الأحرار في مواجهة أرباب الكفر والإجرام
نوال أحمد
في زمن الخضوع والخنوع وزمن الركوع والقهر والإذلال ، في هذا العصر الذي بغى فيه المستكبرون على أمتنا ، في هذا العصر الذي أصبح فيه الجلاد الأمريكي ، هو من يوجه سياطه على كثير من شعوب الأمة العربية والإسلامية في زمن اللامبالاة العربية ، وفي هذا الوقت الذي رأينا فيه السكوت والصمت العربي لكثير من الشعوب ، أمام حكامها الأعراب والعملاء المتاجرين بدماء الأمة العربية والإسلامية تحت مسمى الدين وخدمة المسلمين ، الذين نراهم وهم يسارعون في الولاء والطاعة لآلهتهم الجديدة ترامب ذلك الأمريكي الأحمق ، الذي قال بلسانه مجاهرا ، أنه سيحارب الإسلام المحمدي ، ويضع إسلاما آخر للمسلمين ، إسلاما ترضاه نفسه ويرضي به سيده الإسرائيلي ..
إسلام الإرهاب ، إسلام فيه يقتل المسلمون ، إسلام سفك الدماء المسلمة ، إسلام امريكي يهودي تكون فيه الأمة الإسلامية مستعبدة مقهورة ومعذبة تحت السياط الأمريكية اليهودية ،إسلام يكون الإله فيه هو الإسرائيلي ، ورسوله الأمريكي ودعاته هم بني سعود وبني زايد وأعوانهم القاعدة وداعش، ومن هنا وأمام كل هذه التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية في دينها ومعتقداتها ، ومن أمام كل هذه المتغيرات التي تعصف بالمنطقة العربية والإسلامية ، وأمام كل هذا الذل والهوان السائد في عالم الإسلام من هنا ينهض الأحرار ليقولوا كلمتهم ، ويحملوا مسؤوليتهم وليكون لهم موقف ثابت مترسخ بالقيم والمبادئ ، موقف حق مدعم بالأسس والروابط الإسلامية الأصيلة نهض الأحرار بقوة الإيمان والإرادة الصلبة ، ليقولوا لا في زمن سيطر واستحكم البغي والباطل والذلة والهوان بأمتنا …
من هنا نهضت أمة القرآن ، لترفع كلمة الله عاليا ، ولتعيد الناس لما جاء به رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، وللتمسك بنهجه والمضي على ما مضى عليه ، لتحيا الأمة من جديد بعد ما أماتها وألجم ضمائرها خدام اليهود ..
من يمن الإيمان والحكمة، ويمن العزة والكرامة، وبفضل توجيهات القيادة القرآنية ، استلهم الشعب عزته وكرامته، متسلحا بإيمانه وثقافته القرآنية التي أبطلت كل زيف أدعياء الإسلام ، وتوجهوا مع الله في مسيرة قرآنية خالدة وعظيمة ، مفتاحها الجهاد وبابها الكرامة ، وسقفها التوكل على الله و العون والسداد والتمكين والنصر من رب العالمين ، ومضوا بحصن الله الحصين ، بسلاح الإيمان وسلاح الحديد للدفاع عن الدين والمستضعفين ولإعلاء كلمة الله ، أمام من يحاربون الله ورسوله وكتابه مضوا بقلوب مطمئنة مع الله واثقة بنصر الله ، باحثين عن الكرامة في زمن أهدرت فيه الكرامة ، وليقيموا العدل في زمن الظلم والقهر والإذلال ، مضوا رافعين راية الحق ، مستجيبين لله ولتوجيهاته (وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) من هذا المنطلق توجه رجال الله ، لنصرة دين الله ، ولإحقاق الحق وإماتة الباطل ، مضوا وكلهم شوق للجهاد في سبيل الله ، باذلين الأرواح والمهج ، لنصرة دين الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ، انطلقوا بكل إيمان وصبر ، وإقدام لملاقاة عدو الله وعدوهم لا يخافون في الله لومة لائم فكان الله داعمهم وحاميهم وناصرهم ، ومن تلك العزائم المدعمة بقوة الله ، والمعززة بجبروت وبأس من الله ، أزهقوا الباطل ، وكشفوا الحقائق للأمة ، وكسروا شوكة المعتدين ، وجرعوا أعداء الله المستكبرين وأذيالهم كؤوس الهزائم .
من هنا ومن يمن الإيمان ، أظهر الله الرجال الصادقين المؤمنين ، من أعاروا لله الجماجم ، وباعوا من الله الأنفس ، فكانوا وبحق هم جنود الله وأنصاره ، واستحقوا النصر والتمكين والغلبة من الله ، حفظوا لهذه الأمة ماء وجهها ، وأظهروا للأعداء قوة الإيمان والإرادة التي لا تلين ولا تستكين ، فكتبوا في وجه السماء ، عهد من دماء ، أن لا تراجع لا استسلام لا هوان ، طالما أنه لا زال يوجد في هذه الدنيا كفر وظلم وظلام فلأجل دين الله ترخص الأرواح ، وتبذل الدماء ، لينصر الدين ويهزم فلول الكفر وتسقط عروش المستكبرين ، ..
وإن العزة لله ولرسوله والمؤمنين ، والغلبة والنصر والتمكين للمجاهدين ، والذلة والهوان والخزي للظالمين ووعود الله الصادقة نراها تتحقق على أيادي المؤمنين ، سلام سلام لرجال عشقوا الحرية ، وكان لباسهم لباس الحرية والكرامة والإباء ، وهم يناصرون الدين والقضية ، ويدافعون عن أرضهم وأعراضهم ، وخلاصة القول هنا: إن ينصركم الله فلا غالب لكم.