من وعي وقيم ومشروع محاضرة السيد القائد في ذكرى يوم الغدير عام 1439هـ
عبدالفتاح حيدرة
بينما كان العالم منتظرا بلهفة حديث وكلمات وموقف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات في الحرب وتطورات الأحداث السياسية والعسكرية والمفاوضات، فجعلها السيد محاضرة تثقيفية وتعريفية بيوم الغدير والولاية لكافة الناشطين والإعلاميين والسياسيين والمتدينين التدين المعارض ليوم الولاية، والاهم من ذلك إنه جعلها محاضرة تثقيفية وتعرفية لكافة ضباط وأفراد أجهزة مخابرات دول العالم المهتمة برصد وتوثيق كلمة أو خطاب السيد عبدالملك بالإضافة إلى تثقيف وتعريف كافة الضباط والأفراد والكتاب والصحفيين والمحللين التابعين لقوى العدوان والغزو والاحتلال الذين تابعوا بشغف كلمة السيد القائد بمناسبة يوم الولاية..
الحقيقة هي ان كلنا كنا منتظرين حديث السيد عبدالملك حول الأحداث الراهنة وآخر التطورات، وأنا أول الناس، ولكن حكمة الوعي بالمعنى الحقيقي ليوم الغدير، وحكمة التمسك بقيم الهداية الربانية، وانتهاج منهج مشروع الولاية لله ولرسوله وللإمام علي ومن والاهم، لا يمكنها أن تفوت مثل هكذا يوم وهكذا مرحلة من دون ان تقوم بواجبها لتثقيف وتعريف الناس كافة بأهداف ومعاني وأهمية يوم الغدير ويوم الولاية للإمام علي – عليه السلام -، ولقد استخدم السيد القائد في تعريفه هذا وتثقيفه للناس في محاضرته الأخيرة اليوم حول يوم الغدير ويوم الولاية، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله، بعد عودته هو والحجيج إلى غدير خم وألقى خطبة الولاية في الناس هناك وأشهدهم على ذلك، بعد ان نزل عليه الوحي يحثه على الإبلاغ بذلك ..
السيد القائد عبدالملك وضح وثقف وعرف الناس، وشد انتباه العالم كله ليسمع ويعي ويعرف أن يوم الغدير مناسبة عظيمة الشأن وبالغة الأهمية ويجب إدراك أهميتها من النصوص القرآنية بقوله تعالى (يا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرينَ) وقوله تعالى من نفس السورة ” الْيوْمَ يئِسَ الَّذينَ كفَرُوا مِنْ دينِكمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ واحشون الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكمُ الإِسْلامَ ديناً)، وهذا الإبلاغ السماوي يعد إعلاما نهائياً لنا جميعا بالتمسك والإتباع والاستيعاب من اجل أن يكتمل ديننا، وان ما سيحفظ لنا استمرارية الاتصال بمصدر الهدي القرآني هو مبدأ الولاية، الذي إذا غاب هذا المبدأ غاب الدين الإسلامي بكله..
وكذلك تأتي أهمية يوم الغدير من البلاغ الذي أعلنه رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله في يوم خطبة حجة الوداع، في 18 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في منطقة يقال لها غدير خم، والتي فيها نصب عليه الصلاة والسلام وعلى آله الإمام علي (عليه السلام) وليا من بعده قائلا للناس ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّ اللطيف الخبير نبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) ثم أخذ بيد الامام علي (عليه السلام) قائلا: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب)، وهنا تأكيد على أن دور الإمام علي – عليه السلام – كان دورا من مبدأ الولاية وليس من مبدأ النبوة ..
في هذه المحاضرة القيمة أكد وعي وقيم ومشروع السيد عبدالملك أن الشعب اليمني كان معتادا على أن يحتفل بهذه المناسبة على مر التاريخ بحكم هويته الإيمانية وتمسكه بمبادئ الإسلام، وان الأمة إذا فارقت مبدأ الولاية تصبح ضحية التضليل والتيه والتبعية والضعف والهوان، لأنها تنفصل عن مصدر الهداية، والإمام علي هو حلقة الوصل بين القيادة والهداية للأمة، وبالتالي فإن الولاية للإمام علي هي ولاية لهدى الله ورسوله وقيم كتاب الله ورسوله ومشروع سنن الله في التغيير ورسوله، وهذا هو الضمان الوحيد لتحرير الأمة، لأن الارتباط بمصادر الولاية يغلق كل نوافذ التضليل، وحين تبتعد عن أخلاق علي فأنت تبتعد عن الله وكتاب الله ورسول الله وحين تبتعد عن تحمل المسؤولية فأنت تبتعد عن الإمام علي ونهج الإمام علي.
وأكد السيد عبدالملك أن الشعب اليمني لم يتخلف عن الاحتفال بهذه المناسبة، إلا بعد أن دخل التضليل السعودي الوهابي إلى اليمن، ولم يبخل السيد القائد في توضيح أسباب كراهية النظام السعودي ليوم الولاية وذكرى يوم الغدير، إذ يقدم النظام السعودي الظالم المفسد الذي يرتكب أبشع الجرائم والمفاسد نفسه بثوب الإسلام، ويستغل الحج وسيطرته على مكة والمسجد الحرام كما فعل المشركون حتى خلال حياة الرسول، وان جميع الفئات التكفيرية تستغل العناوين الدينية لإضلال الناس وتحريكهم لصالح أمريكا وإسرائيل، وهذا هو ما يخالف كليا قيم وأخلاق وثوابت ودين وتقوى وإيمان وهداية الإمام علي – عليه السلام-