*في ذكراها المأساوية الثالثة
الثورة : حاشد مزقر
في الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين الموافق 11/ 5/ 2015م قصفت طائرات العدوان السعودي وتحالفه (جبل نقم) بالعاصمة صنعاء بحجة أنه يحتوي على مخزن للأسلحة، مع علم تلك الدول أن الجبل يقع بالقرب من آلاف المنازل والمباني المدنية، وأن تلك المنطقة مكتظة بالمدنيين ، وقد استخدمت السعودية في قصفها لمنطقة (نقم) صواريخ وقنابل محرمة دولياً أحدثت انفجارات هائلة جداً وضحايا كثيرين ودمارا واسعا:
في مديرية آزال، المديرية الشرقية للعاصمة صنعاء يقع حي نقم وهو من أكثر أحياء العاصمة صنعاء كثافة بالسكان حيث يوجد به الآلاف من المنازل السكنية والعديد من المباني الحكومية ومئات المحلات التجارية كما يوجد في ذات النطاق مستشفى الثورة العام.
نوع الانتهاك
إلقاء قنبلة نيترونية وصواريخ شديدة الانفجار من طائرات العدوان السعودي وتحالفه على جبل نقم الملاصق للأحياء السكنية والمطل على العاصمة صنعاء من الجهة الشرقية في الحادي عشر من شهر مايو 2015م نجم عنها استشهاد 60 مدنيا وجرح 350 آخرين بالإضافة إلى إلحاق الأضرار بآلاف المنازل والمنشآت المدنية كما تعرضت حياة الآلاف من سكان العاصمة للخطر بسبب الانفجارات والشظايا المتطايرة والتي تلت إلقاء القنبلة النيترونية فيما نزحت أكثر من 800 أسرة من منازلها.
تفاصيل الجريمة
أحدثت القنبلة النيترونية انفجارا ضخما هز صنعاء حيث شاهد سكان العاصمة كتلة من النار والدخان والغازات المنبعثة من الانفجار وتصاعدت تلك الكتلة إلى مستوى أعلى من جبل نقم الذي يصل ارتفاعة لمئات الامتار وقد بدأت الكتلة النارية صغيرة ثم توسعت علوا نحو قمة الجبل وشوهدت حول هذه الكتلة هالة ممتلئة بأحجام صغيرة من المقذوفات التي كانت تتطاير بجميع الاتجاهات وتلاها دوي انفجار هائل دمر ما كان بقربه تدميرا كليا ملحقا الأضرار على بعد 10 كيلو مترات من مركز الانفجار وقد تم توثيق هذه اللحظة بالفيديو والصور.
ذلك الانفجار أعاد إلى أذهان سكان العاصمة مشاهد إلقاء قنبلة فراغية على حي عطان في 20 أبريل 2015 م وقد أكد شهود عيان انهم شاهدوا طائرات العدوان السعودي وتحالفه تحلق على مستوى منخفض بالقرب من جبل نقم والمناطق القريبة من الجبل ثم ألقت قنبلة ضخمة يصل وزنها إلى ما يقارب الطن..وشاهدوا الشظايا تتطاير في كل الاتجاهات وكانت تدمر أي شيء تقع عليه وقد شاهدوا قنابل صغيرة تنفجر بمجرد وقوعها على الأرض أو على رؤوس المواطنين والمنازل وشوهد الكثير من الأطفال والنساء والرجال ضحايا شهداء وجرحى في الطرقات والأسواق..ونظرا لهول الانفجار وقوته التدميرية فقد وثقت أضرار ودمار لحقت بآلاف المنازل وعشرات المدارس والمساجد والأسواق والمنشآت الحكومية والقضائية والتعليمية ومئات المحلات التجارية وحتى سفارات بعض الدول المشاركة في العدوان.
من مآسي الجريمة
إحدى الحالات المأساوية التي سببها الانفجار حكاية طفلين كانا يلعبان بالقرب من منزليهما واللذين لا يبعدان سوى مائة متر عن مركز إلقاء القنبلة النيترونية, سمع الطفلان الانفجارات الأولى فحاولا النجاة بنفسيهما وبعد إلقاء القنبلة دفعت بهما قوة الانفجار إلى أمتار عديدة حاول احدهما النهوض ومضى خطوات قليلة فسقط على الأرض وكان يقول انه شعر بالاختناق وضيق تنفس شديد ناتج عن الدخان والغازات الكثيفة وبصعوبة اقترب من صديقه الآخر ووجده قد قطع رأسه والدماء تسيل منه وقال (اغمي علي ولم افق الا في المستشفى ).
أحد المواطنين يبلغ من العمر 53 عاما أسعف حينها لمستشفى الثورة يقول: يقع منزلي جوار مسجد الريان الذي يبعد عن الانفجار كيلو متر واحد ويضيف:كنت حينها في المنزل مع اثنين من أطفالي محمد 4سنوات وأسامة 6سنوات فسمعنا صوت انفجار شديد ناتج عن إحدى الغارات ولم نر إلا الأبواب والنوافذ تتطاير, اطمأننت على أطفالي ونظرت للمنزل وقد دُمر خرجت إلى الشارع ووجدت كل سكان الحي يركضون والأطفال والنساء مرعوبون يملأهم الخوف والهلع, عدت للمنزل وأخذت أطفالي وهممت بالخروج من الحي والابتعاد عن محيط الخطر غير أن إلقاء القنبلة على جبل نقم باغتنا فأصيب ولدي محمد بشظية في رأسه فارق الحياة على إثرها بنفس اللحظة ولدي الآخر أسامة أصابته إحدى الشظايا في بطنه ولايزال يعاني منها إلى الآن فيما أصبت أنا بكسر في ساقي وأثناء تلك اللحظة امتلأ كل ما حولنا بالدخان والغبار والغازات حتى اننا لم نكن نستطيع رؤية الطريق.