على طاولات السويد

 

سعاد الشامي

هيا نذهب بسعة عقولنا إلى السويد حيث يتفاوض الفريقان ويتساجل الطرفان، ولا نحشر أفكارنا في الزاوية الضيقة للحقيقة.
انظروا معي إلى ذلك الفريق الذي شد رحاله من أرض الوطن حاملا لمشروع الكرامة وراية الشموخ الناصعة والمشرقة، ومحملا بحقائب الأوجاع المتكدسة على جسد اليمن السعيد الجريح بلون دم أبنائه المهدور وأنين الجرحى والمرضى وصراخ الجياع وآهات الثكالى ونداءات الأسرى ودموع الأطفال المنسكبة على لوحات الخوف والهلع وكل صور الحقوق المسلوبة..
ولا تشغل أنظاركم تلك الطاولات بتصاميمها العصرية المزخرفة ؛؛ ووجهوها باتجاه قبلة ذلك الاسم الضارب في جذور شجرة المفاوضات “محمد عبدالسلام” رجل التحدي وصادق الكلم ؛ فصيح اللسان ورابط الجأش ؛ ماضي العزيمة وسديد البرهان؛ ولكم أن تتنفسوا معه الحرية كلما زمجرت من لسانه وساجلت وناضلت وأطلقت الحجج الدامغة والرؤى الصادقة كصواريخ باليستية بشعور وطني مخلص يجسد قضية الواثق ببرهان دعوته وعدالة قضيته والتي تهتز لها مشاعر الوفاء وتغرد لها خواطر الآمال كلما زادت في تشخيص مناطق الوجع اليمني لتصف لها الدواء المناسب بما وهبها الله من قبس الإيمان وما نفخ فيها من روح البيان.
والآن أنصحكم بلبس النظارات العاكسة حتى لا تتأذى أبصاركم من شعاع التلوث البشري كلما طالعتم الطرف الآخر باتجاه كهنة الخيانة وقد نصبها الأعداء أصناماً شكلية للحوار بعد أن وقفت مطامعهم على شفا اليأس وكادت تقطع أمام أعينهم خيوط الرجاء..
فهناك سترون قطعاناً بشرية طأطأ الذل صلعاتها واستسلمت لنوازع الشر فتمكن الباطل في قلوبها وتسلط التبلد على عقولها، فأتت إلى السويد تحمل للوطن غائلة الشر ،، وفي صدورها تدب عقارب السوء ،، وقد ضاقت قاعة المفاوضات بجيفة أنفاسها وهي تتصاعد بشهيق العار وزفرات الخنوع ،، ولا يحرك ألسنتها سوى لواعج الشوق إلى الإنبطاح وتباريج الحنين إلى حضن الوصاية الخارجية.
وهناك شتان بين لغة الشموخ ومفردات الانحطاط، فكلمة الحق هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى والله لا يهدي كيد الخائنين.

قد يعجبك ايضا