مشكاة الضياء

شعر/ حمير العزكي

طه بنورك أحرفي تتباهى
ويفوح كالزهر الندي شذاها
تتلألأ الكلمات في أفق الرؤى
حسناء زيّن وجهها وكساها
مولاي نور النور مشكاة الضياء
وربيع وجه الكون ليس يضاهى
مولاي تعشقه الفضيلة والهدى
سُوَر بحضرته المحب تلاها
والعالم المرسوم لوحة تائهة
في البؤس أطّرها الأسى وطواها
يتنفس الصعداء يشهق عائدا
من موته يَسلُ الحياة قِرَاها
طه حياة الكون سر وجوده
ما حجمها كلماتنا وعساها
ستظل حائرة تُعاقِر عجزها
وترى ضآلتها بحضرة طه
شمس الضحى بدرالسما هام العلى
فجرالدجى روحي فدى مولاها
طه بمولدك الخلائق صافحت
كف الهدى مدت له يُمناها
واستبشرالحق المبين بنوره
وتهافتت ظُلَم الغوى وشقاها
وتبسم الأقصى وشارك فرحة الـ
بيت العتيق معانقا لسناها
كل الرسالات احتفت بختامها
وتمامها واستقبلت أسماها
في يوم مولدك العروش تزعزعت
والنار مات لهيبها ولظاها
اهدى ربيعك للحياة ربيعها
وتفتقت أزهارها ونداها
طه هنا وعلى يمينك أمة
نفضت غبار شقائها وعناها
يمنية فازت بمدحك والثناء
وبها أشاد أخوك دون سواها
شرفت بعترتك الكرام فأشرقت
بعلومهم خيرا يعم رباها
من سبطك الهادي الى بدرالهدى
وابنيهما نفس وما زكاها
عمرت بتقواها القلوب ولم يكُ
لفجورها حظ مع تقواها
من يوم نبأك الخبير وهم لنا
سبل النجاة اذا ادلهم دجاها
قرناء قرآني ونور مسيرتي
والعروة الوثقى التي أرضاها
ميراث علمك قبضة من نورك الـ
ـأزلي يهدي كل فجرٍ تاه
طه وللعدوان ألف حكاية
صاغ الدمار فصولها وحكاها
وقف اليمانيون مثل جبالهم
شم الأنوف يطاولون علاها
صمدوا فأعيا المعتدين صمودهم
وتساقطت أرتالهم وقواها
منك استمد المؤمنون ثباتهم
يا سيدي فيك المحب تماهى
طه هنا بك نحتفي فالمولد الـ
ـنبوي ذكرى في القلوب صداها
ذكرى لرحمتك التي أهديتها
للعالمين وقد بلغت مداها
ذكرى لعزتك التي علمتنا
وبها رفعنا في الحياة جباهَ
ذكرى اعتزاز المؤمنين بدينهم
(لبيك طه) تملأ الأفواهَ
ذكرى بها البشرى لأمة أحمد
وتغيظ كل خصومها وعداها
طه عليك الله صلَّى دائماً
أبداً صلاةً وحده أحصاها
وعلى أخيك وآل بيتك كلهم
عشق الحروف ووجدها وهواها.