شعر/ عبدالجليل الرفاعي
مسكٌ تَضَوَّعَ في الوجودِ نديَّا
لمَّا أتيتَ إلى الوجودِ نبيِّا
يا خيرَرسْلِ اللهِ ياعلمَ الهدى
لولاكَ ما فتِئَ الوجودُ شقيَّا
أنتَ الذي لولاكَ ما أمِنَ التَّوى
أحدٌ ولا جاز َالصراطَ سويَّا
كانَ الوجودُ بجهلهِ متخبِّطاً
فبُعثتَ نوراً في الوجودِ سنيَّا
أخرَجْتَهم مِن غيِّهم وضلالهم
وجَعلتَ أعتى الظالمينَ تقيَّا
أنقذتهم مِن جهلهم وهديتهم
فغدا بنورك كلُّ مَيْتٍ حيَّا
أفلا يحقُّ لنا السرورُ بمولدٍ
قد جِئتَ فيه إلى الوجودِ نبيا
فَلَأنتَ أكبرُ فرحة ٍبحياتنا
ليلاً نهاراً بكرة ً وعشيَّا
إنَّ الوجودَ بما حوى مِن عَالَمٍ
بِكَ قد غدا بالإحتفال حفيَّا
أنت الرسولُ إلى العوالمِ كلِّها
إنساً وجنّاً جئتَهم مهديَّا
أُرسلتَ يا طه إلينا رحمة ً
بِرسالة ٍمُلئت هُدىً نبويَّا
وبُعِثتَ للدنيا رسولاً خاتَمَاً
فنسفتَ مُلْكَاً ظالماً همجيّا
عاملتَ كلَّ النّاس وِفقَ عدالةٍ
لم تنتقصْ مِن أيِّ فَردٍ شيئا
وأعدتَ للنفس الأبيّةِ مجدَهَا
لا الأعجميُّ يُحقِّرُ العربيا
حاشا ولا العربيُّ يظلمُ غيرَه
ما كانَ شرعُ محمدٍ نظرِيَّا
بل كان حُكْمَاً نافذاً بينَ الورى
حُكْمَاً يُقاضِي السّيدَ القرشيَّا
حُكْمَاً يُساوِي في سَمَاحَة ِعدلِه
بين الخصومِ ولمْ يَكُنْ هَزَلِيَّا
هُوَ حُكمُ جبَّارِ السَّما بينَ الورى
ما كان حُكْمَاُ مُفترىً بشرِيَّا
يا خيرَ مبعوثٍ بأعظمَ مِلَّةٍ
لِلعالمينَ ولمْ تَكُنْ قَومِيَّا
ما جِئتَ مَبعوثاً لِقومٍ وحدَهُم
حتّى تكونَ لِأمَّة ٍحصرِيَّا
بل جِئتَ للدّنيا نبيّاً منقِذاً
وجعلتَ بعدكَ للأنامِ وصيَّا
بلّغتَنا ديناً حنيفاً قيِّمَاً
ونصبتَ بعدك في الغديرِ عَليَّا
وبك ازدهت كلُّ البسيطةِ واحتفت
وغدا بمولدك الوجودُ نديَّا
فلبئس نفسٌ أعرضت عن أحمدٍ
وغدت تُوالي شيخَها النَّجديَّا
وتقول أنَّ ربيعَ أضحى بدعة ً
حتَّى يكونَ محمدٌ مَنسِيَّا
خابت مساعيهم وخابَ لسانُهم
سيظلًّ ذكرُك في الوجودِ عَليَّا
وستفرحُ الدُّنيا بمولدِ أحمدٍ
ولَسوفَ يَصلى شيخُ نجدٍ غَيَّا
ستظلُّ في أرواحِنا ونفوسِنا
في كلِّ يومٍ ٍيا محمدُ حيّا
إنَّا نحبُّك يا حبيبَ قلوبِنَا
ولذا احتفلنا بالنَّبِيِّ سَوِيَّا
إنَّ النبيَّ بيومِ مولدِه احتفى
ما عادَ هذا الإحتفالُ خَفِيَّا
مُذْ صامَه خيرُ الأنامِ معلِّلاً
عن صومِ هذا اليومِ أسبوعيّا
يومٌ ولدتُ به يقولُ محمدٌ
أفلا نُسَرُّ بأحمدٍ سنويّا
ما للعقولِ أضلَّها شيطانُها
حتى تُعارضَ أحمداً رسميّا
وعلى المنابرِ تدّعي إسلامَها
ولقد أذاعت نهجَها الأُمَويّا
إسلامُها فيهِ النِّفاقُ مُبيّتٌ
بعضٌ لبعضٍ أصبحوا ظِهرِيّا
لِيُصَدِّروا للنّاس آفةَ فكرِهم
ويُضَلِّلُوا المُتَسنِّنينَ مَلِيَّا
لَبِسُوا عبَاءَة شيخِ دينٍ زاهدٍ
يُفتي فيحسبُه العوامُ وَلِيّا
لكنَّهُ شَيطانُ مكرٍ كاذبٌ
لله أصبحَ والرسولِ عَصيّا
فتنبَّهُوا يا قوم مِن أفكارِهم
لا تسمعوا شيخاً لَهُم نَجديّا
فالسمُّ في أفكارهم مُتوَغِّلٌ
مَن ذَاقَه ذاقَ التَّوى مَغشِيَّا
باعُوا لِشيطانِ الرِّياضِ نفوسَهم
فغدا الفقيهُ مُفكِّراً عربيَّا
لا هَمَّ للشّيطانِ في نجدٍ سِوى
حربِ النَّبيِّ مُحمدٍ يوميّا
أوَ مَا رأيتم فِعلَهم ببلادنا
وشيوخُهم أفتوا لهم عَلنِيّا
أوَ بعد َهذا يَخدعُون عوامَكم
حتَّى تَظنُّوا شيخَهم سُنِّيّا
فيرَوِّجُونَ لكم خباثةَ فكرِهم
حتَّى تُوالوا أحمداً صوريّا
ويفرِّقُونَ المسلمينَ طوائف
لَيقاتِلَ المُتسنِّنُ الشِّيعِيَّا
ولِينعمَ المحتَلُّ بالأمن الذي
حلُمَ اليهودُ بهِ ولو وَقتيّا
هُمْ كاليهودِ ولو بَدوا في حُلَّةٍ
تَخِذَت مِن الإسلامِ زُورَاً زَيّا
أفعالُهم فضحَتهُمُ ونفاقُهم
أضحى لكلِّ المسلمينَ جَليّا
يا سيِّدَ الكونين عُذراً إنَّني
سدّدتُ سَهماً للعِدى بدريّا
أشفي غليلي مِن عِداك وإنّني
سأظلُّ أفضحهم ضحىً وعشيّا
حتَّى يَبِينَ نفاقُهم لِأولي النُّهَى
ويطلَّ يومٌ وعدُهُ مأتيّا
عذراً أبا الزهراء إنّي شاعرٌ
عَشِقَ النَّبيَّ ونهجَه النبويّا
ولذا فإني للنفاقِ محاربٌ
مهما بدا شيخُ النِّفاق عَتيّا
في يوم مولدك السعيد يهزني
شوقٌ لأبلغَ قبرَك المُضريّا
فأشُمَّ قبراً ضمَّ خيرَ مُبَلّغٍ
وأظلَّ عبداً للنبيِّ وفيّا
وأُقبِّلَ القبرَ الشَّريفَ تَبَرُّكَاً
وأكونَ عند المصطفى مرضيّا