الثورة نت/..
اكتشف علماء معهد Dana Farber الأمريكي السبب الكامن وراء التأثير الضار لمهدئ شائع تناولته الحوامل في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وأدى لإصابة آلاف الأطفال بعيوب خلقية كبيرة.
ويعتبر دواء Thalidomide اسما مألوفا، ولكن العديد من النساء حملن أو أنجبن أطفالا دون أطراف أو مصابين بالتشوه، نتيجة تناول هذا الدواء خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
ولعقود، لم يكن أحد يعرف سبب تلك الظاهرة، ولكن العلماء سعوا خلال السنوات الأخيرة إلى البدء بحل هذا الغموض.
وتوصلوا إلى معرفة تأثير Thalidomide على جين “SALL4″، الذي يُعرف بدوره الأساسي في تطوير الأطراف أثناء الحمل، بالإضافة إلى الترميز لشبكة من السمات الأخرى.
وظهر Thalidomide لأول مرة في غرب ألمانيا عام 1957، حيث وُصف بأنه نوع من العلاج اللازم للـقلق والأرق واضطراب المعدة والتوتر.
كما استُخدم لـعلاج غثيان الصباح، وسرعان ما أصبح يُوصف دون وصفة طبية.
وبمجرد أن أصبح العقار منتشرا في ألمانيا الغربية، ولد ما بين 5 إلى 7 آلاف طفل بأرجل وأذرع مشوهة، وهي حالة تسمى phocomelia. كما لم يكن لدى البعض أطراف على الإطلاق.
وولد 100 ألف طفل آخرين مصابين بالحالة نفسها في جميع أنحاء العالم، حيث نجا 40% من أطفال ألمانيا الغربية و50% من المواليد في بلدان أخرى.
وفقدت الآلاف من النساء الحمل في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، وهي ظاهرة تعزى إلى هذا العقار أيضا.
وبحلول عام 1962، أصبح الدواء معروفا على نطاق واسع نتيجة الأعراض الخطيرة التي يسببها، وبدأ يختفي من رفوف البيع.
وفي الثمانينيات من القرن الماضي، أعيدت صياغة الدواء لعلاج أحد أشكال السرطان، يسمى الورم النخاعي المتعدد، عن طريق وقف نمو الأوعية الدموية المغذية للأورام.
وفي الوقت نفسه، ظلت العيوب الخلقية المخيفة الغامضة تشكل حاجزا أمام استخدامه وتطوير المزيد من العقاقير ذات الصلة.
والآن، بعد أن عرف العلماء جزء thalidomide المسبب للتشوهات الخلقية، أصبح بإمكانهم البدء في إعادة صياغة دواء مشابه، يمكن أن تكون له الفوائد نفسها في مكافحة السرطان، دون حدوث التأثيرات الضارة