نفاق الأمم المتحدة وموقفها من جرائم العدوان
زيد البعوه
تصريحات هزيلة وتقارير تفتقد إلى المصداقية ومواقف إعلامية جوفاء لا اثر لها في الواقع على مدى أربع سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن تعاملت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية مع الجرائم التي يرتكبها العدوان بشكل مخز لا يرقى إلى أن نطلق عليه اسم عمل إنساني، فـعلى الرغم من جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتدمير الحصار وقتل الأطفال والنساء إلا أن الأمم المتحدة تتعامل مع كل هذا بشكل يكشف مدى نفاقها وارتزاقها ومتاجرتها وعدم مصداقيتها ..
وقد لاحظنا من خلال التقرير الأممي الأخير بخصوص جرائم العدوان انه جاء بطريقة هزيلة حيث لم يتضمن إلا بعض الجرائم بشكل جزئي يعبر عن حالة الحرج التي تعيشها الأمم المتحدة حيث أنها اليوم في وضع لا تحسد عليه حيث ان جرائم العدوان وضعت مصداقيتها على المحك لهذا كان التقرير الأخير عبارة عن استعراض إعلامي لا اقل ولا أكثر ،ولذا فإنه لن يبنى عليه أي مواقف على الواقع كما عهدناهم منذ بداية العدوان..
ومن أبرز الأشياء التي ذكرت في التقرير هو قول الأمم المتحدة أن التحالف حسب قولها ارتكب جرائم ترقى الى جرائم حرب على الرغم من أن ما ارتكبه العدوان من جرائم بحق الشعب اليمني في الأسواق والطرقات والمستشفيات والمدارس وصالات العزاء والاعراس كلها جرائم حرب وان لم تكن كذلك فكيف تكون جرائم الحرب؟ هل ينتظرون حتى يقتل الشعب اليمني جميعاً ثم يعترفون بعدها أن ما حصل جرائم حرب؟..
قد يعتبر البعض أن التقرير الأخير للأمم المتحدة بخصوص جرائم العدوان تقرير ايجابي وقوي عكس السابق رغم انه ليس كذلك حتى وان كانت اللهجة فيه هذه المرة مختلفة، إلا أن الحقيقة تقول ان حجم الجرائم التي ارتكبها العدوان مؤخراً في ضحيان والدريهمي فرضت على الأمم المتحدة أن تبرر لنفسها – وليس فقط للعدوان – حالة الصمت المطبق الذي وصل مداه إلى أربع سنوات حتى أن الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها أمام العالم وصارت محط سخرية وانتقاد الناس في مختلف الدول مما اضطرها لاتخاذ موقف إعلامي ليس له أي أبعاد فعلية على الواقع..
ورغم هذا كله إلا أن الشعب اليمني لم يراهن يوماً لا على مجلس الأمن ولا على الأمم المتحدة ولا على أي منظمة حقوقية او إنسانية، فجميعهم غرقوا في دماء أطفالنا وتم شراؤهم بالمال السعودي بما يتوافق مع توجهات وسياسات البيت الأبيض، وهذا ما يحصل بالفعل و لقد استطاع اليمن ان يعري المجتمع الدولي بشكل عام ويظهرهم على حقيقتهم بكل توجهاتهم وأعمالهم حقوقياً وإنسانياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات نحيث اثبت الشعب اليمني ان الجميع شركاء في كل جريمة يرتكبها العدوان في اليمن، حتى الصمت يعتبر موقفاً، فما بالكم عندما يكون هذه الصمت أممياً وإنسانيا متعمداً ،يعتبر جريمة أكبر وأخطر من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن.