مجزرتا الحديدة.. بصمات “إسرائيل” واضحة

تقرير/ إبراهيم الوادعي
هول مجزرة الحديدة الأخيرة الخميس 3/أغسطس/2018م أجبر العديد من الأطراف الدولية على رفع الصوت أعلى هذه المرة وإن دون المستوى المطلوب ، جميعها تدين الاستمرار في قتل المدنيين واستهداف المناطق السكنية، مجازر عبثية وصفتها بدقة ميرتشيل ريلانيو الممثلة المقيمة لليونيسف في اليمن دمر هجوم آخر لا معنى له في الحديدة العائلات والآمال والأحلام من أجل مستقبل أفضل.
وأمام هذا الكم من الإدانات هرب التحالف إلى محاولة الإنكار ، لكن إنكاره المثبت عكسه على الأرض ولدى الأطراف الدولية التي تملك أجهزة استخبارات وقنوات معلومات استندت عليها في إدانة تحالف العدوان ، أعاد إلى الأذهان إنكار التحالف قصف الصالة الكبرى بصنعاء ومن ثم معاودة الاعتراف وتحميل مرتزقته المسؤولية.
وتحميل المرتزقة قد يكون هو الأسلوب المتوفر والمتبع لدى التحالف العدواني على اليمن للتغطية عل أحد أطرافه الذي قد يكون خطط ونفذ الجريمة في تحالف تضاربت مصالح أطرافه في اليمن والتقت فقط على قتل اليمنيين وسفك دمائهم في الطرقات والأسواق وأينما تسنى للطائرات وعديد أسلحة التحالف أن تصل بقذائفها.
بيان وزارة الصحة أشار إلى أن المجزرة المروعة والمزدوجة التي راح ضحيتها 55 مدنيا شهيدا، ومئات الجرحى بينهم نساء وأطفال، لم تتوقف عند استهداف منطقتي سوق الصيد ” المحوات ” المكتظ بالباعة من الصيادين وبوابة مستشفى الثورة العام، بل جرى ملاحقة سيارات الإسعاف وقصف سيارتي إسعاف إحداهما في موقع الجريمة أمام بوابة مستشفى الثورة العام وأخرى في منطقة كيلو 16 بعد خروجها من مجمع الساحل الغربي الطبي وهي تقل جرحى تطلبت حالتهم الحرجة نقلهم إلى مستشفيات العاصمة صنعاء للعلاج.
استهداف المدنيين في سوق الاصطياد والمرضى أمام بوابة مستشفى الثورة العام في جريمة مزدوجة قد يكون لها مدلولها بعد يوم واحد من حديث رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام القوات البحرية الصهيونية عن مشاركة إسرائيلية ضمن تحالف دولي في المنطقة لمواجهة إيران في باب المندب وفق ما نقلته وسائل الإعلام الصهيونية وتغريدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفسه، قد يكون جرى ترجمته على الأرض في ارتكاب جريمتين: استهداف سوق الاصطياد أثناء اكتظاظه بالباعة وبوابة مستشفى الثورة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في مدينة الحديدة، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها.
على مدى ثلاثة أعوام ونصف تتكتم إسرائيل عن الحديث إعلاميا عن مشاركتها في التحالف السعودي الأمريكي على اليمن، تغريدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني هي الأولى من نوعها فيما يخص رفع السرية عن المشاركة الصهيونية في التحالف على اليمن، لكن وقائع الميدان أكدت في أكثر من موقع وميدان مواجهة حضور الجانب الصهيوني في المعركة وسقوط قتلى له في خميس مشيط وصحن الجن.
وقبل نحو شهرين وتحديدا في 2 يونيو 2018م كشف قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن رصد الجانب الفني للجيش واللجان الشعبية للمشاركة الإسرائيلية في عمليات الرصد والاستطلاع في سماء الحديدة.
وللإشارة فمجزرة الحديدة تحمل الكثير من البصمات الإسرائيلية لجهة الأسلحة التي استخدمت في تنفيذ الجريمة لإحداث قدر كبير من الإرباك وخلط الدلائل ومحوها، وكذلك لجهة اختيار مواقع تنفيذ الجريمة وتوقيتها سوق الصيد وبوابة مستشفى الثورة المكتظين بالمواطنين، وملاحقة سيارات الإسعاف وقصفها تحمل بصمات إسرائيلية واضحة بالقياس إلى ما يشاهد في غزة والضفة الغربية بفلسطين المحتلة.
ولعل خروج المالكي محاولا رفع مسئولية الجريمة عن تحالف تقوده دولته يؤكد المسئولية لتحالف ثبت أن هواه وعشقه إسرائيلي ، وهو حاضر للقتل وإبادة شعب مسلم لا يقر لإسرائيل بأحقية في فلسطين ، مع الإسلام الذي تتلبس به دول تحالف السعودية يفرض الجهاد على كل قادر على حمل السلاح لتحرير ارض للإسلام احتلها العدو، فكيف والمحتلة قبلة المسلمين الأولى والمحتلون يهود هم الأشد عداوة للمسلمين بشهادة الله في قرآنه الكريم.
بعد مجزرتي الحديدة أضحى تشكيل لجنة تحقيق دولية مطلباً أكثر إلحاحا لمنع الاستهتار المريع بدماء اليمنيين الممتد على مدار أكثر من ثلاث سنوات ، ويتوقع أن يتصاعد ويصبح أكثر عدوانية وإجراما في ظل يأس تعيشه عواصم التحالف على اليمن من واشنطن إلى الرياض وأبوظبي مرورا بتل أبيب ، وتوقعات بأن تصير أكثر عدوانية وعطشا لسفك دماء اليمنيين الأبرياء.

قد يعجبك ايضا