ودِّع همومك

عصام حسين المطري

إذا كنت من أهل الهموم المثقلة ومن أصحاب الرزايا المفرطة أو المصائب المتواترة فإن ذلك مدعاة لأن تكون صاحب لب سليم وقلب كبير، ينظر إلى الهموم والرزايا والمصائب بمنظار حكيم حليم يحول بينه وبين الضجر والسخط والتقهقر.
فالهموم والرزايا والمصائب مفتاح إبليس إلى الانحراف عن الجادة عند ضعفاء النفوس الذين لا يميزون بين الحق وتلبيس إبليس الذي سرعان ما يهرول لاستقطاب المهمومين والمغمومين الذين يداوون المرض بالمرض، والانحراف بالانحراف.
فودِّع همومك بالإكثار من التسبيح والتهليل وقراءة الأذكار صباحاً ومساءً وعند الحاجة إليها وكن من الذاكرين فإن ألم بك خطبٌ من الهموم والغموم فافزع إلى تلاوة شيء من القرآن الكريم مع الصلاة ركعتين وقت الكدر والضجر.
وقد أرشدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم إلى دعاء الهم والغم حيث وبمجرد قراءة ذلك الدعاء من قلب مؤمن موقن به فإن الله عز وجل يبدل همومه وأكداره وغمومه فرحاً، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك.. أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي” صدق رسول الله.
فودِّع همومك وبُؤ واعترف لربك عن خطأك واعمل الصالحات فإن الله السميع العليم لن يلتك من عملك شيئاً وأعلم أن الناس منذ أن خلقوا مسافرين وليسوا بحاطي رحالهم إلا في الجنة أو في النار.
ودِّع همومك وأعلم أن ما أنت عليه من هموم وغموم إنما نعمة من الله عزوجل فأنت محل ابتلاء من القادر المنعم كي تلوذ إليه بالفرار فالإنسان عندما يخاف شيئاً يهرب منه وعندما يخاف الله يفر ويهرب إليه.
فالحياة جميلة، وأجمل ما فيها العيش الهادئ، إذ بمقدور الإنسان العاقل أن يحط عش حياته بوسائل العافية والصحة.
وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.

قد يعجبك ايضا