عبدالجليل الرفاعي
كالسَّيلِ يَجرِفُ مَن لِلثَّائرِ اعتَرَضَا
فِي شَهرِ أيلُول شَعبُ الحِكمَةِ انتَفَضَا
وثَارَ يَطرُدُ مَن بَاعُوا ضَمائِرَهُمْ
وَأصبَحُوا لِحُثََالَاتِ الوَرَى غَرَضَا
وَهَبَّ يقتَلِعُ الأشرَارَ مِن بَلَدٍ
فِي رَكبِ أحفَادِ خَيرِ الأنبِيَاءِ مَضَى
فَلَا يُبَالِي بِأمرِيكَا وسَاسَتِهَا
وَلَا بِمَن نَحوَ إسرَائِيلَ قَد رَكَضَا
فِي شَهرِ أيلُول فِي رَكبِ ابنِ فاطِمَةٍ
ثُرنَا عَلَى كُلِّ ذَيلٍ لِلعِدى فُرِضَا
ثُرنَا عَلَى الظُّلمِ أعلَنَّا تَمَرُّدَنَا
لِنَسحقَ الجَهلَ والآفَاتِ والمَرَضَا
ثُرنَا عَلَى الجِبتِ لا نَخشَى جَلَاوِزَةً
مَهمَا استَبَاحُوا دَمَاً لِلظُّلمِ قد رَفَضَا
فَنحنُ صَوتٌ أتَى يَفرِي جَمَاجِمَهُم
هَيهَاتَ يُقمَعُ شَعبٌ هَبَّ وَانتَفَضَا
هَيهَاتَ يَهدأُ صَوتٌ جَاءَ مُنتَقِمَاً
لِضَيغَمٍ فِي دَهَالِيزِ السُّجُونِ قَضَى
هَيهَاتَ يَسكُتُ صَوتٌ ثَارَ مُنتَقِدَاً
لِكُلِّ طَاغِيَةٍ لِلعَهدِ قَد نَقَضَا
هَيهَاتَ يُخمَدُ صَوتٌ ثَائِرٌ خَرَجَتْ
بِهِ الجَمَاهِيرُ فِي صَنعَا وَفِي حَرَضَا
هَيهَاتَ يَرجِعُ عَن أهدَافِ ثَورَتِهِ
شَعبٌ أتَى الجِبتَ والطَّاغُوتَ مُعتَرِضَا
لَا بِالحَدِيدِ وَلَا بِالنَّارِ تُركِعُنَا
سِياسَة ٌأحرَقَت شَعبَاً لَو انقَرَضَا
فَلَنْ يَذِلَّ وَلَوْ ذَاقَ التَّوى فَلَقَدْ
أبَى الخُضُوعَ لِمَن لِلظُّلمِ قَدْ مَحَضَا
مَن أَحرَمَ النَّاسَ مِنْ عَيشٍ يَلِيقُ بِهم
فَكَم هِزَبْرٍقَضَى فِي بَيتِهِ حَرَضَا
مَن أَرهَقَ النَّاسَ خَوفَاً مِنْ تَحَرُّكِهِم
بِثَورَةٍ تَسلبُ الطَّاغُُوتَ مَا قَبَضَا
وتَستَرِدُّ حُقُوقَاً طَالَمَا نُهِبَتْ
مِن حَاكِمٍ بِاسمِ شَعبِ الحِكمَةِ اقتَرَضَا
فَاَنهَكَ الشَّعبَ فِي تِلكَ القُرُوضِ عَلَى
مَرِّ الزَّمَانِ فَعَانَى ثِقلَهَا مَضَضَا
واليومَ بَعْدَ عُقُودٍ مِنْ تَجَرُّعِهَا
لَنْ يَقبَلَ الشَّعبُ مِن أعدائِهِ عِوَضَا
فَلَمْ يَعُدْ لُقمَة ًلِلوَحشِ سَائِغَة ً
فالشَّعبُ لِلعِزِّ بَعدَ الضَّيمِ قَد نَهَضَا
وَفِي رِكَابِ ابنِ بَدرِالدِّينِ هَبَّ إِلَى
كُلِّ المَيَادِين فِي أيلُول وانتَفَضَا