اعتداءات جسدية ووحشية مفرطة وإذلال وامتهان لأبناء عدن وحضرموت ولحج وأبين
¶ تقارير دولية تفضح جرائم الإمارات بحق المعتقلين اليمنيين وتوثق تورطها في أساليب التعذيب والانتهاكات
الثورة/ سارة الصعفاني
تكتظ السجون بالمعتقلين والمخفيين قسرياً حتى بات سجن الرزين الذي يعرف بجوانتنامو الإمارات التي تدّعي أنها دولة السعادة والرفاهية والتنمية، لكنها تخفي وراء أبراجها الشاهقة والفنادق الفارهة تاريخاً أسود
صص من الإجرام وغياب العدالة ، ومنذ العام 2015م افتتح النظام الإماراتي 55 منظمة دولية لإخفاء انتهاكاته لحقوق الإنسان.
فكيف يكون واقع هؤلاء المجرمين بعد أن تحالفوا مع الشيطان وأعلنوا الحرب على اليمن الذي يكنون له الكراهية والعداء إذ يشعرون أمام حضارته وتاريخه وثرواته بالتقزم حيث النفط لا يشتري احترام الشعوب ولن يكون له ثمن خلال أقل من قرن هو تاريخ دول الخليج الملكية القمعية التي أنشأها الاستعمار بعد ثورات التحرر.
تغتال طائرات الموت حياة اليمنيين بوابل من الصواريخ و القنابل المحرمة دولياً منذ بدء عدوانها الغادر في مارس 2015م ورغم ذلك لم تستطع أن تحقق هدفاً للعدوان معلناً كان أو خفياً ما دفع الإمارات التي كانت قد وجدت في قرار العدوان فرصة ذهبية لتحقيق أطماعها في اليمن وهي الطامعة مذ وجدت بإيجاد موطئ قدم لها في اليمن ليتسنى لها التركيز على هدفها كقوة احتلال علها تصبح دولة ذات مكانة و مساحة فإذا بها تنهب الآثار والثروات وتحتل الجزر ـ بما فيها سقطرى البعيدة في قلب المحيط الهندي – والموانئ وتنشئ قواعد عسكرية لإسرائيل وتفرض سيطرة على البحر الأحمر كستار لأمريكا.
الإمارات التي تدير في بلادها سجوناً هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان والحيوان حيث السجن والتعذيب والقتل بالاشتباه والرغبات دون محاكمات ولا جنايات ولا قوانين جاءت إلى اليمن في زمن العدوان لتشبع توحشها بإنشاء سجون مماثلة تمارس فيها إجرامها وتلذذها بالتعذيب على الأرق قلوباً حد أنها فاقت الصهاينة توحشاً.
الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية يتجرعون الموت ذبحاً وتفجيراً وحرقاً وصعقاً واعتداءً جنسياً وضرباً حتى الموت بعد أن أنشأت سجوناً سرية للمخفيين قسرياً والمعتقلين تحت شعار إمارات الخير ومساعداتها الإنسانية و الإغاثية.
وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الدولية قد نشرت قبل أيام تقريراً موثقاً برسومات كتبت على ألواح بلاستك تم تهريبها من أحد السجون السرية التي تديرها الإمارات في عدن جاء استكمال لما بدأته في يونيو 2017م وأكدته منظمات حقوقية محلية وخارجية، وأقرت الأمم المتحدة ذاتها في يناير 2018م وجود هذه السجون التي يستخدم فيها العدو أساليب تعذيب وجرائم لم نرها إلا في غوانتانامو أو سجن أبوغريب في بغداد بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م بشهادات المعتقلين الذين غادروا السجون على بعد خطوة من الموت.
جوانتنامو الإمارات
الوكالة الدولية حددت “ خمسة سجون على الأقل تستخدم فيها قوات الأمن الإماراتية التعذيب والاعتداء الجنسي لقمع السجناء وإخضاعهم”.
وأضافت” اعتقل الآلاف في شبكة تضم ما لا يقل عن 18 سجناً سرياً، للاشتباه، ويتم احتجاز السجناء دون اتهامات أو محاكمات “، فكان رد حكومة الفنادق المحتجزة التي فقدت القرار وحق العودة أنها لا تملك السيطرة على السجون في رسالة بعثتها إلى مجلس الأمن الدولي في فبراير وأن الإمارات هي من تديرها.
العدالة الدولية !
وعلى خلفيّة تداول تقارير دولية وحقوقية حول الانتهاكات في السجون الإماراتية داخلياً وخارجياً صوَّت الكونغرس الأمريكي في 24 مايو على إجراء تحقيق تجاه ما يتم من تعذيب في السجون السرية التي تديرها أبوظبي وحلفاؤها جنوب اليمن ، وكانت قد دعت منظمة العفو الدولية أواخر العام 2017م إلى إجراء تحقيق بهذا الشأن.
وكان المواطنون الإماراتيون ضحايا التعذيب في السجون قد قدّموا شكاوى إلى المحاكم الدولية أكّدوا خلالها تعرّضهم لانتهاكات جسدية ومعنوية وتعذيب من قبل إدارة السجون، إلا أن السلطات الإماراتية منعت اللجان الدولية من التحري واشترتها بالمال لكن ما يحدث في اليمن وتفاعل الكونغرس قد يفتح باباً أمام سجلّ الانتهاكات في جميع سجون الإمارات .
