مرارة الخسارة
حمير العزكي
حتمية الخسران التي كفرت بها قوى العدوان السعودي الأمريكي وأذنابها من المنافقين المرتزقة المحليين، صار جميعهم اليوم يتجرعون مراراتها التي لم يخفف من وطأتها التجاهل ثم المكابرة فالتلميح و الحديث على استحياء ومؤخرا ضاقت بتلك المرارة صدورهم فانفجرت حناجرهم تضج بالبكاء والعويل، ولم يعد خافياً على كل ذي بصر وبصيرة حجم الخسائر الفادحة التي لحقت بقوى العدوان السعودي الأمريكي على كل المستويات وعلى رأسها الاقتصادية والسياسية والإنسانية، والتي تتناقلها المؤسسات والمراكز الاستشارية الدولية وتنشرها الصحف الأشهر عالميا ولكن للأسف الشديد لم تزل أبواق العدوان المستأجرة تنكرها من خلال السخرية عند الحديث عنها.
بلمحة سريعة في إحصائيات الإعلام الحربي اليمني وبزيارة خاطفة لأكبر المواقع الإخبارية الإلكترونية المهتمة بصفقات السلاح وتسريبات أجهزة الاستخبارات العالمية، يجد المتابع المهتم حجم خسائر العدوان الكبيرة في الآليات والمعدات العسكرية الباهظة الكلفة والعالية التقنية ناهيك عن كم الخسائر البشرية والتي مهما تكتم العدو عنها إلا أنه يضطر للإفصاح عنها عند التباهي بمن يسميهم الشهداء وعند التعريض بسخاء التضحيات ردا على المتذمرين من الأذناب المرتزقة والذين لا يفوتهم أيضا التصريح بكم خسائرهم البشرية الهائلة عند المزايدات التي تستأثر بالعلاقة في ما بينهم.
والمتشاركون لنخب مرارة الخسارة في هذا العدوان السعودي الأمريكي الغاشم خارجيا ومحليا على ثلاثة أصناف: خاسر اكبر و خاسر احمر و خاسر أقذر، فأما الخاسر الأكبر في قوى العدوان فهو الأمريكي الذي فشل مشروعه الاستكباري الساعي إلى السيطرة والهيمنة والوصاية على اليمن أرضا وشعبا وقرارا بالإضافة إلى تعزيز دور اليمن الإقليمي المقاوم والمناهض لسياساته الاستعمارية، وأما الخاسر الأحمر فهو النظام السعودي والذي تحمل نتيجة استحماره الحظ الأوفر من الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية وسيتحمل أيضا كل تبعات الخسارة الاستراتيجية التي ستقضي عليه لا محالة ويظل الخاسر الأقذر هو نظام الإمارات الذي حمل طموحا أكبر من حجمه ومارس أقذر الأعمال المشينة كقوات احتلال وهي أصغر بكثير من تمثيل هذا الدور.
أما الخاسرون من مرتزقة الداخل وينطبق عليهم ذات التصنيف السابق، فالخاسر الأكبر بينهم حزب الإصلاح الذي خسر الآلاف من كوادره بين قتلى وأسرى وجرحى على أيدي الجيش واللجان الشعبية والمئات على أيدي النيران الصديقة والعشرات اغتيالا وتصفية بالإضافة إلى فقدانه الحاضنة الاجتماعية والتعاطف الشعبي وأيضا عدم القبول به سياسيا لدى قوى العدوان والتعامل معهم كملف امني فقط وأما الخاسر الأحمر والأغبى فهو المرتزق الجنوبي الذي يخوض حربا لا ناقة له فيها ولا جمل فلم يسلمه المحتل الحكم في المحافظات المحتلة على كثرتها وانتهك حرماته وتحول إلى بيدق بلا قرار بل تحركه القوى التي ظل يشكو منها وأما الخاسر الأقذر والأفجر فهو المرتزق العفاشي الذي يسعى للعودة إلى الحكم على أكتاف وتضحيات غيره بل ويمارس ضدهم أحقر عمليات الابتزاز والمزايدة ولكنه سيتلاشى سريعا كما تلاشت هالة زعيمه الهالك.