هذه هي شرعيتهم !!
أحمد يحيى الديلمي
قلوبنا مع الإخوة الأعزاء أبناء المهرة، لا شك أنهم تعرضوا لصدمة كبيرة ، الشخص الذي تمسكوا بشرعيته وجعلوه مظلة للحراك الشعبي والجماهيري وحشدوا للمطالبة بخروج قوات الاحتلال السعودي والإماراتي وتسليم إدارة المنافذ البرية والبحرية والجوية للسلطة المحلية بالمحافظة ، الرجل الذي أمنوه خانهم وسدد إليهم طعنة غادرة.
ففي اللحظة النادرة للاحتفاء والإحساس بزهو الانتصار الجزئي بعد الاتفاق مع القائد العسكري السعودي في المهرة على الانسحاب من كافة المنافذ ، بادر هادي إلى معاقبة من دعم الحراك وفاوض سلطات الاحتلال نيابة عن أبناء المهرة بالإجراء العقابي المباغت مما جعل المرارة تتراكم لدى المواطنين مع أنهم لم يطالبوا إلا بالاستقلال ، لكن كما يقال الاستهداف جاء من المأمن .
وزادت الحسرة لأن قرارات التغيير العقابية تمت صياغتها في غرفة عمليات التحالف واقتصر دور الدنبوع على المباركة والصمت وفقاً للتعليمات التي تلقاها وستأتي الظروف الملائمة التي يعلن فيها هادي أنه لم يوقع على الكثير من القرارات الصادرة باسمه ، وأنه استمع إليها من وسائل الإعلام كأي مواطن عادي .
هذا ليس غريباً عليه فقد صدر عنه موقف مماثل عندما أعلن أن ما يُسمى بقوات التحالف شنت العدوان السافر على اليمن دون علمه وأنه سمع بما جرى من وسائل الإعلام كأي مواطن ، فكشف عن المكانة الهزيلة له في تقدير الأعداء ، والوضع المزري الذي ارتضاه لنفسه ، أليس الأمر مدهشا وغريبا ؟! يفرض تساؤلات عن الشرعية الدستورية المزعومة ومن يتباكون عليها وهي مجرد تبرير للعدوان فقط ، بدعوى أن هادي استنجد بهم وأن الشهامة والنخوة دفعتهم للمبادرة لتلبية الصرخة بمجرد وصول صدى الصوت إلى الأسماع ، كيف والمتحالفون عرب ومسلمون تفرض عليهم قيم وأعراف العروبة نجدة الملهوف ويحثهم الدين على نصرة المظلوم ، هذه المسلمات لا خلاف عليها والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو :
كيف وصل صدى الصوت والمعني ينفي علمه بأي شيء !! أليست مفارقة عجيبة وخارقة غير مسبوقة تؤكد أن أمراء الحرب في السعودية والإمارات لديهم قدرة خارقة على الاستنطاق وقراءة المطموس ، هذه الموهبة الفاعلة نستغرب لماذا لا توظف في رفع السوء والظلم عن كاهل المواطن السعودي والإماراتي ولماذا يختصون بها أبناء اليمن دون غيرهم ؟! وهذه هي الشرعية التي يحاولون التشبث بها ويمارسون من خلالها كل أنواع العدوان والجرائم القذرة ضد الشعب اليمني المظلوم .
في ضوء ذلك أتمنى أن يكون الإخوة في المهرة قد استوعبوا حقيقة مفهوم الشرعية لدى عرب الصحراء فلقد حولوا هادي إلى مخلب قط وجدار هارٍ يشرعن للاحتلال السقيم والجرائم الشيطانية ، وسرعان ما سينهار بهم إلى مهوى سحيق لا يستطيعون النفاذ منه ، وأتمنى أيضاً أن تصل نفس الرسالة إلى أبناء تعز الأعزاء بالذات الذين خرجوا يستنجدون بالمستعمر والمحتل .
المنطق والموضوعية يتطلبان من كل مواطن يمني قراءة الوقائع والأحداث برؤية وطنية صادقة لمعرفة الحق من الباطل في ظل استمرار نزيف الدم وانتهاك سيادة الوطن لنكون جميعاً في قلب العرين ندافع عن الوطن ونحمي استقلاله .. والله من وراء القصد ..