عمران /صفاء عايض
رغم كل الظروف المحيطة إلا أن أبناء اليمن استقبلوا شهر رمضان المبارك بالفرح وتبادل التهاني والزيارات ككل عام تقريبا، ففي هذا الشهر الفضيل تظهر معالم الرحمة بين أفراد المجتمع بشكل عام وفي الأسرة الواحدة خصوصا، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع خاصة عندما تظهر ملامح التكافل الأسري فنجد الأسر اليمنية تعمل كيد واحدة متشاركة الهم والفرح التكافل الأسري وتعاون الأسر فيما بينها لسد احتياجات الغير وللتخفيف عن همومهم ..
(الثورة)، نزلت إلى الشارع ورصدت معاناة الناس في رمضان بمحافظة عمران وأبرز وأهم العادات والتقاليد في المدينة وهاكم المحصلة.:
أجواء رمضانية
في البداية تحدثت الأخت نجاة سلامة من مدينة عمران بقولها: نستقبل شهر رمضان المبارك لهذا العام ومحافظة عمران كبقية محافظات الجمهورية وفي ظل حرب وحصار جائر ولكننا نعيش بفضل الله تعالى أجواء رمضانية مليئة بالنفحات الإيمانية والتهليل والتكبير وقراءة القرآن الكريم وان كانت الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية إلا أن الشعب صامد وصابر والحرب الظالمة والحصار الجائر يزيد من عزيمتنا فنشعر بفضل وعظمة هذا الشهر الكريم جعله الله تعالى شهر خير وبركة ونصر وعز وتمكين ومن نصر إلى نصر.
وأجواء رمضان تتميز بطقوسها الخاصة في مدينة عمران وهي الأنوار تضيء شوارعها طيلة الشهر رغم انقطاع الكهرباء ولكن هنالك البدائل ، وترانيم تلاوة الآيات تسمعها من كل بيت، حتى الأطفال لهم ألعاب خاصة بالشهر الكريم، فعمران القديمة تشبه إلى حد كبير عادات وتقاليد صنعاء القديمة التي لا تزال قائمة ومتواصلة منذ قرون …
زيارات للأرحام
وتحدثت الأخت أم محمد وقالت: أحب شهر هو شهر رمضان ففيه يكون كل شيء أجمل وتكون الأسرة أقرب إلى بعضها البعض من ذي قبل، هكذا استلهمت أم محمد حديثها عن التكافل الأسري الذي يبرز في شهر رمضان شهر الخير لا يأتي إلا بالأفضل هذه القناعة مزروعة في داخلي منذ الصغر وأضافت: وقبل قدوم رمضان بيوم أو يومين نقوم بتلمس حاجياتنا من السلع الغذائية وغير ذلك والبعض الآخر يحضر معه بعضا من متطلبات الرمضانية كعادة رمضانية تعودنا عليها بالإضافة إلى الزيارات التي تكثر بين أفراد الأسر والاتصالات الهاتفية التي تدوم طوال هذا الشهر الفضيل بصورة مستمرة بعكس كل شهر، لذا انا أحب رمضان فهو يقربني لأسرتي ويجعلني أشعر بالأمان والاطمئنان والحب والامتنان لباقي أفراد الأسرة، لذا أتمنى من الله عز وجل أن يرفق قلوب أرحامنا علينا ويوحد صفنا باقي أيام السنة وأن لا يكون الأمر مقتصرا على شهر واحد ..
أسرة واحدة
أما الحاج علي حسين، رب أسرة مكونة من الأبناء المتزوجين ولديه عشرة من الأحفاد، يؤكد قائلا :إن شهر رمضان هو شهر محبة وألفة، ويعلل ذلك بقوله: بيتي يتكون من طابقين يعيش فيه أولادي ولا أجدهم كثيرا لانشغالهم بأعمالهم ولكن حينما يحين شهر رمضان المبارك يحضر الأولاد المواد الغذائية وحاجيات رمضان إلى منزلي ونجتمع في مطبخ واحد ونأكل سوية نتبادل الحديث قبل الإفطار وبعده أشعر بأن أسرتي باتت كجسد واحد وهذا الشيء يفرحني كثيرا ففي الجمع بركة، فالمصاريف تخف على الجميع والخير يعم العائلة بأكملها فحينما نأكل ونشرب مجتمعين نكون متحابين لذا انا احب شهر رمضان الذي يقربني لأولادي وبالإضافة إلا انه شهر للقرآن والعبادات ولين القلب..
وضع مغاير
وتحدث الأخ /محمد عياش، وهو من أبناء مديرية ريدة بالقول: من عادات رمضان في ريدة
أن نستقبله بالفرح والسرور وصلاة التراويح وإحراق الإطارات والألعاب النارية من قريح كلٌّ يبارك لأخيه أو جاره في أول ليلة من سحور رمضان يقوم احد الأشخاص بدق الطبول والبرع ويمشي في انحاء المدينة ليقوم الناس في الظهيرة يهبّ الناس إلى الجوامع لأداء الصلوات ومن ثم الذهاب الى السوق لتلبية احتياجات البيت من لحم وسمك وخضروات الى آخره، يجتمع الناس بعد العصر في المدارس أو في القيعان للتمشية أو لعب كرة الطائرة الى قبل المغرب يذهب الناس للمسجد للإفطار ثم اكمال الإفطار كلٌّ في بيته، ومن مميزات رمضان التراحم بين الناس زيارات الأقارب وزيارات المرضى وتفقد أحوال المحتاجين والنازحين من الزكاة .
ولكن في المقابل هناك آفات كغلاء الأسعار الشديدة على المواطن في المواد الغذائية والملابس وانعدام الغاز وغيرها وهذه تعتبر من المنغصات لنا ولكن سنتجاوزها إن شاء الله.
