انتصرت النسخة الأخيرة من كأس العالم، التي اختتمت منافساتها الأحد الماضي بتتويج منتخب فرنسا، باللقب للمرة الثانية في تاريخه، لمفهوم الكرة الجماعية.
ومع اتجاه عدد كبير من مدربي منتخبات مونديال 2018م، لخطة 4-2-3-1، بالاعتماد على رأس حربة وحيد، خلفه 3 محاور هجومية بمهام دفاعية، تغيرت وظائف المهاجم الصريح رقم 9.
وفيما يلي الخطط التكتيكية الجديدة التي شوهت مفهوم رأس الحربة، بمنحه مهام إضافية أخرى، أدت إلى خلع أنيابه تدريجيا، عبر التقرير التالي:
بات دور رأس الحربة، في خطة 4-2-3-1، أكثر مشقة، حيث أصبح مطلوبا منه، أن يستغل قوته الجسدية ويتحرك يمينا ويسارا، والابتعاد عن منطقة الجزاء تدريجيا، ليكون محطة لتمهيد الكرة إلى القادمين من الخلف الذين يتفوقون في عامل السرعة، لاختراق عمق دفاع المنافسين.
هذه الفلسفة ظهر تأثيرها بشدة على المنتخب الفرنسي بطل المونديال، حيث كان مهاجمه الصريح أوليفيه جيرو، بلا بصمة طوال البطولة، فلم يهز لاعب تشيلسي الإنجليزي، الشباك رغم مشاركته في 7 مباريات.
في المقابل، كان للمحورين الهجوميين أنطوان جريزمان وكيليان مبابي، البصمة الأكبر في تتويج الديوك، حيث أحرز كل منهما 4 أهداف، واقتربا كثيرا من مرمى المنافسين في مناسبات عديدة.
وأثارت المهام الجديدة لرأس الحربة، المزيد من علامات الاستفام، ووصل الأمر بالكثيرين، إلى التشكيك في قدرات المهاجمين.
وتعرض مروان محسن، مهاجم الأهلي ومنتخب مصر، لحملة شرسة من الانتقادات، بعدما بدا بلا أي تأثير يذكر طوال 3 مباريات للفراعنة، في المجموعة الأولى لكأس العالم.
وبات مروان، مضطرا ليكون محطة لاستلام الكرة وتمريرها إلى المحاور الهجومية، لكنه لم يجد الدعم الكافي من زملائه، محمود حسن تريزيجيه وعمرو وردة وعبد الله السعيد.
وتحرر مروان محسن نسبيا، عندما شارك محمد صلاح في آخر مباراتين أمام روسيا والسعودية، ولكن دون جدوى.
ولم يكن الحال أفضل كثيرا بالنسبة لمهاجمي الأرجنتين في ظل التخبط الشديد للمدرب خورخي سامباولي، الذي غير كثيرا في التشكيل الأساسي، مع عدم استفادته بشكل تام من الثنائي جونزالو هيجواين وسيرجيو أجويرو، رغم أن الأخير سجل هدفين، لكن بمجهود فردي دون أي تدخل خططي من سامباولي.
ورغم أن الإنجليزي هاري كين، مهاجم توتنهام هوتسبير، توج هدافا لكأس العالم برصيد 6 أهداف، إلا أن التوفيق حالفه كثيرا، لهز شباك المنافسين بثلاث ركلات جزاء، وهدف آخر في بنما، جاء من ضربة حظ.
ولم يكن المهاجم الإنجليزي كين، بنفس خطورة المحاور الهجومية الأخرى في خطط المدرب جاريث ساوثجيت، بل كان مصدر الخطورة الأبرز، سواء بصناعة الفرص أو الوصول للمرمى من الثلاثي جيسي لينجارد، رحيم سترلينج وديلي آلي مع دعم قوي وواضح من ظهيري الجنب آشلي يونج وكيران تريبيير.