عندما باعوا الجنوب والقضية!!
عبدالله الاحمدي
منذ، وعيت الواقع كنت مع الجنوب. استمعت لإذاعة تعز وهي ترسل اثيرها لمناصرة ثوار الجنوب. اشتركت في المظاهرات في تعز لمناصرة الثورة في الجنوب، وزعنا منشورات الجبهة القومية والتحرير، وظللت وفيا لقضية الجنوب بمناصرة دولة الاستقلال والدفاع عنها.
دخلنا السجون بتهمة مناصرة النظام في الجنوب.
وتصوروا كل هذا وانا لا اعرف ارض الجنوب، ولم تطأ قدماي ترابها، لكنه الشعور بإن الجنوب يمثل الانتصار لكل اليمنيين، وأن الخير يأتي دوما من الجنوب، كما قالت اروى بنت احمد الصليحي.
كنت اعتبر وكثير غيري أن الخلاص سيأتي من الجنوب، لكن ثبت أن ما يأتي من الجنوب هو شيء اخر.
قلنا إن الوحدة هي خلاصنا من العذابات والخيبات. وهذا كان اعتقاد الشارع في الشمال؛ أن الجنوب يحمل مشروعا، لكن ممثلي الجنوب غرقوا في مباذل عفاش، وتركوا اليمنيين في محنتهم، وفي الأخير لم يستطع الجنوبيون، حتى الدفاع عن أنفسهم بل تحولوا إلى مرتزقة، وخدم لعصابات عفاش، يتسابقون لخدمة مشاريعهم الخاصة، وكل واحد يتآمر على الآخر.
وظهر الحراك في 2007م وتفاءلنا خيراً، وتم دعم الحراك، وكان في الحراك رجال شرفاء، ومازالوا، لكن عفاش وعلي محسن شرشف اخترقوا الحراك بعملائهم من الجنوبيين.
ثم جاء العدوان واستقوى بعض الجنوبيين بالاحتلال، وقلنا من حقهم ان يقرروا مصيرهم، لكن معظمهم تحولوا الى خدم، وادوات للاحتلال. وبدلا من تحرير الجنوب وتقرير مصيره وفاء لقضيته الجنوبية ذهب معظم الجنوبيين إلى الارتزاق تحت راية الإمارات والمملكة السعودية.
تركوا الجنوب والقضية الجنوبية للاحتلال وأدواته وذهبوا للدفاع عن مملكة العهر السعودي وتنفيذ أجندات الاحتلال في الساحل الغربي.
عفاش اخترق الحراك المزيف والدنبوع اشترى الكثير منهم بالوظائف العامة والدبلوماسية.
والسعودية والامارات خلصت ما بقي منهم، ولم يبق الا القليل من الاحرار الممسكين بنار القضية، من امثال الزعيم باعوم والحراك الثوري الجنوبي، وقبائل المهرة الوفية التي تناضل ضد الاحتلال وادواته من المرتزقة والعملاء، وتقدم التضحيات.
أعداء الجنوب هم العفافيش والدنبوع وعلي محسن شرشف وأولاد الاحمر وعصابة الزنداني. هؤلاء استباحوا الجنوب، وقتلوا ابناءه وسرقوا ثرواته. واليوم نجد الكثير من الجنوبيين يقاتلون الشعب اليمني تحت قيادة هؤلاء اللصوص.
كان الاجدر بالجنوبي الذي يقاتل لحماية الحدود السعودية، وذاك الذي يقاتل تحت راية اولاد زائد في الساحل الغربي، كان الاجدر بهؤلاء ان يذهبوا لتحرير معبر الوديعة الذي يحتله هاشم الأحمر وعصاباته، والذي ينتقص من أبناء الجنوب. وكان جديرا بالجنوبي الحر أن يقف مع ابناء المهرة الذين يقارعون الاحتلال السعودي، ويقدمون التضحيات يوميا!!
معبر الوديعة التابع لحضرموت والذي يدر على هاشم الأحمر يوميا نصف مليار ريال. هذا المبلغ يستحقه أبناء الجنوب الذين يتسولون على أبواب امراء الخليج والسعودية وليس عصابة هاشم الأحمر.
مؤخراً قال هاشم الأحمر في تهديد واضح لأبناء الجنوب : ( الذي سيخرج هاشم الأحمر من المعبر لم تلده، امه ولم يخلق بعد… )
عفاش والدنبوع والزنداني والاحتلال ميعوا أبناء الجنوب، ونشروا التطرف والرذائل والمخدرات والفسق في أوساط الجنوبيين، وخاصة في عدن، من أجل مسخهم والسيطرة عليهم. ومن رفض العمالة مصيره السجن او القتل.
يقال ان 70% من السفراء هم جنوبيون من الذين ميعهم الدنبوع، واشتراهم بأثمان رخيصة.
آخر العملاء بن دغر باع الجنوب والقضية وهرب، وشوهد في القاهرة وهو يشتري مصنعا للملابس بقيمة مئة مليون دولار.
المجلس الانتقالي الذي كنا نعول عليه كحامل للقضية الجنوبية هو الاخر تميع، وباع، وأصبح يتأرجح بين عمالته للإمارات والسعودية، وأصبح بدون قيمة، حتى انه لم يستطع إقامة احتفالية في ساحة العروض بمناسبة ذكرى الاستقلال، بعد أن منعه الحاكم العسكري الاماراتي وهكذا من يبيع نفسه لا يستطيع الفكاك من العبودية.
الجنوب الذي كان قلعة للثورة والتقدم والاشتراكية وقبلة للأحرار من كل أرجاء العالم تحول إلى وكر لقوى التطرف والإرهاب ومركز للقاعدة وداعش، ووصل الأمر بالاحتلال إلى اختطاف الفتيات العدنيات وإرسالهن إلى فنادق الدعارة في ابو ظبي ودبي. لقد صب الاحتلال السعو/ اماراتي كل احقاده الدفينة ضد الجنوب وضد اليمنيين عموما، وزرع الأحقاد الطائفية والمناطقية من اجل تمزيق البلاد ونهب ثرواتها، وعلى رأسها النفط والغاز، وإدامة بقاء الاحتلال جاثما على صدور الشعب.
كل هذا ليس مستهجنا في ظل الاحتلال وسفالة ادواته، لكن يبقى في الجنوب احرار يتصدرون مشهد النضال ضد الاحتلال وأدواته المحلية.
الآن مشاورات جنيف بين أنصار الله وأدوات الرياض غاب فيها الجنوب، بما فيه الانتقالي الذي غيب الجنوب ورهن قضيته للاحتلال.
الانتقالي كان خدعة استخدمه الاحتلال لحشد مقاتلين لبيعهم للسعودي والاماراتي ليدافعوا عن حدود السعودية، وليقتلوا اليمنيين في الساحل.
الانتقالي أصبح لعبة بيد الاحتلال، وخاصة الإماراتي، وبهذا، الانتقالي -الفقاعة -ضاعت القضية الجنوبية.