انتقد الكاتب دوغ باندو العلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة والسعودية في حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محذرا من أن “الهيمنة السعودية في الشرق الأوسط لا تصب في مصلحة أي طرف إلا الرياض نفسها”.
وفي مقالة نشرت على موقع “ناشونال إنترست”، وصف الكاتب السعودية بـ”الدولة الفاسدة الشمولية، وأشار إلى أنها تمول منذ زمن طويل الإرهابيين وتتعاطى مع الجنود الأميركيين وكأنهم الحراس الشخصيين لأفراد العائلة الحاكمة، وعليه رأى الكاتب أن “الصداقة بين واشنطن والعائلة المالكة في الرياض تثير السخرية”، وقال “إن ما يجمع البلدين هو النفط والغاز وليس القيم”.
وتابع الكاتب “إن حرص واشنطن على عدم مجيئ طرف خصم إلى الحكم في السعودية كان مرتبط بعقيدة الرئيس الاميركي الأسبق كارتر، والتي كانت تصور أن الاتحاد السوفياتي قد يتحرك باتجاه منطقة الخليج”، غير أن الكاتب لفت إلى أن “هذا التهديد انتهى منذ زمن، وأن الخليج لم يعد يشكل تلك الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة”.
وكرر الكاتب وصف السعودية بالدولة الشمولية، موضحًا أن لا حريات سياسية أو دينية فيها، كما شدد على أن “الحريات وخاصة السياسية منها في السعودية هي أقل بكثير من الحريات الموجودة في إيران، وأنها تقلصت أكثر تحت حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
وإذ رأى الكاتب أن “الجريمة الحقيقية هي قيام العائلة المالكة بسرقة نفط الدولة لأغراض خاصة”، اتهم ابن سلمان بـ”إعادة توزيع الممتلكات المسروقة بين رجال العصابات، وقال “إن ابن سلمان أخذ حصة كبيرة جدًا لنفسه بعد حملة الاعتقالات بحق عدد من الأمراء السعوديين المعروفين”.
وتطرق الكاتب إلى سياسة الرياض الخارجية، مذكّرا بقيامها قبل أعوام بنشر الفكر الوهابي المتطرف مقابل الحصول على دعم رجال الدين السعوديين للعائلة المالكة، وأضاف “أنفقت السعودية 100 مليار دولار بغية نشر الفكر الإرهابي حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، كما أنها نشرت الراديكالية في دول مثل البوسنا وكوسوفو”، وشدد على أن “الوهابية تولد العنف وتعلّم الكراهية ضد أتباع الفكر الآخر”.
الكاتب تحدث عن المال السعودي الذي أُنفق لدعم منظمات إرهابية مثل تنظيم “القاعدة”، موضحا أن “أفراد العائلة المالكة رفضوا مسبقا ضغوطا أميركية لقطع التمويل عن الإرهابيين”، وقال “بدأت الرياض تأخذ تهديدات الإرهابيين على محمل الجد فقط عندما استهدفت “القاعدة” العائلة المالكة نفسها”، وفق قول الكاتب.
ووصف باندو إبن سلمان بـ”المغامر المتهور المستعد دائمًا لزعزعة استقرار الدول وشن الحروب وممارسة الوحشية بحق المدنيين وارتكاب أية جريمة لتعزيز نفوذ بلاده”، كما وصف الكاتب العدوان على اليمن بأنه “أكثر التصرفات غير المسؤولة التي أقدمت عليها الرياض مؤخرا”.
وفي هذا السياق، ذكّر الكاتب بأن “السعودية دعمت الإرهابيين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتدخلت عسكريًا لدعم العائلة الحاكمة المستبدة في البحرين، فضلاً عن قيامها-بحسب باندو-باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري”، وفق قول الكاتب.
كما جاء الكاتب على ذكر خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم أمس أمام الجالية الإيرانية في أميركا، معتبرا أن خطاب بومبيو-الذي جاء في سياق العمل لزعزعة الاستقرار في إيران- كان بمثابة مطالبة لطهران بالاستسلام والخضوع لهيمنة السعودية والتخلي عن حلفائها الإقليميين، ورأى باندو أن “كلام بومبيو عكس مصلحة سعودية وليست أميركية”، قبل أن يتساءل عن سبب الانحياز الأميركي للرِّياض.
وتابع باندو “تزعم واشنطن أنها تخشى الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط”، لافتا إلى أن “هذه الهيمنة لا تهدد الولايات المتحدة كما أنها ليست واردة أصلا”، معتبرا في الختام أن “ترامب وبدلاً من أن يتصرف على نحو يخدم المصالح الأميركية، يتصرف كخادم للعائلة المالكة في الرياض، بحسب تعبير الكاتب”.