ووثّقت تقارير حقوقية اختفاء مئات الأشخاص بعد اعتقال الإمارات لهم بشكل تعسّفي بذريعة محاربة الجماعات الإرهابية ، وتشهد هذه السجون أساليب تعذيب وحشية.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس اعترف مسؤولون غربيون أنهم يتلقون ملفات التحقيق وفيديوهات التعذيب من جنود يشاركون قوات الإمارات في استجواب المختطفين في معتقلات داخل قواعد عسكرية ومطارات وموانئ ومبانٍ سكنية في بلادنا.
ويؤكّد التحقيق أن ما يقرب من ألفي يمني قد اختفوا في السجون بعد أن تعرضوا للتعذيب القاتل، ولا تفرق الإمارات كمحتل بين المعتقلين إذ تقتل كل من يخالف توجهات سلطاتها أيديولوجياً وفكرياً وإن كان مؤيداً للعدوان مشاركاً في المعارك.
وقد التقت الوكالة سجناء نقلوا خفايا واقعاً في منتهى القسوة، وجع نفسي وجسدي وإذلال وحرمان وقهر وامتهان لكرامة الإنسان ..كان صادماً أن يقاتل الوطنيون الشرفاء الوطن هرباً من قتل واعتداء يطال الأطفال والنساء بعد أن خيروا بين الأرض والعرض.
دور قذر تلعبه الإمارات في تحالف العدوان هو الأكثر دناءة ووحشية بما لا يترك مجالاً للشك أن أطماعها في اليمن ما تزال في ذروتها وليست السجون وحدها ما تديره فما يحدث من تمويل للإرهاب وتغذية للصراعات بين المليشيات واستئجار شركات الموت واحتلال الجزر والموانئ ونهب الثروات واعتقال وإخفاء كل من يعاديها كنظام محتل ويكشف جرائمها كإدارة للتوحش.
الآلاف من المعتقلين والمخفيين قسرياً لا يزالون في معتقلات القهر والإذلال والتعذيب الإماراتية في محافظات عدن وحضرموت ولحج وابين ، لا محاكم لا نيابات وليس بإمكان أحد أن يسأل ما لذي دفع أهالي المعتقلين والمخفيين قسرياً لرفع لافتات المطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم المحتجزين في سجون الإمارات أمام القضاء أواخر إبريل بعد أن صدرت أوامر إفراج من النيابة الجزائية، وبحسب ناشطين حقوقيين اختفى في المكلا وحدها أكثر من 400 شخص بعد اعتقالهم ، وفي عدن أُلقي القبض على قرابة 2000 شخص على أقل تقدير خلال شهر واحد.
بات الموت وإن تعددت أسبابه يتربص بالمواطنين ليل نهار على امتداد وطن منكوب غير أن الجنوب أصبح مسرحاً مرعباً للاغتيالات والتفجيرات وسجون التعذيب الإماراتية، فكيف لمن يحكمون من الفنادق بعد أن صفقوا للعدوان ورضخوا لاحتلال يعبث بالوطن يقتل ويدمر وينهب أن يهتموا بما يحدث في السجون.
مأساة أن يصبح أبناء المحافظات الجنوبية بين محتل و خائن وشياطين خرساء، وكارثة أن يصبح تكميم الأفواه ومصادرة الحريات وقمع الآراء والإخفاء والاعتقال لمجرد اشتباه وشكوك وكتابات في فيسبوك وتويتر أمر خاضع لرغبات من يمتلك مفتاح زنزانة بعد أن تحول الانتحار مهنة والأسوأ من ذلك أن تكون مفاتيح الأمور بيد الغزاة.
انتقام العاجز
يقال بأن التاريخ يكتبه المنتصر – وإن يكن- فقد اعترف الغزاة الطامعون الذين تعاقبوا في محاولات السيطرة على اليمن ونهب ثرواتها بأنها مقبرة كل غزو أجنبي لوعورة تضاريسها ودهاء أبنائها وشدة بأسهم، وأن محاولات هزيمتها كانت انتحاراً على أسوارها وأعتاب أبوابها التي تنتهي بجحيم خوض حروب ينتفض فيها كل اليمنيين فهم مقاتلون أقوياء بالفطرة لا يخافون إلا الله ويملكون من الذكاء والعزة والإباء والكبرياء والشجاعة والوطنية ما يكفي لسحق أقوى الجيوش كما أكدت كتب التاريخ ومفكروا العالم ؛ مؤكدين أيضا أن اليمن وعبر تاريخها العريق الموغل في القِدم داست على إمبراطوريات عظمى في أوج قوتها وانتصاراتها بما لا يخطر على البال من عتاد ما جعل الغزاة يجرون وراءهم ذيل الخيبة والهزيمة وإن تمكنوا من البقاء في مدن الساحل والسهل في معارك الهرب باتجاه البحار ، وها هو التاريخ يعيد نفسه ؛ فمن يبني الحصون والقلاع ويحفر في صخور الجبال الشاهقات بيوتاً ويبتكر ناطحات سحاب يلحق الموت والهزائم بمن يقترب من شجرة أشواك في وديانها ويحول سواحلها محرقة لا تبق ولا تذر ولعل جبهات الساحل الغربي خير دليل وخير مثال.
من يقرأ التاريخ يعي أن الشعوب الحرة إنما هي فوهة مدفع مهما طال العدوان وتمادى الطغيان وأمطرت الطائرات قنابل عنقودية تخرج من تحت الركام أقوى ، و ما تزال بذات قوتها تدفن العدو وتحيل الفولاذ حطاماً فليس في جينات أبنائها الانحناء لمحتل ، ولن يجني العدو من سجون التعذيب سوى الهزيمة ولعنة التاريخ ،ولعذاب الآخرة أكبر.