الشباب.. تدريب وتنمية أم جباية؟

 

حسن الوريث

من يسمع للوهلة الأولى عن مركز تدريب القيادات الشابة بوزارة الشباب والرياضة يذهب بتفكيره إذا كان تفكيره عاديا إلى مركز متميز يقدم خدمات التدريب للشباب بشكل لا يقل عن المراكز التدريبية المتخصصة في هذا المجال، أما إذا كان تفكيره وعقله من النوع الذي يطلق له العنان فانه حينئذ سيتخيل انه أمام مركز كبير ومتطور بحجم اسمه.
وأنا حقيقة الأمر فكرت وتوقعت قبل أن ادخل إلى المركز القابع في بدروم وزارة الشباب والرياضة أنني عندما ادخل إليه سأجد مركزا متطورا كما وكيفا لكن سرعان ما خاب ظني وتفكيري حين تعمقت أكثر في المركز الذي جعلني أصاب بخيبة أمل كبيرة جراء الوضع المزري له سواء من حيث المرافق أو التجهيزات أو حتى من ناحية الدور الذي يقوم به المركز انطلاقا من تسميته بمركز إعداد وتنمية القيادات الشابة.
الصدمة بالتأكيد لم تكن كبيرة قياساً إلى معرفتي بأن قياداتنا الرياضية والشبابية في مختلف الأطر والمكونات بدءاً من الوزارة وصولاً إلى الأندية الرياضية تعتبر التدريب والتأهيل أمراً ثانوياً لذلك لا نجد أي اتحاد أو ناد رياضي يمتلك مركزاً للتدريب والتأهيل أو أن هذه الأندية والاتحادات ترسل كوادرها إلى مراكز التدريب الداخلية والخارجية كما أن الوزارة لم تستفد من كل تلك الكوادر التي تم ابتعاثها للتدريب والتأهيل خارج الوطن فمعظمهم عادوا ليكون مكانهم إما في منازلهم أو في مناصب لا علاقة لها بتلك البرامج والدورات التي حضروها والقليل منهم إما تعاقد للعمل خارج الوطن أو مع جامعات خاصة والنادر منهم تعاقد مع بعض الأندية ومازال يعاني الأمرين من تلك المعاملة المزعجة التي يجدها رغم الكفاءة التي يمتلكها.
مما لاشك فيه أن التدريب والتأهيل للشباب من أهم الجوانب التي يفترض أن يتم التركيز عليها من قبل المسؤولين على الشباب والرياضة في الوزارة أو الاتحادات والأندية الرياضية لأن تدريب وتأهيل الكوادر الرياضية والشبابية على أسس علمية متطورة في مجالات الإدارة والتدريب والتنظيم والتخطيط وتمكينهم ليصبحوا قيادات تدرك كافة الأبعاد من شأنه الارتقاء بالرياضة اليمنية لكن ما يحدث في بلادنا أننا جعلنا عملية التدريب والتأهيل في آخر اهتماماتنا وربما من باب إسقاط الواجب والدليل على هذا الكلام أن اليمن تفتقر لمراكز التدريب والتأهيل وإن وجدت كما هو حال مركز تنمية القيادات الشابة الذي يقتصر عمله على استضافة دورات تدريبية لمنظمات ومؤسسات تدريبية مقابل رسوم تدفعها للمركز وتحول الأمر إلى مجرد جباية فقط وهذه هي الكارثة.
فهل يمكن أن يتحول التدريب والتأهيل للكوادر الرياضية في بلادنا إلى إستراتيجية وطنية تنطلق من الأهمية التي يكتسبها التدريب والتأهيل في تنمية قدرات الشباب والرياضيين وتطوير مهاراتهم في العملية الإدارية والفنية للارتقاء بالرياضة في بلادنا؟ أم انه سيظل عبارة عن مشروع جباية للأموال فقط؟، في اعتقادي أن الأمر سيبقى كما هو طالما ونحن مازلنا نختار مقرات وأماكن مراكزنا التدريبية في بدرومات المباني بدون تهوية وبدون ضوء وبدون تجهيزات التدريب المطلوبة وحتى بدون دورها الحقيقي ولن تنطلق إلى دورها الحيوي حتى تكون هذه المراكز في مبانيها المستقلة التي تتناسب ومهامها الكبيرة في تدريب وتأهيل الشباب والرياضيين الذين نعول عليهم في قيادة الرياضة والانطلاق بها إلى آفاق أوسع وأرحب وإلى ذلكم الحين سيبقى التدريب والتأهيل للشباب مجرد جباية وليس تنمية.

قد يعجبك ايضا