الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في مواجهة قرار ترامب
محمد المنصور
نقل سفارة أمريكا إلى القدس العربية المحتلة عنوان لمرحلة انحطاط عربي وإسلامي غير مسبوق ، أسهم فيه ارتماء السعودية ودول خليجية أخرى في الحلف الصهيوني الأمريكي المعادي للعرب والمسلمين، وخوضها مغامرات الحروب على اليمن وسورية والعراق والتآمر على إيران والشعب الفلسطيني .
لم يكن ترامب وإدارته اليمينية الصهيونية المتطرفة ليتخذ قراره المشؤوم الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها ، لولا إدراكه بان النظام الرسمي العربي والإسلامي يفتقد إلى الشرعية الشعبية وأنه خانع وخاضع في معظمه للاملاءات الأمريكية والغربية ، وان ردود الفعل إزاء الجريمة الأمريكية التي تستهدف الشعوب العربية والإسلامية في أقدس مقدساتها أعني القدس الشريف ، واستهدافها في أقدس قضاياها أعني القضية الفلسطينية لن تتجاوز الإدانة اللفظية بلا أية إجراءات عملية تهدد المصالح الأمريكية ، وتعبر عن الارتباط العربي والإسلامي بالقدس وفلسطين .
لقد ضمن ترامب تواطؤ وقبول السعودية ومصر ومعظم الدول العربية والإسلامية لقراره المنافي لقرارات مجلس الأمن ومعاهدات السلام بشان القضية الفلسطينية، فمضى لتنفيذ القرار الاستعماري الجديد والذي يعد تاليا لوعد بلفور البريطاني المشؤوم من حيث الخطورة والتبعات على القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية.
في الأثناء تمضي السعودية بقيادة المغامر المتصهين محمد بن سلمان والأمارات والبحرين في أوسع عملية تطبيع وانفتاح وعلاقات مع الكيان الصهيوني سياسية واقتصادية وأمنية وإعلامية مجانية نكاية بإيران حسب مزاعمهم الممجوجة والتافهة .
ستثبت الأيام والشهور القادمة خطأ حسابات ورهانات حكام السعودية والخليج على التقارب المشبوه مع العدو الصهيوني ، والانبطاح الذليل لأمريكا .. وأنهم سيكونون أكبر الخاسرين .
مواقف الأمم المتحدة والدول الكبرى والغربية وروسيا والصين رافضة أو متحفظة على قرار ترامب نقل سفارته للقدس حتى الآن ، لكن هذه المواقف لا تعني شيئا إذا لم تتحرك الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وهو ليس وحيدا اليوم في جبهة المقاومة للمشروع الصهيو أمريكي السعودي ،
وبوسع هذا المحور الممتد من إيران إلى سورية إلى لبنان والعراق واليمن أن يفعل الكثير .
محور المقاومة سبق وأن نجح في إفشال مشروع الهيمنة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية في جنوب لبنان وغزة والعراق وسورية ، وتمكن من إسقاط الفتنة الطائفية والمشروع الداعشي الأمريكي السعودي القطري التركي الصهيوني .
المواجهة اليوم مع محور الشر والعدوان الأمريكي السعودي الصهيوني مستمرة وعلى أشدها في سورية واليمن الذي يتصدى ببسالة لرأس الشر السعودي الإماراتي والذي استطاع وللعام الرابع على التوالي أن يقدم المثال الناصع على قدرة الشعوب على مواجهة العدوان والحصار السعودي الأمريكي التحالفي الهمجي والانتصار عليه .
وبدخول الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الخليجية منها بالذات طرفا في المواجهة مع أمريكا ومصالحها وأنظمة الخيانة والعار السعودية الإماراتية البحرينية يمكن إسقاط مشروع تهويد القدس والقضية الفلسطينية، وستتعزز فرص إسقاط النفوذ والاحتلال الأمريكي الصهيوني للمنطقة بلا شك ولا ريب وما النصر إلاّ من عندالله .