طلاب اليمن يقهرون المستحيل ويرسمون طريق المستقبل
محمد صالح حاتم
للعام الرابع على التوالي وفي ظل الحرب والعدوان والجوع والحصار الذي يتعرض له اليمن،من قبل تحالف قوى الشر ،يتوجه قرابة نصف مليون طالب وطالبه الى مراكز الامتحانات الشهادة العامة بقسميها العلمي والأدبي ،وكذا الشهادة الأساسية،متحديين للعدوان والحرب،مواصلين صمودهم ومسيرة تعليمهم وشق طريقهم نحو الغد المشرق،فطلاب اليمن رغم الظروف الصعبة التي رافقت العام الدراسي الحالي والأعوام الدراسية الثلاثة الماضية،من حيث تدمير المدارس من قبل طيران العدو،وانعدام الكتاب المدرسي،وكذا عدم صرف مرتبات المعلمين لعدة أشهر بسبب الحصار ونقل البنك وانعدام الموارد المالية ،الا انهم صبرو وضحوا وبذلوا الجهد من اجل نيل وتحصيل العلم والمعرفة ليكونوا رجال الغد وقادة المستقبل،وبناة للوطن
وان توجههم الى مراكز الامتحانات وإعلان نهاية عام دراسي،وحصد ما بذلوه من جهد في تلقي العلوم والمعارف.
فعلى الرغم مما عمله العدو من تدمير للمدارس والمعاهد والجامعات،وتهديد وتخويف الطلاب وأولياء أمورهم بضرب المدارس بذرائع متعددة، والهدف من ذلك تعطيل العملية التعليمية ،وكذا ما كان يدعو إليه بعض النقابيين المواليين للعدوان من إضراب للمعلمين بحجه عدم تسلمهم لمرتباتهم رغم انه حق مشروع ،ولكن لكل ظرف خصوصيته،ولكن الحمد لله فقد تم التغلب على كل الصعاب ،وبفضل الله سبحانه وتعالى وإخلاص ووفاء ووطنية المعلم اليمني الشريف والحر الذي تنحني له الهامات وترفع له القبعات احتراما وإجلالا لدوره في نجاح العملية التعليمية،فلولا صمود المعلم وتضحيته واخلاصه ما كانت العملية التعليمية ان تنجح، وكذا شجاعة وتحدي الطلاب وأولياء أمورهم الذين كسروا حاجز الخوف وتحدوا قصف الطيران وضربات الصواريخ وذهبوا الى المدارس ،والبعض منهم ذهب ليتعلم تحت الأشجار وفي الخيام،وحتى داخل الجروف والكهوف ،والهدف الحصول على العلم .
وتعد الامتحانات آخر مرحلة من مراحل التعليم ،وحصاد ثمار عام من الجد والاجتهاد،فهي عملية متكاملة تتطلب تضافر جهود الجميع لإنجاحها،الحكومة والمجالس المحلية والأجهزة الأمنية،ومجالس الآباء والشخصيات الاجتماعية.
فالامتحانات يجب أن يراعى فيها عند وضع الأسئلة الظروف التي رافقت العام الدراسي، وكذا الوضع الذي تمر به البلاد جراء الحرب والعدوان،وكذا مستويات الطلاب فلا تكون أسئلة تعجيزية، وعلى مشرفي ومراقبي الامتحانات تهيئة الجو للطلاب، وعلى المجالس المحلية ومجالس الآباء والشخصيات الاجتماعية التعاون مع لجان الامتحانات وتذليل الصعاب التي يمكن أن ترافق عملية الامتحانات ،وعلى المواطنين وأولياء الأمور عدم التجمهر أمام مراكز الامتحانات،وهنا علينا جميعا محاربة ظاهرة الغش،هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل أبنائنا،وتلغم طريق المستقبل المشرق لهم،وتعيق عملية بناء الوطن،وصناعه المجد والتطور،والرقي.
فالأمم لا ترتقي الى العُلاّء ولا تنهض بالعلم.
فليس المهم هو أن تحصل على الشهادة،بل الأهم ماذا اكتسبت من علوم ومعارف.
وعلينا جميعاً أن نعرف أن عدونا يريدنا أن نكون مجتمعات فاشلة،مجتمعات أمية وان نظل متخلفين،يخيم علينا الجهل والظلام ، بداية فشلنا هو عدم تحصيلنا للعلم النافع ،العلم الحقيقي،لا نكون متخلفين،بحيث تكون المخرجات العملية التعليمية غير ذات جدوى ولا تلبي متطلبات المرحلة.
فنجاح الامتحانات يعتبر فشل للعدو ومخططاته وفشل مشاريعه التآمرية ضد اليمن.
وعاش اليمن حرا ابيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء.