
المكلا / مجدي بازياد –
انتهت عملية الإعداد والتهيئة للاحتفاء بمناسبات الختايم الرمضانية بمحافظة حضرموت وقد بدأ الباعة يفترشون الساحات المحيطة بالمساجد التي ستقام فيها هذه الأمسية ويعرضون بضائعهم من لعب الأطفال والحلويات والمكسرات التي يصنع البعض منها خصيصا لهذه المناسبة إلى جانب نصب أراجيح للأطفال الذين يقوم أهاليهم باصطحابهم إلى تلك الساحات وهم يرتدون جديد الملابس الخاصة بهذه المناسبة وهناك يلعبون ويشترون الحلوى وتنتشر البهجة.
تبدأ (الختايم) بعد صلاة التراويح مباشرة وتنشد خلالها الابتهالات وتكثر فيها الأذكار والصلوات على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتختتم بالمواعظ وختم القرآن من سورة الضحى. ويحتفل (الصوفيون) بالختايم بمسيرة يصاحبها الضرب على الدفوف مع ترديد الأناشيد الدينية والابتهالات.
عادات وطقوس خاصة
(وللختايم) في حضرموت عادات وطقوس رمضانية جميلة تشتهر بها التجمعات النسائية وفي الختايم تحمل نسوة الطبول والمراويس وهي أدوات تستعمل للشرح والدق عليها والتنقل بين الحارات.
وتتلاءم عادة الختايم هذه مع ختم المساجد للقرآن الكريم وبتحديد يوم خاص لكل مسجد يحتفل به (والختايم) عادة تكون للمولود الجديد أو للعروسة في حضرموت.
ختايم المولود الجديد
اتفق أبناء مدينة المكلا على أن تأتي في ليالي رمضان فرقة نسائية جوالة أمام منزل المواليد الجدد أو العروسة وغالباٍ عند سماع هذه الفرقة النسائية الجوالة بين المنازل تدعى من قبل الأهالي (للتختيم) للمولود الجديد بترديد الأهازيج والأغاني الفرائحية المبشرة بمستقبل وسلامة المولود وإذا كان اسمه مثلاٍ احمد يرددن:
أحمد هات حقنا
أحمد من عند ربنا
أحمد بيض الله وجهك
أحمد وعساك بيض
أحمد ذي السنة ختمنا لك
وبالسلامة لإخوانك..
ويهتفن بأهازيج تراثية جميلة:
الصغير غلب ما يسير
قالت أمه هاتوا له بعير
الصغير سقط في الضيقة
قالت أمه هاتوا له بيضة
الصغير سقط في الرقاد
قالت أمه هاتوا له عضاد
وبعدها ينظرن إلى منزل أهل المولود ويرددن أهازيج المرح للمنزل وأهله فيرددن:
دار من ذه الجديدة
وإلا كسرنا الحديدة
دار من ذه محلاها
الله يعافي مولاها
هاتوا شويه شربة
وإلا كسرنا البرمة
وبعدها يعطى لهن مبلغ من المال بانتهاء ختايم المولود فيذهبن مودعات إلى بيت آخر ومولود جديد آخر
ليالي (الختايم)
أجواء أسرية تبرز في مدينة المكلا في شهر مضان الفضيل إذ تشهد المدينة عددا من الفعاليات الروحانية التي تقارب بين القلوب وتعد «ليالي الختايم» من أبرز تلك الفعاليات حيث يلتئم الماضي الغابر بالحاضر الجميل فترى أمام ناظريك شيوخاٍ ورجالاٍ وشباباٍ وأطفالاٍ في مدينة المكلا أسرة واحدة وهم يحتفلون بمناسبة عظيمة ينتظرونها كل عام بشوق ومنذ سنوات أتفق أبناء حضرموت على إقامة مناسبات فرائحية أيام وليالي شهر رمضان المبارك يلتم خلالها شمل الأسرة في ما يسمى «الختايم» وفي هذه الأجواء ينطلق بمدينة المكلا قطار (الختايم) الرمضانية فيبدأ من مسجد بايعشوت بالمكلا في الثامن من رمضان وحتى السابع والعشرين ختم قبة الولي يعقوب تلك المناسبات التي ينتظرها الصغار والكبار والتي تعد عادات قديمة دأب عليها أهالي حضرموت مند قرابة المئتي عام.
ويتم الإعداد والتهيئة للاحتفاء بهذه المناسبة من وقت العصر حيث يفترش الباعة في الساحات المحاطة بالمسجد الذي ستقام فيه هذه الأمسية عارضين بضائعهم من لعب الأطفال والحلويات والمكسرات التي يصنع البعض منها خصيصا لهذه المناسبة إلى جانب نصب أراجيح الأطفال.
تعزيز الوئام
إلى ذلك يقوم الآباء وبعض الأمهات والأجداد باصطحاب الأبناء والأحفاد إلى تلك الساحات وهم يرتدون الملابس الجديدة الخاصة بهذه المناسبة وأكثر ما يميز (الختايم) الأجواء الروحانية والأسرية التي تطغى عليها حيث تشهد لم شمل الأسر وصلة الأرحام على مائدة الإفطار فتجد المنازل المجاورة للمساجد مملوءة بالضيوف لتناول وجبة الإفطار والعشاء معا وهي مناسبة جيدة لتصفية النفوس وتعزيز الوئام بين أفراد الأسرة في الشهر الفضيل.
وقد أسهمت «ليالي الختايم» في تعزيز تلك الصورة ونحتها في أفئدة الصغار والكبار ليبقى رمضان ملاذاٍ للمكلا وأهلها بعد أحد عشر شهراٍ من التخبط في مشاغل الدنيا .
المسحراتي
يواصل المسحراتي جولاته الليلية بين أحياء وحارات مدن حضرموت لإيقاظ النائمين لوجبة السحور
المسحراتي محمد جمعان بن وبر تربى منذ نعومة أظفاره على مرافقة الجد جمعان مسيعان رحمه الله الذي كان يقوم بعمل المسحراتي في عهد السلطان عمر وكان يتجول في حي الحارة وحي السلام لتنبيه الناس بقرب موعد السحور بالتطبيل وترديد بعض العبارات الخاصة برمضان حيث يردد المسحراتي بن وبر ومعه ثلة من الأطفال والشباب الذين يرافقونه المسير من الحارة نحو برع السدة بعض الجمل التراثية مثل قم يا نائم وحد الدائم” و»سحورك يا صائم» وهو ينفذ وظيفته ممسكاٍ بالطبلة والضرب عليها بالعصا والنداء على سكان كل حي داعياٍ إياهم للاستيقاظ استعداداٍ لوجبة السحور التي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم «تسحروا فإن في السحور بركة» .
المقاهي … منتديات سياسية ساخنة
يحرص أهالي المكلا على التوافد على المقاهي عقب صلاة التراويح لاستعراض آخر الأحداث والتطورات على الصعيد المحلي والعربي والدولي وأخذت قضية كارثة الناقلة شامبيون1 الكثير من أحاديث المقاهي هذا العام بعد أن أفسدت الناقلة بحسب الحاج صالح جود طقوس وفرحة أهالي المكلا برمضان هذا العام إلى جانب دورها في إفساد فرحتهم بمقدم نجم البلدة البارد الذي يزور سواحل المكلا منتصف شهر يوليو من كل عام لكنه على حد تعبيره لم يعد نجم البلدة بل أصبح نجم المازوت في إشارة منه إلى التسرب الذي حدث من الناقلة المنكوبة.