تفاقم منظمة التجارة العالمية عدم المساواة ،حيث أن التجارة الحرة لا تعمل لصالح غالبية دول العام فخلال الفترة الأخيرة من النمو السريع في التجارة والاستثمار العالمي (1960 – 1998م)تفاقم عدم المساواة بدرجة هائلة سواء على الصعيد الدولي أو داخل الدول ،حيث تشير تقارير برنامج الأمم المتحدة الانمائي إلى أن أغنى20% من سكان العالم يستهلكون 87%من موارد العالم بينما أفقر 80% من سكان العالم يستهلكون 14%من موارد العالم فقط ،وقد سرعت قواعد منظمة التجارة العالمية هذه الاتجاهات من خلال فتح الدول للاستثمار الأجنبي، مما يجعل الأمر أكثر سهولة أن يذهب رأس المال إلى حيث اليد العاملة الرخيصة والتي يمكن استغلالها بسهولة، وبناءً على ذلك، تجسدت وسائل السيطرة للدول الرأسمالية بقيادة أمريكا في بنية النظام الاقتصادي الدولي اللا متكافئ من خلال تلك المنظمات الاقتصادية الدولية التي تعزز من التبعية الاقتصادية للدول الرأسمالية، حيث نتج عن التغيرات الإقليمية والدولية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية نظام عالمي جديد بمضامينه وأبعاده الاقتصادية والمالية والسياسية المبني على اقتصاد السوق وتقليص دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي، وتنامي دور الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الدولية، التي أخذت تفرض على الدول النامية سياسات وبرامج إعادة الهيكلة والإصلاح الاقتصادي، وعلى ضوء ذلك أصبح العالم مقسماً إلى قسمين، عالم متقدم دائن منتج للسلع ومستغل للغير، ويتضمن الدول الصناعية الرأسمالية بقيادة أمريكا، وعالم مدين مستهلك مستورد فقط مستغل، ويتضمن الدول النامية ومنها معظم الدول العربية والإسلامية بحيث يسعى العالم الدائن القوي المسيطر بمختلف الوسائل إلى جعل العالم المدين مسلوب الإرادة وتابعاً له، وفي سياق ذلك هناك العديد من الذين قالوا إن سقوط جدار برلين وانهيار الكتلة السوفياتية سيكون بداية لعصر جديد فيه نصر كامل للرأسمالية يسمح بحرية التنقل في جميع أنحاء العالم، يقول ماركوس المتحدث باسم جيش زاباتيستا للتحرر الوطني بالمكسيك: في الوقت الحاضر هذا الكوكب هو ساحة معركة في الحرب العالمية الرابعة ( كان يسمي الحرب الباردة الحرب العالمية الثالثة) الهدف من هذه الحرب هو الاستيلاء على العالم بأسره من خلال السوق، الأسلحة اليوم هي أسلحة مالية على الرغم من أن الملايين من الناس تشوه، تقتل كل لحظة، تلك الحرب التي تشن يهدفون من خلالها إلى تحويل العالم إلى سوق عمل واحدة كبيرة، بقيادة منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية ورئيس الولايات المتحدة كمجلس إدارة.
الكاتب والباحث/أحمد الديلمي