم كلمة ورسالة فهذا راشد علي يتحدث بعبارة تخنقها العبرة ويقول: لقد تحولت حياتنا الى جحيم نتيجة لاستمرار العدوان والحصار إضافة إلى التكاليف التي نتحملها للوصول إلى المستشفى في العاصمة لأننا لسنا من سكان العاصمة صنعاء فانا اسكن في مديرية عتمة محافظة ذمار واليوم هناك تكاليف باهظة فانا احتاج إلى قيمة علاجات وأدوية كانت تصرف بالمجان سابقا واليوم لا نحصل عليها إلا من الصيدليات الخارجية وبأسعار مضاعفة.
علي صالح الفقيه أحد المرضى بالفشل الكلوي يتحدث هو الآخر قائلا: نحن نناشد الأمم المتحدة نناشد الضمائر الحية في العالم لإنقاذنا لا نستطيع الحصول على الأدوية وليس لدينا القدرة على شرائها فاعلو الخير هم من يتبرعون لبعض المرضى لشراء بعض الأدوية والمريض يعاني داخل المركز وخارجه والقادم مجهول أصبح لدينا خوف من القادم فالقادم مجهول في ظل استمرار الحرب والحصار على اليمن.
تكاليف إضافية
إلى جانب معاناة المرضى من عدم توفر الأدوية والمحاليل الطبية في مراكز الكلى هناك معضلة أخرى تزيد من معاناة هؤلاء المرضى وهي التكاليف الإضافية التي يتحملها هؤلاء المرضى فكثير من المرضى لا يعيشون في العاصمة صنعاء ومعظم المراكز في المحافظات قد أغلقت والتي كان أخرها مركز الكلى في المستشفى الجمهوري بمحافظة المحويت ، ويتحملون أعباء السفر والإقامة لاحتياجهم للغسيل بشكل مستمر وهو ما يشكل عبئ على هؤلاء المرضى وعلى أسرهم خصوصا وان اليمن يعيش في وضع معيشي صعب ، نتيجة العدوان والحصار المستمر على بلدنا ومنع العدوان من وصول الأدوية والمحاليل إلى اليمن.
مأساة ومعاناة كبيرة يعيشها مرضى الكلى والفشل الكلوي في ظل صمت دولي مطبق وضمائر لا تحركها توسلات هؤلاء وكأن هؤلاء المرضى ليسوا من البشر والأمم المتحدة ومن يتحدثون عن حقوق الإنسان ليسوا الا دمى يحركها العدوان ويشتري ضمائرهم ليستمر العدوان والحصار للشعب اليمني وتستمر المعاناة.
كارثة وشيكة
اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من وقوع كارثة وشيكة إذا استمر الوضع على ما هو عليه وان واحد من كل أربعة مرضى بالفشل الكلوي في اليمن يموتون نتيجة نقص الرعاية الصحية وأن نصف الوقت اللازم هو ما يتمكن المريض من الحصول عليه على جهاز الغسيل الكلوي وان إجمالي عدد المراكز التي تقدم خدماتها لمرضى الغسيل الكلوي وعددها 28 قد أغلقت وهو ما ينذر بكارثة وشيكة.
خطر الموت
معاناة مرضى الفشل الكلوي دفعت منظمات ومسئولين بالقطاع الصحي إلى التحذير من أن مرضى عديدين ربما يواجهون خطر الموت، إذا لم تتوفر لهم جلسات الغسيل والعلاجات اللازمة، وأفادت منظمة الصحة العالمية، ال، بوجود قرابة خمسة آلاف و200 مريض بالفشل الكلوي في اليمن معرضون للموت؛ بسبب نقص إمدادات غسيل الكلى، التي لا تكفي لتوفير 700 ألف جلسة غسيل مطلوبة سنويًا.
وأوضحت المنظمة أن علاج غسيل الكلى ليس فقط تحديًا للمرضى، ولكن أيضًا لمراكز غسيل الكلى، التي تحتاج إلى تمويل منتظم للبقاء على العمل.