شهر رحمة
وتحدث الأخ /عبدالسلام عايض من أبناء مدينة عمران بخصوص استقبال شهر رمضان قائلاً: اعتقد انها نفس العادات والتقاليد المعترف بها في سائر المحافظات حيث نستقبل رمضان بالذكر وزيارة الأرحام ودعوتهن لتناول الإفطار والعشاء مع بعض وأيضا بالصلاة والقيام وقراءة القرآن وغير ذلك.
ظروف استثنائية
وأضاف الأخ /نبيل حسن بشر: لشهر رمضان المبارك نكهة خاصة في مدينة عمران من خلال الاستعدادات والأجواء الروحانية وزيادة الإقبال على الجوامع ودور العبادة وزيادة التراحم وبذل الصدقات وتبادل الزيارات إلا ان رمضان هذا العام يأتي في ظل ظروف معيشية صعبة بسبب العدوان الغاشم على بلادنا وما انعكس عليه من زيادات سعرية وانعدام لبعض المشتقات الغازية والبترولية بسبب الحصار الظالم إلا أن ذلك لم يغير من نكهة هذا الشهر المبارك، شهر العبادة والجهاد…..
نعاني ويلات الحرب
خالد الاشموري / إعلامي تحدث عن شهر رمضان الفضيل بقوله: رمضان له روحانيته الخاصة عند عامة المسلمين ويتميز كل بلد عن آخر بعاداته الخاصة وبلادنا تعتبر من اعرق الحضارات ولها تنوع في العادات والتقاليد بتنوع موروثها العريق،
فمحافظة عمران لها عاداتها الخاصة في رمضان التي تميزها عن بقية المحافظات سواء على مستوى اكلاتها الشعبية الخاصة برمضان أو حلقات الذكر أو حتى ألعاب الأطفال الخاصة برمضان والتي مازالت المحافظة عليها رغم العدوان والحصار فأبناء المحافظة ينتظرون هذا الشهر الكريم ويستعدون له غير مبالين بقصف الطائرات ولا بحصار جائر وأصبح رمضان مناسبة لتعزيز التكافل الاجتماعي والإيثار فيما بين أبناء المجتمع، وأسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن…
شعب عملاق
وفي نفس السياق تحدثت الأخت /مارية حمدين من مدينة عمران – طالبة جامعية قائلة: العادات والتقاليد هذه العبارة نسمعها في عدد من المناطق في العالم وفي كل منطقة في العالم وكل دولة توجد لديها عادات وتقاليد يقوم بها أبناؤها قبل شهر رمضان وخلاله واليمن هي أيضا من ضمن دول العالم ومحافظة عمران خاصة لديها عادات وتقاليد عديدة في شهر رمضان منها الايجابي ومنها السلبي فمثلا من أهم الايجابيات لاستقبال الشهر الكريم طحن الذرة وتجهيزها وكذلك الجشوش والبسباس وتبادل التبريكات والتهاني بالشهر الكريم بين الناس وتبادل الود والمأكولات، أيضا البخور حيث يتم تبخير المنازل في اول ليلة من شهر رمضان وفي نهايته.
من اهم السلبيات
ومن العادات السلبية لاستقبال رمضان حرق الإطارات مما يؤدي إلى تلويث البيئة وتلويث الجو.
وفي ظل العدوان الغاشم على بلادنا نلاحظ من الإيجابيات أنه مازال يتم تبادل المأكولات والمشروبات بين الناس زالت أجواء الألفة ومن الملاحظ ان من أهم المأكولات التي يتناولها الناس في شهر رمضان الشفوت ومن الأساسيات في مائدة رمضان الليمون والسمبوسة التي لا تشترى إلا في رمضان وعدد من الأصناف الأخرى ففي هذا الشهر نبارك لكم فيه ونتمنى المغفرة للجميع.
تكافل وتراحم
وأما المواطنة بادة زينة قالت: رمضان في هذا العام له نكهته الخاصة كما نشاهد ذلك رغم الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها بلادنا الحبيبة من عدوان ظالم وحصار جائر شمل كل مناحي الحياة ورغم هذا كله إلا أن أبناء المحافظة استطاعوا أن يتجاوزا هذه الظروف فالحياة تسير بشكل طبيعي فمازال التكافل والتراحم بين الناس سائداً، فالمساجد والأسواق مزدحمة بالناس كعادتهم ومهما حاول العدوان فلن يستطيع كسر هذا الشعب الصامد الشامخ شموخ الجبال ، فالإيمان يمان والحكمة يمانية.
رباطة جأش
أما الأخت أسماء جمعان فتحدثت من جانبها عن أبرز العادات والتقاليد وخاصة في محافظة عمران وكيف يتم استقبال رمضان وخاصة في ظل عدوان وحصار وغلاء الأسعار قائلة:
عهد أبناء محافظة عمران خلال السنين الماضية على استقبال شهر رمضان الكريم بطرق متعددة فهم يذهبون الى الأسواق واحضار ما يحتاجونه من مواد غذائية كما يستقبلون هذا الشهر الكريم بزيارة الأرحام كما كنا نشاهد الأطفال يخرجون الى الشوارع يهتفون بكلمات ترحيبية بقدوم رمضان وأيضا كان التراحم كبيراً بين الناس من خلال الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير واحياء الطقوس الدينية مثل صلاة التراويح والقيام وحلقات القرآن الكريم.
اما الآن في ظل الظروف الخانقة التي يمر بها الشعب اليمني وفي ظل ارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية بما فيها مادة الغاز التي ضاعفت من معاناة الناس وتدهور الحياة المعيشية لديهم فلم يعد تفكير كل شخصاً سوى في سد احتياجات أسرته فقط وهذا أمر طبيعي في ظل الوضع الحالي.