يوم القدس العالمي
أشواق مهدي دومان
أصبح الخروج في آخر جمعة من رمضان لإحياء القدس في ضمير الأجيال ؛ لإنعاش من ماتت هويتهم موتا سريريا وروحيا وما عاد ينفعها صعق كهربائي ولا عاد يفيقها لقاح و مضاد حيوي ولا عقاقير الكون.
فكان خروج الشعوب في يوم واحد وفي شهر واحد في كل مكان يؤمن بالقرآن واجباً وهو بمثابة ركن من أركان الإسلام والإيمان ؛ فالقدس عربية والقدس إسلاميّة بتقرير وإقرار المولى الذي لم يسمِّ الأقصى كنيسة ولا بيعة ولا صومعة بل سمّاه المسجد فمن هو ترامب ومن نتنياهو ليغتصب هويتنا ويغتال كينونتنا ويسلبنا حقّنا الذي أعطانا الله إياه _ كمسلمين ومؤمنين_ نؤمن بآيات وسور القرآن الذي فيه كتب الله بأنّ الأقصى مسجد ومقدّس وبأنّ القدس لنا وبركتها وقدسيتها في قصص الأنبياء والمرسلين حقّ.. واجبنا اليوم في تلبية نداء القدس بات أوجب من أيّ وقت مضى ..
فيوم القدس هو إعلان الحرب على أمريكا وإسرائيل وهما وجه الاستكبار العالمي .
يوم القدس غدا فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة ..
يوم القدس هو صرخة في أذن ترامب ولطمة في وجه نتنياهو وهو دوس لأنف الحكّام العرب المتخاذلين من بأيديهم سلّموا القدس لإسرائيل ..
يوم القدس نهضة ووعي وحق للقدس علينا .
فيا كلّ منتمٍ للإسلام : انتصر للقدس من وطنك ومن مكانك ومن عاصمتك ..
انتصر لدينك وعرضك وشرفك وهويتك بخروجك في يوم القدس متحديا صلف ترامب وغرور الأوغاد من ملوك وحكام العرب الجبناء ..
يوم القدس جهاد أصغر وسيليه الجهاد الأكبر وسنلتقي في يوم القدس جيوشا جرّارة وسيكون موعدنا الصّبح ، أوليس الصّبح بقريب ؟!
صبح الوعي واليقظة من سبات حكام خنعوا وركعوا ؛ فلتكن الثورة على ظلمهم وبيعهم للأقصى بالخروج في مسيرة يوم القدس ترجمان ثورة عليهم ، و لنطُف بأرواحنا حول الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين..
لنكسر حاجز وجدار صمت العرب الذين ناموا عن فلسطين عقودا من الزّمن إلّا من شجب وتنديد لا يسمن ولا يغني من جوع ،فكانت الثّورة الإسلاميّة ( على الشّاه )في إيران ملهمة للأحرار في كلّ العالم كما أنّها امتازت بميزتين عن كثير من الثّورات النّظريّة الوضعيّة القوانين فقد جاءت هذه الثّورة :
_ إسلاميّة حقيقيّة الإسلام
ديمقراطيّة تطبيقيّة ، وبهذا خطفت الأضواء عن ثورات تقليديّة في الوطن العربي أشرفت عليها الماسونيّة فاختارت عملاءها بيدها ليتم تمرير تجاوزات تزهق الهُويّة العربيّة الإسلاميّة وتحلم بشرق أوسط جديد تخلو خارطته من المسجد الأقصى ليحلّ محلّه هيكل سليمان ..
جاءت ثورة الخميني منقذة وحبل نجاة للإسلام المحرّف المشوّه باسم الوهابيّة التي تنازلت الآن عن فلسطين جهارا نهارا وبكلّ وقاحة وبجاحة وحكام العرب في سبات العمالة ..
فكان يوم القدس الذي نادى ودعا إليه أوّل من دعا قائد الثّورة الإسلاميّة الإيرانيّة ،فكانت دعوته معجزة وإلهاما من الله تعرّت بها الأنظمة العربيّة الخانعة للشّيطان الأكبر ، كانت دعوة القائد الرّوحي ( الخميني ) كصرخة إسرافيل ابتعثت روح فلسطين في كلّ روح عربيةّ مسلمة مؤمنة بقوله (تعالى ):
” سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله “.
يوم القدس العالمي طوق إنقاذ في بحر لجيّ متلاطم ،اختلط فيه الحابل بالنابل فكان يوم القدس هو ممّا يميز به الله الخبيث من الطّيّب.
فيا كلّ العرب والمسلمين : هل بعد الأقصى من قضيّة وهل ماحول الأقصى من مقدّسات أعظم من القدس ؟
وأمّا نحن _ اليمانيين_ فسنخرج بشعار الصّرخة في وجه غريم قضيتنا الأولى ( القدس ) رغم جراحنا ورغم آلامنا ورغم غربتنا لكنّ القدس قضيّتنا الأولى فلا عشنا لو لم ننتصرللأقصى..
ولأجل المظلومين ولأجل القدس سنخرج بالصرخة شعار رجال الله المنتصرين في وطن الأنصار، سنخرج بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل ، و لابد أن تموت.