*بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب:
*العدوان قصف المنشآت وأوقف الاستثمارات وتسبب في انعدام فرص العمل
أحمد المالكي
في الثاني عشر من شهر اغسطس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للشباب الذي يأتي للعام الرابع على التوالي واليمن تحت العدوان والحصار العالمي الكوني الغاشم الذي استهدف البشر والشجر والحجر، وخلف أوضاعاً معيشية واقتصادية صعبة، فرضها على اليمنيين عامة والشباب خاصة بإعدامه فسحة الأمل وفرص العمل واستهدافه المدارس والجامعات والمصانع والشركات، وتسببه في توقف الوظائف والمرتبات ومغادرة رؤوس الأموال، لتغدو البطالة والحرب ثنائية العدوان على الشباب اليمني، وتتلاشى التوقعات الاقتصادية التي كانت تتحدث عن انخفاض معدل البطالة إلى 16 % في نهاية 2015م وتذهب أدراج الرياح مع استمرار الحرب على اليمن، مسجلة ارتفاعا يصل إلى 36 % في اوساط الشباب اليمني .
خطر الاستقطاب
..الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تمر به اليمن، زاد الأمر صعوبة وضاعف من معاناة الشباب وجعل جلّ اهتمام الجهات المختصة الخروج من الأزمة الراهنة ومواجهة العدوان ، في ظل مخاوف من أن تمثل ظروف الحرب بيئة خصبة لاستقطاب الشباب من الجماعات المتطرفة لا سيما في المحافظات والمدن والمناطق التي تقع تحت سيطرة قوى وجماعات إرهابية تسمي نفسها “المقاومة” و”الشرعية” وتحتمي بقوات الاحتلال السعودي الإماراتي.
مؤشرات محلية
تقرير أممي حديث يشير إلى أن “معدل البطالة في اليمن يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا , ما يمثل خطورة على مستقبل الشباب , بالذات مع توقف عجلة التنمية في البلاد”.
وفي استبيانات محلية حديثة أجريت لقياس مشاكل وتطلعات الشباب اليمني اكد 70 % أن “مخرجات التعليم في اليمن لا تناسب سوق العمل” كما أيد 89 % أن “الازدواج الوظيفي سبب مهم من أسباب البطالة” بين الشباب في اليمن
وبحسب الاستبيان فإن فرص العمل لا تأتي مبكرة، فالأصغر سناً، ممن دون العشرين سنة، هم الأكثر بطالة بنسبة (85 %) بالمقارنة مع أولئك الذين تفوق أعمارهم 35 سنة (50 %)، ومن حيث النوع، فإن نسبة العاملين من الرجال (35%)، أكثر قليلاً من النساء (28 %)، ولا يمكن الجزم بطبيعة الحال أن هذه النسبة تعكس الوضع العام في اليمن.
انحسار الفرص
ويبدو كذلك أن “فرص العمل منخفضة” بحسب رأي 44 % من المشاركين في الاستبيان، الذين يعتقد 19 % منهم “أنه ليس لديهم فرصة عمل أصلاً”، وهؤلاء هم الأكثر تشاؤماً بين المشاركين.
وكذلك فإن العمل الحر، والقطاع الخاص، هما الأكثر تفضيلاً للعمل، بنسبة 29 % و28 % على التوالي.
وقال 19 % إنهم لا يفرقون بين أي من القطاعات، والأصغر سناً ممن هم دون العشرين سنة، هم الأكثر ميلاً لخيار العمل الحر بنسبة (34 %)، أما الذين تجاوزوا الخامسة والعشرين فإنهم الأكثر تفضيلاً للقطاع الخاص (31%).
آثار “الواسطة”
وللواسطة دور في التوظيف، سلباً أو إيجاباً، فقد أكد 32% من المشاركين في الاستبيان “أن الواسطة كانت سبباً في فقدانهم وظيفة يستحقونها،” وهذا التأثير كان سلبياً بشكل أكبر لدى الشباب من ذوي الفئة العمرية 25-29 سنة بنسبة (41 %)، كما أن هذا التأثير على الرجال (33 %) أكثر من النساء (25 %).
ويوافق 73% من الشباب على أن “الحصول على شهادة جامعية يمنح المزيد من الفرص للعثور على وظيفة”، في حين أيد 88 % ممن شملهم الاستبيان أن “البطالة تدفع بالشباب إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية”، فيما قال 67 % انهم عاطلون عن العمل بينما33 % قالوا ان لديهم اعمالاً.
احصاءات عالمية
ومن المتوقع أن تغدو نسبة الشباب في صفوف العمال الفقراء هي الأكبر، إذ كشف تقرير لمنظمة العمل الدولية أن 156 مليون شاب عامل يعيشون في فقرٍ مدقع أو معتدل. وسترتفع نسبة البطالة لدى الشباب الى 13.1 %، ما يرفع أعداد العاطلين من العمل من فئة الشباب الى 71 مليون شخص، مع تصدّر الدول العربية لائحة المناطق الأكثر بطالة في العالم، حيث وصلت نسبة بطالة الشباب إلى 30.6% مع بقاء فجوات كبيرة بين الجنسين ومعدلات عالية من العمال اليمنيين..
وكان عدد الشباب العاطلين عن العمل في العالم قد وصل مع نهاية العام 2016م إلى 71 مليون شاب وهو أول ارتفاع يُسجل منذ 3 سنوات. وبعد سنوات من التحسن، ارتفعت نسبة البطالة في صفوف الشباب من 12.9 % عام 2015م إلى 13.1 % عام 2016م لتبقى عند هذا المستوى عام 2017م وفق تقرير لمنظمة العمل الدولية بعنوان «الاستخدام والآفاق الاجتماعية في العالم 2016م: اتجاهات الشباب».